الجمعة 2024/4/26 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 25.95 مئويـة
وان جاءت متأخرة !!
وان جاءت متأخرة !!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب حسين الذكر
النـص :

بمعزل عما آل اليه المشهد التظاهري المنطلق بداية تشرين الأول 2019 وما قيل عنه او الصق به جراء تدهور امني واضرار بنوية واجتماعي ... خلف قتل وعنف ... وعنف مضاد مع إصرار على حضور ميداني سلمي – خاصة – مباركا من المرجعية ومساند من اغلب القوى السياسية في الداخل والخارج .. لكن ثمة اتفاق شعبي ورسمي على ان الحركة المطلبية العراقية لم تكن محظ صدفة او بترتيب خارجي وتحريك داخلي – مع ايماننا المطلق بان للسياسة انف أطول مما يظهر بالمشهد  – الا ان تعبير الحراك واضح  صادح ينم عن مطالب شعبية ملت واقع الحال الذي عاشته منذ تغيرات نيسان 2003 حتى الان ...  برغم مرور اكثر من دورة انتخابية وحكومة رافقها هدر مليارات من الدولارات التي لم تغير من واقع الحال شيء .. بل ساءت باكثر المفاصل التحتية التي لو لا وجودها قبل التغيير لافتضح العهد الموسوم بالديمقراطي اكثر مما هو عليه الان .. فاغلب المشاريع الخدمية في العاصمة بغداد وبقية المحافظات عدا كردستان بوجها النموذجي ، لم تشهد العاصمة وبقية المحافظات ما يشد الانتباه ويعزز الخدمات ولا يشم منه رائحة أي اثر حضاري ولا قيمي سيما بعد ان شهد تراجعا خطيرا غير مسبوق تجسد بانفلات وفساد ... لم يعد يخشى رقابة او نزاهة او إجراءات ..في ظل هذا الحراك المتواصل والدعم المرجعي وقوى الداخل والخارج خصوصا ما يتعلق بالمطالب السلمية .. فان تغييرا جوهريا مطلوبا على شكل واليات عمل الحكومة المقبلة التي يجب ان تتخلص من ربقة الأحزاب وقيود الكتل البرلمانية التي أخفقت بشكل واضح طوال عقد ونصف من سنوات خلت .. مما افضى الى استقالت حكومة السيد عبد المهدي ومخاض طويل رافقه سيل الدم والقلق وتدهور الامن واجندات وستائر ... افرزت محصلة قناعاتها عن ضرورة تشكيل حكومة جديدة ينتظر ولادتها خارج نص سلطة الأحزاب ومنظومة عمل البرلمان بالياته السابقة التي رسخت مفاهيم المحاصصة والطائفية والعشائرية والحزبية والكتلوية والشخصنة الطاغية على كل قيم المواطنة والاحساس بالمسؤولية على حساب وطن وشعب يستحق العيش بشكل افضل مما هو عليه . بعد ان حباه الله بارث وامكانات وموارد يحسده عليها الاخرون ..حكومة السيد محمد توفيق علاوي برغم ما قيل وتداول عبر وسائل التواصل بالتحليل والتوقع او الدعاية فانها على ما يبدو ستولد خلاف ذلك وبصورة قد تجلب الانتباه وربما ترسم افق الامنيات وتصعد سقف الطموحات.. فشعارات التظاهر كانت مدوية تحت عنوان وطن .. وهذا الوطن ينبغي ان يكون ندا لحضارة الاخرين ممن نتفوق عليهم بكل شيء .. وذلك لا يتحقق الا بدرجة من الاستقلال مقبولة خارج هيمنة القوى الاقليمية والدولية ومشروطة بسياسة انفتاح وصداقة وتعاون دولي معزز بشاعرات سلام وسلوكيات اسلم يمكن لها ان تمهد أرضية العودة العراقية للمجتمع الدولي بعد عقود طويلة من الحروب والاقتتال والفساد والخلاف ..قد لا تستطع حكومة السيد علاوي ان تحقق كل ما تريد الجماهير اذ ان زمنها ومهمتها محددة لكنها يمكن لها ان تكون استثنائية بمخاض يستبطن ما مضى .. ليس بالمظاهرات فحسب ... بل كل الامال والطموحات المزهقة منذ نصف قرن او اكثر .. التي كانت تريد وتنادي بوطن لا تمييز ولا فوراق فيه على أي أسس مذهبية او حزبية او قومية .. واذا ما تحقق هذا المطلب ستكون الحقبة العلاوية تاريخية وان جاءت متاخرة .

المشـاهدات 431   تاريخ الإضافـة 22/02/2020   رقم المحتوى 4853
أضف تقييـم