الجمعة 2024/4/26 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 35.95 مئويـة
وراء القصد صحوة ام تنفيذ أوامر!
وراء القصد صحوة ام تنفيذ أوامر!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمد السيد محسن
النـص :

يقول مدافعون عن محمد علاوي بانه يسعى لسحب البساط من الأحزاب ، ويحاول تشكيل حكومة من المستقلين ، وبالتالي فان سنة السياسة وكردها ليس من حقهم ان يعرقلوا سعيه.ويقول أهلنا ان رجلاً تربى في عشيرة غريبة عن أهله فزوجوه من بناتهم وحين دخل على زوجته كانت العرب تقف عند الباب فخراً بفحولة الذكر وعذرية البنت، فلما خرج وهو بحال تسيء الناظرين برر عدم قدرته على إنجاز المهمة بان الفراش كان يسبب له الانزلاق. فقالت العرب حينها ان الرجل يكون رجلاً منذ اليوم الأول. بتطبيق المقولتين وحين نجد ابطال المحاصصة وسادة الفساد يدافعون عن حكومة محمد علاوي، فاننا نجزم ان هؤلاء الذين لم يتصفوا يوما بالشرف ولم يقدموا خدمة لأهليهم ولا لمناطقهم ولا لمذهبهم ، لا يجوز ان ينقلبوا بين ليلة وضحاها الى شرفاء ويحاولون إنقاذ الشعب المسكين الذي لم يصل الى ما هو عليه الا بسبب فسادهم وصراعهم على المناصب وتجارتهم بالدين ومقدسات المذهب .فإذا قال مدافع ان شيعة السياسة يباركون حكومة المكلف لانهم يريدون التخلص من الطائفية ، ألم يكن الأولى ان يرشحوا مكلفاً ليس من طائفتهم ، وليس وزيراً سابقاً وليس نائباً سابقا، بل وليس متهما بقضايا فساد لم تتم معاقبته بعد إصدار حكم بحقه؟تصوروا معي لو ان شيعة السياسة رشحوا عراقياً مسيحيًا لتشكيل حكومة مؤقتة ، هل يجرؤ سنة السياسة او أكراد السياسة ان ينبسوا ببنت شفة اعتراضاً على حصصهم؟ بالطبع لا ، لكن الأمر يديره الماسكون وينفذه الممسوكون في بلاد ، الطبقة السياسية فيه طبقة ممسوكة وليست متماسكة.لذلك من حق العراقيين ومنهم أنا كاتب هذه السطور ان نقول : ان دعم حكومة محمد علاوي ربما هو تنفيذ أوامر وليس صحوة ضمير ، وان قواعد اللعبة هي ذاتها وكل الذي تغير ان المكلف برئاسة الوزراء كان يذهب للجميع للانحناء ، اما الان فان الانحناء اقتصر أمام طائفة ومكون دون غيره.في عراق ما بعد 2014 هناك مجموعات سياسية ممسوكة من خارج الحدود استطاعت ان توصل رسالة في يوم ما انها قادرة على ان تستصدر قرارا برلمانياً دون مكونات أخرى ، ليقول بلد جار الى بلد محتل اننا أقوياء حتى بين ظهرانيكم ، ونستطيع ان نغير عدادات اللعبة متى شئنا. خصوصًا إذا ما عرفنا بان ترشيح المكلف لم يتم باجتماع على ارض عراقية ، وان المباركة من قبل الخارجية الامريكية تأتي ضمن صفقة إقليمية للاستمرار بسياسة التخادم التي أضرّت العراق، وإدامت بقاء الفاسدين وسيطرتهم على المشهد السياسي بمقابل تمييع كل حركات الاحتجاج الجماهيرية التي طالبت بالتغيير.دعونا لا نقف مع سنة السياسة ولا مع كردها ولا مع شيعتها ، ودعونا نقف مع بلد ينزلق لتحديات ليس له فيها ناقة ولا جمل.دعونا نتنلص من العبودية واجترار الطاعة ، ونعي مخاطر خلط الدين بالوطن.نعم سيخرجنا البعض من الملّة إذا قلنا: ان الدين يختلف عن الوطن ، فالدين ليس لديه حدود ، اما الأوطان فلها حدود يجب احترام سيادتها ، وان الوطن يبنى بالكفاءات والروح الوطنية ، والدين يبنى بالفتوى . على الرغم من رفض البعض من العبيد لهذه الفكرة الا اننا يجب ان نصرخ علّ حرية الوطن تنادي ضمير البعض فيحسن العودة .

المشـاهدات 1293   تاريخ الإضافـة 25/02/2020   رقم المحتوى 5004
أضف تقييـم