السبت 2024/4/20 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غيوم متفرقة
بغداد 31.95 مئويـة
مثلث متساوي الأضلاع
مثلث متساوي الأضلاع
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب عقيل عبدالخالق القيسي
النـص :

من البديهيات ان لكل دولة وظائف أساسية اذا اختلّت فانه أقل مايُقال عنها انها دولة هشّة وضعيفة لايمكن لها الأستمرار وهذا مايؤكده فقهاء السياسة . وان كل البلدان التي نهدف الى بناء نفسها ومستقبلها تعتمد ( ان صحّ التعبير ) على ( مثلث متساوي الأضلاع ) : ضلع يمثل التنمية السياسية ، والثاني يمثل التنمية الأقتصادية ، أما الضلع الثالث فيمثل التنمية الأجتماعية . وان التنمية السياسية هي الأساس وهي الأهم لأنها تعني الأستقرار السياسي وهذا بطبيعة الحال ينعكس ايجابيا ويصب في مصب التنمية الأقتصادية والأجتماعية ، بمعنى آخر ان هناك مقومات أساسية  للدولة وهناك مواصفات ومقومات لرجال الدولة ، يقول الكاتب المصري الدكتور ابراهيم الديب : ( اذا امتلكنا الوعي قدّمنا قادة حقيقيين لتحمّل المسؤولية ، وان افتقدنا الوعي يتقدّم المتاجرون والخبثاء والفاسدون ليتلاعبوا بمصيرنا ومستقبلنا ..... ) وقد ترك لنا السلف الصالح قولهم المأثور : ( كيفما تكونوا يُوَلَّ عليكم ) ... ان الوظائف الأساسية للدولة حماية الحدود الخارجية من أي تهديد وتدخّل خارجي اضافة الى وجود أمن داخلي يحمي المواطن وكل مايهدد أمنه واستقراره وسلامته ، ثم وجود قضاء عادل مستقل ونزيه  ولايتبع لأية سلطة او جهة ، وان من واجب الدولة سن القوانين والتشريعات عن طريق البرلمان القوي المنتخب من الشعب فعلا بعيدا عن التزوير والصفقات والبيع والشراء ، ووفقا لما تقدّم من حقّنا ان نسأل : أليسَ من المفروض ان يكون هناك ( رجال دولة ) يقومون بأرساء دعائم الدولة الحقيقية ؟؟ وسؤال آخر : ماهي مواصفات رجل الدولة ؟؟ وللجواب نقول من خلال معلوماتنا وقراءاتنا المتواضعة ان رجل الدولة لابد ان يكون وطنيا شريفا ونزيها يمتلك القدرة على التفكير المنهجي والستراتيجي وأن تكون لديه رؤية مستقبلية ثاقبة وجادة وان يمتلك عقلا وفكرا سياسيا ناضجا وان تكون لديه القدرات الأدارية والقيادية وان يكون منفتحا ومتواصلا مع ابناء شعبه بمختلف مشاربهم وان يمتلك قاعدة واسعة من العلاقات العامة ( غير المؤدلجة ) ... مشكلتنا ومحنتنا في العراق ان أغلب السياسيين منشغلون بالسلطة بمعنى ان العراق ليس فيه رجال دولة بل رجال سلطة يتصارعون من أجل السلطة ، وهناك اتجاه خفي ومعلن من بعض مايسمى بالسياسيين لأضعاف هيبة الدولة وابقاء الأزمات وان البعض من هؤلاء كانوا السبب في ( تناسل ) الأزمات لأنهم لايستطيعون الأستمرار الّا في ظل الأزمات ، والأنكى من ذلك انهم لايفقهون ولايعرفون ماذا يعني رجل الدولة .. وبسبب أمثال هؤلاء  من الذين جاءنا  بهم الزمن الأغبر أصبح العراق ساحة مستباحة يتصارع عليها كل من هب ودب وهناك نار تحت الرماد وهناك مخططات وأهداف اقليمية ودولية خبيثة وهذا يعني ان العراق ساحة صراع لمحاور متعددة ... والسؤال الذي يفرض نفسه : متى تُطوى صفحات الماضي المرير ومتى يُصان الوطن من الصراعات والأنقسامات والخصومات والتخندقات ؟؟؟  والسؤال الآخر : متى ستُشرق في آفاق الوطن شمس الأمن والأمان والعدل والسلام ؟؟  فلقد سئمنا من رائحة الدم والموت والبارود ......... السلام عليكم.

المشـاهدات 472   تاريخ الإضافـة 09/03/2020   رقم المحتوى 5246
أضف تقييـم