الخميس 2024/3/28 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 24.95 مئويـة
الطفل والتكوين العربي في مسرح سليمان العيسى الشعري
الطفل والتكوين العربي في مسرح سليمان العيسى الشعري
مسرح
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

د.فاتن حسين ناجي

"لكي يحبَّ وطنَهُمْ , عِلَّمُوْهُمْ الأنَاشِيْدَ الحلوةَ "  هذا ماسعى له شاعرنا سليمان العيسى في غرس حب الوطن في نفوس الاطفال ولد الشاعر سليمان العيسى سنة 1921 بالنعيرية بلواء الاسكندرونة في سوريا ، تلقى علومه الأولى في دمشق ، ثم دار المعلمين في بغداد ، ، ثم أصبح مستشاراً في وزارة التربية لتدريس اللغة العربية بدمشق ابتداءً من سنة 1967 ، وأصبح بعدها عضواً في اتحاد الكتاب العرب ، توفي في عام 2013عن عمر يناهز ال92 عام. من دواوينه الكثيرة : "مع الفجر" الذي صدر في حلب سنة 1952، و"شاعر في النظارة" الصادر سنة 1954 في حلب أيضاً ، و"أعاصير في السلاسل" الذي طبع سنة 1954 في حلب ، أما مجموعة شعره الكاملة فصدرت منذ سنوات عن دار الشورى في بيروت في ثلاثة مجلدات تحت عنوان : شعر سليمان العيسى ، كما كتب قصة طفولته للأطفال مرتين ، شعراً تحت عنوان : أحكي لكم طفولتي يا صغار ، ونثراً تحت عنوان : وائل يبحث عن وطنه الكبير. اما مجمل ماكتبه للطفل فهو : أغنية في جزيرة السندباد -شعر- بغداد وزارة الإعلام 1971. أغان بريشة البرق -شعر- دمشق وزارة الثقافة- 1971. ميسون وقصائد أخرى -مسرحية وقصائد- دمشق 1973. ديوان الأطفال -شعر للأطفال- دمشق 1969. المستقبل -مسرحية شعرية للأطفال- دمشق 1969. النهر -مسرحية شعرية للأطفال- دمشق 1969. مسرحيات غنائية للأطفال -دمشق 1969. أناشيد للصغار -دمشق 1970. الصيف والطلائع -شعر للأطفال- وزارة الثقافة- دمشق 1970. القطار الأخضر -مسلسل شعري للأطفال - بغداد 1976. غنوا أيها الصغار شعر للأطفال- اتحاد الكتاب العرب - دمشق 1977. المتنبي والأطفال - مسلسل شعري للأطفال- دمشق 1978. غنوا يا أطفال (مجموعة كاملة من عشرة أجزاء تضم كل الأناشيد التي كتبها الشاعر للأطفال)- بيروت 1979. لذا فان المتتبع لمسيرة العيسى الادبية في ميدان الشعر والمسرحية يجد تنوعا مختلفا في الاشكال والاساليب الفنية على مستويات متنوعه من البنى الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية التي تستدعي الحديث عن حرصه على مواكبة التيارات المختلفة التي تمر بكل مرحلة من مراحل التكوين العربي ، مؤكدا في نتاجه الادبي برمته على ان حب الوطن والتمسك بالقومية العربية هي طوق النجاة لكل مواطن يريد السير بخطوات صائبة.

لقد تمحورت الاتجاهات في كتابة مسرح الطفل لدى العيسى في الاتجاهات الرئيسية التالية :

* الاتجاه الثقافي القومي العام.

* الاتجاه التربوي والتعليمي .

* الاتجاه النفسي الاجتماعي.

* الاتجاه الذهني والفكري .

* الاتجاه التراثي .

اعطى سليمان العيسى في مسرحياته الموجهة للطفل اهتماماً بالصورة الشعرية الجميلة التي يسهل ترسيخها في ذهن الطفل، والتي يستقيها الشاعر عادة من واقع الأطفال، أو من أحلامهم وآمالهم.ان القضية الفلسطينية هي اساس الالم الذي ينطلق منه الكاتب في اعماله المسرحية بل وتكاد تكون في اغلب اعماله الادبية كون ان الجسد العربي والقومي قد فقد عضوا من اعضاءه وهي فلسطين ولابد لهذه الارض المقدسة ان تعود الى مكانها الصائب بين الوحدة العربية. اكد على مبدا الوحدة العربية، القادرة وحدها على أن تعيد لوجودنا العربي كرامتَه ومعناه وضمن جميع اعماله المسرحية كانت ام الشعرية هذا المبدا الذي اعتبره الاهم في الوصول الى الحرية المطلقة.لذا لجأ العيسى إلى التنوع والغزارة في مخاطبة الأطفال ان كان في غزارة وتنوع الشخصيات اوفي التنوع في اللغة او في البناء الدرامي.واهتمام الكاتب بالبناء الفكري واعتماده اللغة الأدبية (الشاعرية والتعبيرية)غير الدرامية لكونها اسهل واسرع حفظا لدى الاطفال.اما النوع الادبي فقد غلبت نمطية الجمع بين الملهاة والمأساة في اغلب سليمان العيسى المسرحية.كما وكان للتراث اهمية كبيرة في نصوص سليمان العيسى لاسيما تلك النصوص المقدمة للاطفال بغيت ايصال الفكر القومي والتربوي والاخلاقي للاجيال الناشئة عبر المدرسة والاسرة . ففي مقدمة ديوانه غنوا يا اطفال اكد على ان التربية الاساس تبدا من الاسرة وزرع القيم الصحيحة بذرتها الاساس من الاسرة والمدرسة ، واكد على ان القيم القومية اساسها المتين هو الحب ، وحاول ان يؤكد على مديات حب الاطفال للاشياء ، ولاريب ان الشعر والقصيدة والنشيد هما كل ما يحاول الطفل ابراز ذاته فيه ، لذا اكد على ان الاشياء سريعة الحفظ هي الاقرب الى الطفل و " لكي يحبَّ الأطفالُ لغتَهُمْ , لكي يحبُّوا وطنَهُمْ , لكي يحبُّوا النَّاسَ ,  وَالزَّهْرَ , وَالرَّبيعَ وَالحيَاةَ , عِلَّمُوْهُمْ الأنَاشِيْدَ الحلوةَ , اكتبوا لهم شِعراً جميلاً , شعراً حقيقيًّا " .

المشـاهدات 1300   تاريخ الإضافـة 17/02/2020   رقم المحتوى 4636
أضف تقييـم