تقاسيم على الهامش (( حين يكتبُ الشاعرُ روايةً .. ماذا سيقول ؟! )) |
كتاب الدستور |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب عبد السادة البصري |
النـص : عتبةٌ أولى :ــ وأنا أقرأ في رواية صديقي الشاعر منذر عبد الحر (( غناءٌ سرّي )) قفز إلى ذهني سؤال :ــ هل نعيش الآن عصر الرواية ،، أم نحن مقبلين على عصرٍ ذهبيّ لها ؟! الرواية فنٌ صعب ، كما يقال ، لأنها خلقُ عالمٍ من الحيوات والحكايات والرؤى والأفكار بشكل متنوع ومتشابك ، والولوج إلى عمق النفس البشرية ، والقيام بتشريحها وتفكيك كل مفاصلها ، لهذا تحتاج إلى الإمساك بخيوطها وأدوات حبكتها بقوة وبالشكل الأمثل والأكمل !! اليوم نقرأ إعلانات وأخبار هنا وهناك عن صدور روايات عديدة ، منها تدخل إلى بوابة المسابقات ومنها يتم التبشير بأنها الرائعة وغير ذلك ، لكننا لم نقرأ نقداً حقيقياً يفرز الغثّ من السمين والرديء من الجيد ، أغلب ما نقرأه مجاملات اخوانية لا تنفع في شيء أبداً حتى لمن كُتبت عنه ، حيث أن الكثير من الروايات لم ترقَ إلى مستوى الرواية الإبداعية التي ننتظرها ، ونُفرد لها وقتاً للقراءة والغوص في لجّة بحرها ، بل أكثرها حشواً فارغا وتشبه حكايات الجدّة عند موقد الشتاء ، ما أن توشك على نهايتها حتى تأخذك غفوة ، تفزّ بعدها قائلاً :ــ مالي شغلتُ نفسي ووقتي بكتابٍ لم يمنحني فضاءً وخيالاً ما ؟! ولكن ــ الحقّ يُقال ــ هناك روايات تقرأها مرتين وثلاث ، وتعود إليها كلما احتجت إلى سرحة حقيقية في عالم الإنسان والطبيعة !! نعود لأصل مقالنا هذا ، ألا وهي رواية الشاعر منذر عبد الحر ، لنقف متأملين تاريخ الفن الإبداعي بشكل عام ، والشعر بشكل خاص ، أليس المسرح هو أسّ الفنون وأبوها ؟! ألم تُكتب المسرحيات الأولى ــ اقصد المسرح اليوناني والروماني ــ شعراً ، ويقال عنها :ــ رواية مسرحية أو ملحمة ؟! وهي عبارة عن قصيدة طويلة بأوجه وأشكال وأنماط متعددة ، تحكي بطولات الرومان واليونانيين ، فإلياذة هوميروس ، وانيادة فيرجيل ، ومسرحيات سوفوكليس ويوربيدس ، وكذلك شكسبير وغيرهم عبارة عن رواياتٍ كتبت شعراً ، هذا يعني أن الرواية أصلها شعر أو ملحمة شعرية ، وكان يطلق على كاتبها شاعر ، ثم تحولت بمرور الأيام إلى النثر لتأخذ مسارات وأشكال وأنواع شتى !! إذاً ، وصلنا إلى ما نريد ، وهو أن الشاعر كان روائياً في الأصل ، كتب رواياته وملاحمه ومسرحياته وحكايا التاريخ القديم شعراً !! وإذا تأملنا قصائد الشعراء العرب القدامى وغيرهم من شعراء العالم المحدثين قبل قرون نجد أن كل قصيدة لهم ، هي حكاية أو مجموعة حكايات ، و فيها أبطال وغير ذلك ، يروونها شعراً !! وعليه ، ليس من الصعب الآن أن نجد الكثير من شعرائنا يكتبون الرواية ، وبأسلوب عالي الجودة والإبداع ، ونعرف جيداً أن عددا من الروائيين ذائعي الصيت في بداية مشوارهم الأدبي كانوا قد أصدروا مجموعات شعرية ، على سبيل المثال :ــ جيمس جويس في ( موسيقى الحجرة ) ، وعبد الخالق الركابي ، وعبد الرحمن الشرقاوي ، وجبرا إبراهيم جبرا وغيرهم !! لهذا استمتعت كثيرا برواية صديقي الشاعر منذر عبد الحر ، التي منحها ثريّا نص شعري ( غناءٌ سرّي ) ، والغناء هو الشعر الذي يحاكي الروح والوجدان ويدغدغ شغاف القلب والأحاسيس ، كتبها بأسلوب شعري رائع ، إنها رواية شعرية ، سأتوقف عندها في عتبات أخَر قادمة ، لأنها تمنحك جواز سفر إلى حكايات الإنسان الحقيقي والعفوي ابن الماء والطين !! حديثنا القادم ما بعد عبورنا العتبة ، وسرحة مع الشجن !! |
المشـاهدات 523 تاريخ الإضافـة 16/02/2020 رقم المحتوى 4556 |
الصحة: عدد الملقحين بالحصبة تتخطى خمسة ملايين ونقترب من الهدف |
خبير مالي يفسر آلية التصويت على الموازنة داخل البرلمان صالح: تقديم جداول الموازنة الى البرلمان سياق دستوري ورقابي |
العثور على بقايا صاروخ باليستي في منطقة حدودية بديالى العمليات المشتركة تعلن نتائج الضربة الجوية في جبال حمرين |
باكستاني الجنسية يسكن خلف المستشفى العربي ببغداد، يقدم على نحر زوجته وينتحر بعدها. |