الجمعة 2024/4/26 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 21.95 مئويـة
جمايات المسرح وحنكة الجمهور
جمايات المسرح وحنكة الجمهور
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. حسين الانصاري
النـص :

نشأ المسرح في فضاءات مفتوحة من اجل ان يستوعب الجمهور الواسع في مدينة اثينا منذ القرن الخامس ق .م ثم روما وبلاد الرافدين والنيل وغيرهما من الاماكن التي انتقل اليها هذا الفن بفعل الاحتكاك والحملات والتوسع الاستعماري فكان المسرح فعلا ثقافيا واعلاميا وتعبويا وترفيهيا حاضرا على مر العصور ومع التطور الصناعي وما جاءت به اختراعات الثورة الصناعية والتقنية سرعان ما انعكس على طبيعة الانجاز المسرحي كونه فن تحكمه منظومة جمالية تشكلها عناصر  فكرية ولغوية وفنية مادتها الحوار والصوت والالقاء والحركة والفضاء والضوء والازياء والموسيقى والجمهور وحين تبلور دور المخرج واصبح هو قائد العمل المسرحي تنوعت الاساليب الاخراجية وفق متغيرات الحياة الاجتماعية وتحولات العصور ومتطلبات الواقع الذي افرز عديد من التيارات التي انتقلت من الكلاسيكبة الى الواقعية  فالرومانسية والطبيعية والرمزية  والكلاسيكية الجديدة وصولا الى تيارات العبث والوجودية واللامعقول حتى المدارس التجريبية الحديثة التي نعاصرها اليوم  ، في خضم هذه المسيرة الطويلة من التطورات الابداعية لفن المسرح وما طرأ عليه من اضافات وتحولات ظل الجمهور والفضاء والممثل يشكلون الاقانيم الثابتة في صياغات العرض الفني وتشكل جماليات عبر سينوغرافيا يصوغها وعي المخرج وتصوراته الفنية سواء اكان ذلك في مسارح مغلقة او فضاءات مفتوحة المهم ان ينشأ المخرج علاقات بين المنظومة التكنولوجية وبين حركية الاداء والفضاء الخالي الذي تحدث عنه المخرج بيتر بروك وكيفية ملئه بتشكيلات تعبيرية محملة بشفرات متنوعة تكتمل بتفاعلية المتلقي الذي يحيلها الى دلالات ومعاني ، اسوق هذا الكلام وانا اشاهد احيانا بعض العروض التي لا تتوفر على شروطها الفنية والجمالية والتي لم تعد ضمن رصيد المسرح الجديد الذي ينبغي ان يرتقي بالذائقة ويضيف ابداعا وجمالا لجمهور امتلك تأريخا من الوعي والثقافة والاطلاع على اخر مستجدات الفن المسرحي عراقيا وعربيا ودوليا .

المشـاهدات 644   تاريخ الإضافـة 17/03/2020   رقم المحتوى 5412
أضف تقييـم