تعد المونودراما فن من فنون المسرح  التجريبي التي استطاعت ان تلقط انفاسها بعد نشوب الحرب العالمية الثانية فجاءت كرد ناقم لتشظي الفرد وانتهاك الانسانية فأنطلق النص المونودرامي ليبحث عن العمق الذاتي ويجسد الفردانية للشخص بعيدا ومنعزلا عن الكون يغور داخل نفسه بحثا عن ذاته وبمعزل عن العالم الخارجي .انطلق النص المونودرامي على يد جان جاك روسو في نصه المسرحي " بجماليون"  حيث ظهر الممثل الواحد على خشبة المسرح مستعينا بخبراته الفنية لغرض اثراء الخشبة بثقافته التمثيلية ، مستدعيا الاحداث عبر الشخصية المنفردة وتكون تلك الاحداث متباعدة غير حاضره اي اشبه بالحلم  يقوم الممثل بدور الراوي او الحاكي او السارد لحوار النص مقتضيا جهدا فنيا وادائيا وتقنيا خاصا بذات الممثل حيث يؤدي شخصية واحدة او عدة شخصيات ثانوية تظهر اثناء السرد تتطلب تلوينا للحالات النفسية لتظل  مساحات الاداءات الجسدية في قبضة السرد وبالتالي يرتكز على البوح الذاتي ومافيه من خلجات الماضي, فالصراع يكون صراع نفسي داخلي يهتم ع بالخلاص الفردي بعيدا عن الخلاص الجماعي . كما قدم صموئييل بيكيت اهتمامه بالموندراما ووجدها من اكثر الاشكال المسرحية معبرة عن العبثية لكونها تعمل على عزلة الفرد والبحث عن الذات بعيدا عن المألوف ولكن بسبب تلك النزعة الفردية التي تبنتها  المونودراما كانت سبب في الابتعاد عن هذا النوع الفني ولاسيما اصحاب دعاة الفكر المسرحي الجماعي وقد عارض بعض المسرحيين لها حيث وجدوا انها تعتمد على الممثل الواحد بعيدة عن الثنائية التي تخلق الفعل الدرامي فأطلق بيتر بروك عليها مصطلح الوحدانية .تبقى الجدلية وتفاوت الاراء قائمة حول هذا الشكل الدرامي وحول مسميات هذا الشكل هل هو مسرح الممثل الواحد ويعود هذا تاريخ المسرح اليوناني عندما قدم ثيسبس الممثل الواحد ام هو مسرح الشخصية الواحدة وان كانت هذه الشخصية قادرة على خلق المساحة الابداعية والابتعاد عن الترهلات الفنية اي بمعنى ان تكون متمكنة بعيدة عن مايسمى بالتهريج الفردي .