نؤمن ان النيات النبيلة والغايات الاصلاحية هي الاساس الذي بنيت عليه الانتفاضة الشعبية المباركة التي دخلت شهرها السادس مؤطرة بصمود وقوة ارادة الثوار وان عمقها الايجابي هو الذي نراهن عليه رداً على كل الاتهامات التي طالت الحراك الشعبي لتشويه سمعته لكن لنا قول آخر لابد من الادلاء به.

عدم جدوى الاساليب التي اعتمدها اعداء الثورة والمتضررين من مطالبها التي استخدموا فيها كل الوسائل غير المشروعة ، وبعد ان تأكد لهم ان الثوار في ساحات الاحتجاج عازمين على مواجهة التحدي والقبول بنتائجه وان كانت الاستشهاد لجأ المتضررون الى تطوير اساليبهم ووضع خطط بديلة تحقق لهم اهدافهم بدون انكشاف او افتضاح أمرهم ، فأختاروا ان يكونوا جزءاً من جسد الثورة ليتحولوا الى سرطان ينخرها من الداخل ويضعفها ويوهن عزيمتها ويغذيها بالسموم بانتظار لحظة الانقضاض عليها ، وللحق أقول نجحوا في بعض مساعيهم الى حد ما ، وما كان منهم الا تنويع طريقة التسلل الى الساحات ، فمنهم من ارتدى معطف الثوار وتقمصوا دورهم فتراهم ثوار لكنهم بقلوب اعداء ، ومنهم من فتش عن ضعاف الضمائر واصحاب الحاجة والمنافقين فسارع لشراء ذممهم وسخر اصواتهم لغاياته واهدافه المشبوهة ، ومنهم من استغل اندفاع وطيبة وبساطة بعض الثوار فوجد فيهم ضالته بضخ وتمرير ما يخدم مصالحه ويحقق خططه دون جهد كبير ، لهذا نرى مظاهر التشقق والفرقة وتناقض المطالب والاعتراضات وغياب الرؤية والانسياق وراء اصوات التضليل والابعاد عن الاهداف الحقيقية للثورة ووضع خطة واضحة المعالم للتعامل مع القوى السياسية واعتماد الواقعية والموضوعية.

الثوار الحالمين بالتغيير الجذري بالقفز على العملية السياسية والياتها وعدم المرور بمراحل تدريجية وصولاً للهدف الاساس ، ستضيع منهم الفرصة اذا انساقوا وراء من استطاع التسلل الى عرين ثورتهم وصار يبث سمومه بعد ان يغلفها ببهرجة الكلام وتزويقه ، ولعل اسلم طريقة لتحقيق ذلك هو البقاء في اطار الفعل الثوري دون الخوض في وحل السلطة واغراءاتها.

باسم الشيخ