الجمعة 2024/3/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 15.95 مئويـة
سميرة عبدالوهاب السكون ... ملوّن
سميرة عبدالوهاب السكون ... ملوّن
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب حسن عبدالحميد
النـص :

آغران عنوان معرض الفنّانة التشكيليّة " سميرة عبدالوهاب "   بثقل حجم تجربتها  و صدق  ثراء محاولاتها  الإبداعيّة الممتدة منذ بدايات سبعينيات القرن  العشرين  ، حتى إقامة معرضها الأخير  المنضوي  بجنح  عنوان " السكون ...  ملوّن "  المزعم  إقامته  سبت الثامن و العشرين من آذار الجاري في مدينة " مالمو ... السويديّة  " حيث تقيم منذ حفنة أعوام  تعدّت  العقد  بسنوات من  زمن  غربتها  الإضطرارية ، كما غيرها  ممّن  وجدوا   أنفسهم   خارج  متن و حدود   الوطن  جسداً ، فيما بقيت  الأرواح  ترفرف شوقاً  جارفاً و حنيناً طاغياً لمسكن  و ملاذ  " الهوى    الأول " ،  ذلك  الغارق   بدفء   حرارة   الرَحم  منذ  إندلاع   صرخة  الميلاد  ،  آغراني  العنوان ، بل ،  و زاد  من  إغوائه  بعد أن  تلصصتُ على  البعض  الوافي من  أعمال هذا   المعرض ، لكي أعود  راكضاً    بحوافر  خيول  ذاكرتي ، نحو  تلك  الأيام التي  كانت   فيها " سميرة " تبحث  بالرسم  عنعوالم   فردوسها   و دواعي   تفاحتها  المَقضومة  - قصداُ... رمزيّاً - بأسنان و قواطع  ذلك  الغياب  المصحوب  بترف الأسئلة   التي  برعت تقترحها  الفنّانة ، الفاتنة  بجمالها  البغدادي  " العظماوي "  دون  أن  تنتظر حتى  و لو  بظلٍ  لملمح  من  جواب ، هكذا هو - أذن -  حال  الأسئلة الكونيّة بنسقها الفلسفي  الذي كان  ينادى  به  " ريلكة " قائلاً  ؛  " إلى متى سنبقى نطلق الأسئلة ! " ، لم  تقف  زواهي  تجربة " سميرة "  عند  محاولات  البحث  عن  فردوسها  المفقود منها ، أو المستعاد ، عبر حوافل   معارضها  الشخصيّة  ،  و جدارة  تَشّكُل  عموم  مشاركاتها  التي   طافت  بها  العالم ، إنّما  تدّفقت  سيولها الإجرائيّة صوب   جوانب  عدة  من  مجاورات الرسم و الحفر " الكرافيك " إلى جنب  ترسيم  و تثمين  حدود  العلاقة  التفاعليّة   ما بين  لوامح  الفن ، و لوامع  الثقافة  و سوانح الأدب  من خلال  سعي   تأسيس  قاعتها   الأثير "  قاعة  بغداد  للفنون " و ظلال  ما تركت  من  براعة  ذوق  و قوة عمق ، ونقاء روح  و  براعة   تطلعات،و أّلا  كيف  أرتضت  " سميرة عبدالوهاب " بأن  تنقل  لنا عدوى  قناعات  أفكارها  و تراص رؤاها  الإختزالية و التأمليّة التي أحت  تَجبرنا على رؤية  السكون  ملوّناً  ،  كما وثّقت  و أصرّت عبر  بصائر  أعمال  معرضها ،  و على هذا  النحو  منمروناتها الفكريّة   اللوّنيّة  ، و  بهذا  الجهد   من الجرأة  ومتانة  الثقة ؟!!

المشـاهدات 553   تاريخ الإضافـة 16/03/2020   رقم المحتوى 5391
أضف تقييـم