السبت 2024/4/27 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 24.95 مئويـة
وراء القصد ازمة شيعة السياسة
وراء القصد ازمة شيعة السياسة
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمد السيد محسن
النـص :

يتقن شيعة السياسة هذه الايام تصدير الازمات لحرف البوصلة عن تصدع يطال تركيبتهم الهرمية بعد تعدد القوى وتشتت سلطة القرار .

عدم تمرير حكومة علاوي كانت الضربة القاصمة لشيعة السياسة في العراق حيث فشلوا من حيث توفرت لهم الثقة الكبرى بتمرير الحكومة اعتمادا على سيرة جلسة برلمان سابقة تجمعوا فيها -شيعة السياسة- فقط وانجزوا مهمة استصدار قرار باخراج القوات الامريكية ن البلاد على الرغم من ان هذا القرار لم يحز الا على جعجعة اعلامية في قنواتهم الفضائية فقط.

ولأن شيعة السياسة ممسوكون وليسوا متماسكين فقد وصل علي شمخاني الى العراق وهو الرجل الذي تم تعيينه في الثاني والعشرين من تموز عام 2014  مسؤولا عن الملف العراقي , وزار البلاد حينها والتقى بالمراجع الكبار , وشكر المرجع علي السيستاني على فتواه المهمة في توحيد صفوف شعبية بعد تخاذل حكومي في اداء مهام حماية حياة ابناء الشعب وارض البلاد. اليوم يصل شمخاني وفق تسريبات بان الملف العراقي بات تحت ابطيه , يصل اليوم في اول اختبار له امام قوى بدأت تتقن التمرد والبحث عن مصالحها , يحاول لملمة الكلمة وجمع الشمل لكنه بلا شك سيصطدم بتعنت وتبريرات مصلحية لن يستطيع ان يفك طلاسمها , ليس لانه حديث عهد بل لان بعض شيعة السياسة اليوم بات اليوم يأخذه الخيلاء ويعد نفسه رقما وخصما عتيدا للكبار الذين جاءوا به من اجل ان يزاحموا منافسيهم ليجدوا اليوم انهم ومنافسوهم امام خطر من اتوا بهم.

نغمات عدة بدأ يعزف عليها شيعة السياسة لحرف بوصلة التعرف على ثغر التصدع الذي يصيب جسد العملية السياسية بسبب عدم توافقهم , وهذه ليست المرة الاولى التي يحرفون بها البوصلة حينما يجدون انفسهم في شتات امرهم بل ان اكبر ما حصل بينهم من خصام  حين اتهم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بالتفرد بالسلطة واحتياز كل المرافق الامنية له وتأسيس قوات امنية تابعة له دون غطاء قانوني , ونتيجة المواجهة الكبيرة بينه وبين التيار الصدري , تم ما سمي وقتذاك "صدمة الموصل" وهذا فعل فيه شيء من الخبث وفق "نظرية الطاغية"  لارسطو حيث يقول : اذا تعرض الطاغية الى خطر داخلي فعليه ان ينقل الخطر الى الحدود لانه اكثر قداسة ويستطيع ان يذيب كل الاخطار الداخلية امام خطر خارجي واحد.

شيعة السياسة لذين وصلوا العراق باربعة وعشرين تشكيلا وكان ظاهرا منهم ثلاثة فقط , اشتركوا في مجلس الحكم , تشظوا بعد ذلك بدلا من ان يجتمعوا لتأسيس قوة كبرى لهم , فاصبحوا اليوم شذرا مذرا , فلا حزب الدعوة بقي على حاله ولا المجلس الاعلى استطاع التوحد امام مغريات الحكم , ولا التيار الصدري الذي ولد لاحقا على ارض الوطن بقي كما تأسس , حالة من الانقسام المروع يعيشها شيعة السياسة , وهم لا يرعوون عن ضرب احدهما الاخر ولكنهم يتفقون على ضرب الاخر اولا بغية ترحيل ازماتهم , لذا تراهم اليوم يحاولون تشويه صورة رفاقهم الاكراد والسنة , ويقفون امام شاشات الفضائيات يتحدثون عن مواقف وفساد في القوى الكردية والسنية لمحاولة نسيان او اغفال وضعهم المزري,

ودائما اتذكر مظفر النواب حين قال :

ويدافع عن كل قضيا الكون

ويهرب من وجه قضيته.

حتى تكاد تعتقد ان سياسة ترحيل الازمات وحرف البوصلة ايام التشظي والملمات باتت من سمات هذه الطبقة السياسة التي تعتقد بالفضيلة والاصلاح ولم تأخذ من اسمها اي نصيب.

المشـاهدات 584   تاريخ الإضافـة 09/03/2020   رقم المحتوى 5260
أضف تقييـم