الكوميديا السياسية فن قديم ارتبط بظهور هذا الفن منذ ايام اريستوفانيس وميناندر  اليونانين وتواصل عبر مر العصور سواء في  اشكال الكوميديا الايطالية التي عرفت بالكوميديا ديلارتا او كما شاعت فيما بعد في فرنسا تحت مسمى الشانسونيه ،

ومايميز  الكوميديا السياسية عن غيرها انها ترتبط بالواقع السياسي لاي بلد وترصد مجريات الطبقة الحاكمة وكيفية ادارتها للمجتمع فهي تتناول الاحداث بطريقة مبالغة كي تصنع موقفا يثير الضحك والاستغراب ويجعل المتلقي يعيش حالة من الثأر لما يحسه تجاه السياسي الذي لم يلبي له ادنى الطموحات بل انهم انغمسوا بمصالحهم او فشلوا في ادارة البلاد  وينشط النقد الكوميدي السياسي آبان فترة الازمات او حين يحصل تحول ما في البنية السياسية تنعكس اثارها على مفاصل المجتمع هنا ينبري الفنان او الاعلامي باقتناص الموقف وتحويله لعمل فني سواء يكون نصا مسرحيا او مشهدا  تلفزيونيا او رسما كاريكاتيريا او قصيدة  او نكتة وشهد النقد الكوميدي السياسي انتشارا لافتا عبر الانترنت وما جاء به من معطيات عديدة فتحت الباب على مصراعيه امام الجمهور ليتولى الكتابة والرد وانتاج اعلام شخصي بعيدا عن رقابة السلطة او احتكار بعض الجهات الاعلامية واحيانا تنبري السلطة ذاتها بالسماح بتجاوز بعض الخطوط كي تمتص نقمة الشارع من خلال بعض الانتاجات الناقدة للواقع او للادارة او لبعض الممارسات الاجتماعية والخدمية  ولكن غالبا ما يواجه الاشخاص الذين يقومون بالنقد من فنانين او اعلاميين بمواجهة وتهديد من السلطات احيانا يجعلهم اما يغادرون البلد او يتوقفون عن توجيه النقد  ومع كل الاحترازات التي تقوم بها السلطات الحاكمة للحد من  انتشار  هذا المد الانتقادي فهي لا تستطيع لاسيما حين تبلغ الاوضاع حالة الغليان وهو ما نشهده اليوم في واقعنا الحالي وما يطالعنا من نتاج نقدي يواكب الحدث السريع والتحولات الجارية والذي بات جزءا من حالة يتعاطاها الناس مع كل حدث واضحى النقد الكوميدي السياسي لونا حاضرا في مشهدنا الحياتي يكمل الصورة ويمنح الجمهور احساسا بالمشاركة والفاعلية لتجسيد واقع افضل لحياتهم.