النـص : آغران عنوان معرض الفنّانة التشكيليّة " سميرة عبدالوهاب " بثقل حجم تجربتها و صدق ثراء محاولاتها الإبداعيّة الممتدة منذ بدايات سبعينيات القرن العشرين ، حتى إقامة معرضها الأخير المنضوي بجنح عنوان " السكون ... ملوّن " المزعم إقامته سبت الثامن و العشرين من آذار الجاري في مدينة " مالمو ... السويديّة " حيث تقيم منذ حفنة أعوام تعدّت العقد بسنوات من زمن غربتها الإضطرارية ، كما غيرها ممّن وجدوا أنفسهم خارج متن و حدود الوطن جسداً ، فيما بقيت الأرواح ترفرف شوقاً جارفاً و حنيناً طاغياً لمسكن و ملاذ " الهوى الأول " ، ذلك الغارق بدفء حرارة الرَحم منذ إندلاع صرخة الميلاد ، آغراني العنوان ، بل ، و زاد من إغوائه بعد أن تلصصتُ على البعض الوافي من أعمال هذا المعرض ، لكي أعود راكضاً بحوافر خيول ذاكرتي ، نحو تلك الأيام التي كانت فيها " سميرة " تبحث بالرسم عنعوالم فردوسها و دواعي تفاحتها المَقضومة - قصداُ... رمزيّاً - بأسنان و قواطع ذلك الغياب المصحوب بترف الأسئلة التي برعت تقترحها الفنّانة ، الفاتنة بجمالها البغدادي " العظماوي " دون أن تنتظر حتى و لو بظلٍ لملمح من جواب ، هكذا هو - أذن - حال الأسئلة الكونيّة بنسقها الفلسفي الذي كان ينادى به " ريلكة " قائلاً ؛ " إلى متى سنبقى نطلق الأسئلة ! " ، لم تقف زواهي تجربة " سميرة " عند محاولات البحث عن فردوسها المفقود منها ، أو المستعاد ، عبر حوافل معارضها الشخصيّة ، و جدارة تَشّكُل عموم مشاركاتها التي طافت بها العالم ، إنّما تدّفقت سيولها الإجرائيّة صوب جوانب عدة من مجاورات الرسم و الحفر " الكرافيك " إلى جنب ترسيم و تثمين حدود العلاقة التفاعليّة ما بين لوامح الفن ، و لوامع الثقافة و سوانح الأدب من خلال سعي تأسيس قاعتها الأثير " قاعة بغداد للفنون " و ظلال ما تركت من براعة ذوق و قوة عمق ، ونقاء روح و براعة تطلعات،و أّلا كيف أرتضت " سميرة عبدالوهاب " بأن تنقل لنا عدوى قناعات أفكارها و تراص رؤاها الإختزالية و التأمليّة التي أحت تَجبرنا على رؤية السكون ملوّناً ، كما وثّقت و أصرّت عبر بصائر أعمال معرضها ، و على هذا النحو منمروناتها الفكريّة اللوّنيّة ، و بهذا الجهد من الجرأة ومتانة الثقة ؟!!
|