الخميس 2024/4/25 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 19.95 مئويـة
دعونا وشأننا أيها الطامعون المستعمرون الجُدُد
دعونا وشأننا أيها الطامعون المستعمرون الجُدُد
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب عبد الأمير الجوراني
النـص :

نحن العراقيون أحراراً, منذُ أنْ خَلَقَنا الله سبحانه وتعالى وإلى اليوم, وإنْ مَرَّتْ بِنا عاديات الزمان, وسَيْل المِحَنِ والخُطوب التي كَلَّفَتْنا الكثير.. نَعَمَ أنهَكَتنا المصائب والويلات, ولكن بقِيَ فينا ذلك العِرق الذي ينبض بالحرية وحُبّ الوطن, ولن يموت أبَداَ..وقد خُيَّلَ لكم أنَّ بإمكانكم أَنْ تُخضِعونا وتحتلّوا وطننا وتسلبوا حرّيتنا وإرادتَنا وكرامتنا ووطنيتنا, ولكنْ هيهات.. هيهات, فلا زال في العِرق شعبٌ يتوارث في جيناته الوراثية: كل معاني الرجولة والإباءوالعزيمة والإرادة والكرامة والحرّية.. يتوارثها جيلاً بعدَ جيل.. لا بل إنها في تحسّن وتطوّر مستمر كلّ ما مرّ الزمن, وكلّما اشتدّت المحن, وكلما ضاق الخناق.. ودليلنا هؤلاء الفتيةِ الذين نهضوا مِن بين ركام الحروب والجوع والفساد والظلم, فأشعلوا ثورتهم التي أذهلت القاصي والداني, ببطولات وتحدّي فاقت كل التصوّرات والتوقّعات.. في مجابهة الموت والغدر والجرائم الوحشية وأدوات السلطة الفاسدة, بصدورٍ عارية ولكنّها مَلئا بالإيمان والشجاعة وحب الوطن.نعم قد تجدون أيها المستعمرون من بيننا أنصاراً لكم ومريدون من الجاحدين وضعاف النفوس, من الذين ارتضوْا لأنفسهم الارتماء بين أحضانكم وتنفيذ أجنداتكم الوقحة, ومن الذين أبَوْا إلّا أن يعيشوا ذيولاً تابعين أذلّاء وبلا كرامة أو وطنية أو حتى دين وأخلاق.. ولكنهم ثُلّة قليلة لا تَكاد تمثّل نسبة 1% من أبناء هذا الشعب الوطني الغيور الذي يعشق الحرية والكرامة.. وهؤلاء النفر العاق ومع امتلاكهم للمال والسلطة والميليشيات, لكنهم لن ينالوا من عزيمة الأغلبية المؤمنة بحبّ هذا الوطن وحريته وكرامته.. وقد أثبتت سالف الأيام صحة قولنا هذا, بثورة الفتية الأحرار بوجه هذه الثلة الفاسدة المجرمة الطيّعة لكم ولأجنداتكم, الذين لم يكتفوا بسرقة ونهب خيراتنا وتجويعنا وإفقارنا, بل زادوا على ذلك بإراقتهم دماء أبناء شعبهم من الشباب الوطني الواعي, وإزهاق أرواحهم وتشويه سمعتهم..لا لشيء!! فقط لأنهم أرادوا وطناً حرّاً شامخاً أبيّاً.. ومن أجل ذلك حَلّلوا وشرعنوا سفك دماء هؤلاء الفتية النجباء؛ ارضاءً لكم ولأجنداتكم وسياساتكم التوسعية المجرمة التي تقوم على استعباد الشعوب وسرقة خيراتها, والتحكّم بمصيرها.ولكنَّ شبابنا وفِتيتنا الأبطال الثائرين, أثبتوا وسيُثبتوا أكثر لكم ولعملائكم الفاسدين, بأنكم لن تستطيعوا النَيْل من هذا الوطن والسيطرة على مقدّراته وثرواته, وإنَّ قابل الأيام سيُثبت لكم ذلك.. وإنَّ هذه الطغمة العميلة الفاسدة التي تسير في ركابكم ستكون نهايتها قريبة وحتمية, لأنَّ الله مولَى هؤلاء الفتية الثائرين, أمّا أنتم وعملاؤكم؛ فمَوْلاكم الشيطان..وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلبٍ ينقلبون.

المشـاهدات 535   تاريخ الإضافـة 16/02/2020   رقم المحتوى 4565
أضف تقييـم