الخميس 2024/3/28 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 18.95 مئويـة
عندما يموت الضمير
عندما يموت الضمير
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب عقيل عبدالخالق القيسي
النـص :

عندما يموت ضمير الانسان يُصبح بلا انسانية ويُصبح كل شيء عنده مباحا ويحضر الظلم والجشع والاجرام وتموت القيم والاخلاق ويصبح الانسان عبدا للذّاته واطماعه ويتحول الى وحش دون رادع ...... ولاادري هل ان قدر العراقيين ان يكونوا ضحية حماقات وموت ضمير البعض من جهلة السياسة وانصاف السياسيين طيلة الفترة السابقة ونحن ننام ونصحو على دندنات الجراح وانين الكلمات ؟؟ فمتى نشعل الشموع ومتى تعود بغداد كسابق عهدها لتكون مدادا لأقلام الشعراء والعاشقين ؟؟ ومتى يعود شهريار ليعانق شهرزاد ؟؟ ومتى تعود النجوم تتلألأ في سماء بغداد ؟؟ اسئلة كبيرة تحتاج الى اجوبة في ظل اجواء مشحونة بالانشقاقات والتخندقات والاحقاد من قبل البعض الذين ماتت ضمائرهم ..... معارك حامية ( غير معلنة ) تدور رحاها  في اروقة بعض الكتل السياسية وبعض الشخصيات التي جاءنا بها  القدر الأغبر وتسلطت على رقابنا وعلى مصير الوطن ومستقبله ، هذه الكتل والشخصيات هي التي تتحكم بالمشهد العراقي خاصة هذه الايام من اجل الحصول على اكبر قدر ممكن من المكاسب والمواقع المهمة في الدولة ، والذي يُدمي القلب ويثير المواجع ان الكثير منهم كانوا  سببا بشكل مباشر وغير مباشر في كل ماحصل ويحصل من ويلات ومآسي ودمار وفساد وسرقة المال العام ، هؤلاء لايهمهم ولايعنيهم ان يعيش العراقي بكرامة أو يموت جوعا وقهرا لأنهم بلا ضمير ، يلهثون من اجل الحصول على كمية اكبر من ( البيدر ) .. هم في سباق محموم وحرب في الخفاء وهم الذين يضعون العصا في عجلة الأستقرار والتقدم ، الكل يريد ان يُصبح ( زعيما ) ناسين او متناسين ان الزعامة هي مسؤولية وطنية واخلاقية وتاريخية ، ان مثل هؤلاء الذين يسمون انفسهم سياسيين هم الذين يذبحون الحاضر مثلما ذبحوا الماضي من الوريد الى الوريد واطلقوا عليه رصاصات جهلهم وحماقاتهم .... وهاهو الشعب يغلي وساحات الاعتصام تهتف بأعلى الاصوات : ( نريد وطن ) نجتث منه الفاسدين والسراق والجهلة ... نريد وطنا نرتمي بأحضانه الدافئة ونشعر بأننا ننتمي اليه ونستظل بأفيائه الوارفة ... نريد وطنا نعيد اليه هيبته وعنفوانه بعيدا عن المحاور والصراعات الاقليمية والدولية ... وفي ظل هذه الظروف الملتهبة وسقوط المئات من الشهداء والآلاف من الجرحى الذين كانوا ضحايا القتلة والمندسين والذين نفذوا اجندات خارجية وداخلية من أجل وأد انتفاضة الشعب ، فأننا نسمع اليوم بالتلميح والتصريح ان هناك بعض القوى السياسية بدأت تستغل الظروف المضطربة خاصة ونحن بصدد تشكيل حكومة جديدة تستجيب لمطالب الجماهير المنتفضة ، والضغط من أجل العودة والعزف على  نغمة ( استحقاق ) المكونات بمعنى لو حصل ذلك فأننا سنعود الى المربع الأول والمحاصصة المقيتة والكل يغنّي على ( ليلاه ) ناسين او متناسين الدماء الزكية الطاهرة التي سالت من أجل التغيير ومن اجل الوطن .... ان أولئك العابثين نسوا او تناسوا ان الحل الأمثل لمحنة البلد انما ينبع من الضمير الوطني والأرادة الوطنية الصلبة ، وفي حالة غياب الضمير .... ماذا سيحصل ؟؟ الجواب اتركه للقاريء الكريم ... السلام عليكم..

المشـاهدات 672   تاريخ الإضافـة 18/02/2020   رقم المحتوى 4699
أضف تقييـم