الثلاثاء 2024/4/16 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 24.95 مئويـة
كورونا والساسة
كورونا والساسة
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب حارث النعيمي
النـص :

كنا نتأمل ختام عام 2019 بكل ما رافقته من مساوئ وصعوبات وضغوطات للحياة, اشراق فجر جديد لعام 2020 وأن يعيش الشعب العراقي المظلوم بصحة وسلامة وأمان, إلا أن الأزمات بدأت تتكالب واحدة تلو الأخرى فوق رؤوسهم نتيجة تخبطات الساسة العراقيون التي لا نعرف إلى أين يردون الذهاب بنا. دراسات ومقترحات وقراءات غير مدروسة ودستور لا ينصف شريحة المجتمع وكأن القانون مفصل حسب مقاييس كل شخص منهم ولا يوجد انصاف للمواطن العراقي في هذه القوانين. ونحن الاَن نمر في أزمة صعبة بعد أنتشار وباء كورونا هذه الكارثة العالمية التي اصبحت حديث الموسم وحديث في متناول وسائل الأعلام المرئي والمكتوب والمسموع, اي الخطر الذي اصبح يهدد كوكب الأرض في كل مكان وزمان ولا نعرف مدى سبب انتشاره هل هو بفعل فاعل أم هو فيروس طبيعي وهل هو أبتلاء أو عقاب من الله عز وجل ؟حيث اعلنت مؤخراً منظمة الصحة العالمية بأن فيروس كورونا هو فايروس (جائحة) اي بمعنى أنه مصيبة كبرى ووباء يؤدي الى التهلكة  بسبب خطرورته وسرعة انتشاره بهذه السرعة الفظيعة التي قامت تهدد كل دولة وكل بيت ولا يعرف صغير ولا كبير.فيروس كورونا هذا الفيروس الذي لا يقل وباءه وخطورته عن بعض السياسيين المتحكمين بمصير ابناؤنا بل هم أخطر من هذا الوباء الذين باتوا في أرض العراق فساداً إلا يتعظون من وباء عطل فكر العلماء والأطباء وأجهزة التكلنوجيا الحديثة, تدمير شامل وشلل في حركة مؤسسات الدولة لا سيما منها الخدمية والعلمية وغيرها وأبرزها في الوقت الراهن شل حركة التعليم وعقم حاد في وزارة الصحة واليوم يظهر لنا وزير الصحة عبر شاشات التلفاز عاجزاً عن تقديم الخدمات الوقائية والاحترازية في حال انتشار فيروس كورونا بسبب العجز المالي مليارات الدولارات تصرف الى هذا وذاك إفادات بالجملة وامتيازات ورواتب فلكية تصرف لأصحاب المناصب وأصحاب البرلمان والرئاسات الثلاث ولا تصرف جزء منها لغرض علاج إلى من أدلو بأصواتهم لوصولهم إلى منصبهم أي وباء هذا منكم يا ساسة.وفي هذا الوقت العصيب والأزمة الحرجة ما علينا إلا أن نتكاتف فيما بيننا لغرض حلها والقضاء عليها من خلال الالتزام بالتعليمات الوقائية (الوقاية خير وسيلة من العلاج) والإصغاء إلى الإرشادات التي توجهها منظمة الصحة العالمية من خلال برامج التوعية والاهتمام بأنفسنا واخذ التدابير اللازمة والاهتمام بعامل النظافة شيء مهم جداً مع الاستمرار باستخدام وسائل التعقيم, كذلك عدم التجمع في الأماكن المزدحمة, والنظر بعين الاعتبار خطورة هذا الفيروس المعدي وعدم الاستهانة به لتجنب انتشاره لما له من خطر كبير يهدد مصير حياة الكثير من البشر. البعض بدأت تصيبه علامات الخوف والقلق والمعاناة خشيتاً من الموت والبعض من استعاذ بالله وقدرته وعظمته لزوال هذا الوباء ((قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)) فأرشد الله تعالى رسوله الكريم إلى جوابهم في عداوتهم هذه التامة، فقال: ( قل ) أي : لهم ( لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ) أي: نحن تحت مشيئة الله وقدره، ( هو مولانا ) أي: سيدنا وملجؤنا ( وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) أي : ونحن متوكلون عليه، وهو حسبنا ونعم الوكيل.والبعض اتخذ الموقف للطرفة والفكاهة أنا من جهتي كانسان ورب أسرة وكصديق وكمربي للأجيال وكزميل تجمعني علاقاتي الخاصة وحتى كمواطن أعيش في وطن يحيط بي كل فئات المجتمع ويحيط بي من يجمعني بهم صلة أو قرابة او صلة مودة او رحمة او شراكة عمل اجد أن هذا الوباء سبب لإعادة النظر بكثير من الأمور في مقدمتها العلاقة بالله تعالى اولاً واخيراً والعودة اليه وخشية لقاءه فتوبوا قبل أن تجف الأقلام وتغلق الصحف وامحوا السيئة بالحسنة واستعينوا بالاستغفار فلعلها المنجية واستعدوا للحظه تقبض فيها الأرواح لتعود لبارئها. ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)). كذلك هو سبب لإعادة النظر في العلاقات واصلاح ذات البين فاليوم نتنفس ولا نعلم ما تحمله الأيام لنا أو الغد فقد لا تشرق شمسه ابداً تجاوزوا عن سفاسف الامور  ولا تضيع وقتك وتحابوا في الله وسامحوا وتسامحوا جدوا اعذاراً لمن حولكم ولا تحملوا في قلوبكم مقدار ذرة من غل او حقد ((فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)), فلا تعلم نفس ما تكسب غداً ولا تعلم في اي ارض تموت ,فعاقبه الندم بعد الموت اشد الماً من التسامح والتغاضي عن زلات الاخرين فكم من ميت تمنينا لو يعود لحظه لنودعه او لنعتذر منه او لنطلب منه السماح وفي الختام فليكن هذا المرض فرصة للنجاة من ما هو اخطر واكثر خطورة وهو غضب الخالق وحقوق الخلق ((إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)) فهذه رسالتي لكم يا ساسة العراق. والله من وراء القصد لكن هل من متعظ ؟

المشـاهدات 855   تاريخ الإضافـة 17/03/2020   رقم المحتوى 5408
أضف تقييـم