النـص : ان الديمقراطية الحقيقية تمتاز بالعناية الكبيرة للفرد ووسيلة لتقدمة وتنمية تفكيره على الابتكار والابداع حتى يؤدي كل فرد واجبه ويسهم بسعادة المجتمع ويتحمل مسؤوليته باختيار من يمثله واذا تعذر الاختيار وحسن التصرف وصيانة الامانة تتحول الديمقراطية الى اداة هدم المجتمع وقمع تفكيره والاتجاه نحو دكتاتورية مقنعة ووضع الاغلال على العقول حتى لا ينكشف امر السياسيين وحقيقتهم وقد يوجهوا تفكير الناس باتجاه اخر بحيث لا يرى الناس الا حسناتهم ويستغلون اساليب الدعاية السياسية حتى يسهل خداع الناس فالكتب والصحف ووسائل الاعلام تطارد عقول الناس فالبعض من الافكار مسمومة واخرى مقبولة والديمقراطية تعتمد على اساس الاقناع الفكري والاسلوب العلمي للتفكير يتسم بالدقة والموضوعية والابتعاد عن الاهواء والمصالح النفعية والانسان بحاجة الى تعلم طرق التفكير السديد ولقد اهملت المدرسة التقليدية العناية بالتفكير ووجهة جهودها نحو الحفظ والنقل والتقليد فقتلت روح الابداع وخلقت جيل ينفذ ما يخطط له ويأمرون فيطيعون والعاقل المفكر الذي يقدر الامور ويحسن التقدير والاحمق لا يحسن استخدام عقله ويترك سفينته في عرض البحر تتقاذفها الانواء وتوجهها الرياح اية جهة شاءت يجب عدم التأثر بدعاية السياسي بما يقول ونندفع نحوها دون تفكير ان نتخيل الواقع في اذهاننا وما سمعناه غير منسجم ومطابق ما استدلنا على صحته بعقولنا وتستغل الاحزاب السياسية الجماهير لتحقيق مآربها وخضوع الفرد لآرائهم سواء كانت ايجابية ام سلبية ولا يقوى على مخالفتها وهنا يلغي تفكيره ويستعيض بما يملي عليه من احكام او اراء فالشخص المتحرر يخشى من المياه الملوثة ويخاف الاسلاك المشحونة بالكهرباء وسلوك الانسان يتغير تبعا لتفكيره حتى يكون اكثر ملائمة لظروف الحياة باختيار الاصلح ولا يندفع وراء عواطفه دون تفكير ويصدق الحملات الدعائية انه سيدفع ثمن هذا بالبؤس والشقاء فالتفكير يلزم لإقامة حياة اجتماعية سليمة متطورة لتحقيق غايات وطموحات الفرد والمجتمع.
|