الخميس 2024/4/25 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 34.95 مئويـة
وراء القصد العراق الايراني
وراء القصد العراق الايراني
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمد السيد محسن
النـص :

واهم من يعتقد ان النفوذ الايراني في العراق او ان القوة الايرانية في العراق قد تأثرت بعد مقتل قاسم سليماني , وواهم من يرى ان ليس في العراق من لم يعد يدين بالولاء لايران , حيث ان البعد التبعي بات بعدا عقائديا ومصلحيا بالنسبة للذين يدافعون عن عقيدتهم ومصالحهم من خلال التشبث بالاستقواء بايران في العراق .

يرى البعض ان درس عدم تمرير ايران لمحمد توفيق علاوي بانه يمثل ضعفا للعراق الايراني مقابل بروز قوة سنة وكرد وشيعة بصيغة جديدة , اي بقدرة التمرد على القرار الايراني في العراق.

اقول دعونا نعود قليلا الى الوراء ونتذكر كيف ان المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وقتذاك تمرد على تعليمات ايران بدعم المالكي لدورة ثانية , وكيف اصر حينها زعيمه الشاب عمار الحكيم على عدم دعم المالكي , حتى تمت عقوبته من قبل ايران بتهديم صرح المجلس الموحد وتفريق شمله , بانسحاب منظمة بدر والتي كانت تمثل الجناح العسكري للمجلس وسر تفوقه على بقية الاحزاب الاسلامية الشيعية وقتذاك.

حينها لم يخف العامري زعيم المنظمة ولاءه لايران على حساب العراق وقال في مؤتمر صحفي وبكل صراحة انه سيعلن زواجا كاثوليكيا مع حزب الدعوة لانه تسلم فتوى من مرشد الجمهورية الايرانية السيد علي خامنئي بالخروج من المجلس الاعلى والاقتران بحزب الدعوة.

وبقي عمار الحكيم على موقفه الرافض لوضع يده بيد المالكي , حتى استطاع ان يتخلص من الاخير عبر ما اسماها القيادي في المجلس الاعلى بيان جبر "مؤامرة" على المالكي باستبداله بواحد من حزبه وكان يقصد العبادي.

واثناء التهيؤ للانتخابات 2014  ايضا لم تستطع ايران سليماني ان تسيطر على الوضع في العراق من خلال بروز رأسين لحزب الدعوة , ولم تستطع لم شملهما في قائمة واحدة فنزل حزب الدعوة بقائمتي دولة القانون والنصر , وما زالت الخلافات على اشدها بين القطبين لابناء الحزب الواحد , حتى ان هذا الخلاف عطل وجود نائب رئيس للجمهورية لحد الان , حيث يطمح كل من العبادي والمالكي للحصول على هذا المنصب, ولم يستطع سليماني ان يقنع احدهما بالتنازل للاخر .

بيد ان ما نستطيع الاشارة اليه هو ان ايران بعد سليماني لم تعد تلك ما قبله , حيث ان شخوص الطبقة السياسية العراقية الموالين لايران والمستمدين قوتهم منها احسوا بانهم قادرون على قول كلمتهم وبامكانهم ان يقفوا بثبات في بعض مواقفهم وان كانت تزعج الايرانيين , وهذا بات جليا من خلال عدم الاتفاق على شخصية محمد علاوي "الجدلية" وكذلك اتهام بعضهم البعض بطبخ تلك الصفقة في اجتماع قم وتغييب البعض لبعضهم الاخر. وهذا الامر عقد بنية العراق الايراني مقابل قوة العراق غير الايراني , والذي اتضح من خلال فشل علاوي في تمرير كابينته على الرغم من استقتال جهات انضوت حديثا في بنية العراق الايراني ولو على استحياء لكنها باتت تمثل قوة ردع جديدة لبعض مكونات العراق الايراني, ونقصد بذلك التيار الصدري وزعيمه مقتدى الصدر, الذي بات يلبي طموح بعض الجهات الايرانية بشكل يثير حنق بعض الذين كانوا يعتبرون انفسهم الاقوى والاهم في ذلك الموقع.

في العراق هناك من يلبي طموح ايران لسبب عقائدي , وهناك من يتعامل مع ايران كي يتفادى الصدام او عدم القبول , وهناك من يركب الموجة ليستقوي مرحليا ويحصد نتائج استقرائه . وكل هؤلاء ما زالوا يلعبون وبنفس القوة ومقدار التأثير.

المشـاهدات 569   تاريخ الإضافـة 03/03/2020   رقم المحتوى 5223
أضف تقييـم