وراء القصد مؤامرة الانقراض ---------------------------------- ما فائدة الإيمان الذي يودي بحياة حامله الى مهاوي الردى؟ هذا سؤال وجهته الى احد الذين يصرون على ان إيمانه وحبه للإمام علي بن ابي طالب عليه السلام سيوقعه من الإصابة بفيروس كورونا ، وكان مصراً على ان يذهب للزيارة والاختلاط مع غيره من الزوار ويؤمن ان الوصول الى الامام سيجنبه الإصابة بفيروس كورونا مهما سمع عن خطورة هذا الفيروس وهو يعلم علم اليقين ان ملامسة أي كائن غيره قد يعرضه للإصابة بالمرض القاتل.nbspnbsp أخذني معه حديث مطول عن فلسفة خلق الانسان في هذه الحياة فقلت له: ان الله خلق الإنسان وخلق معه ناموساً طبيعيًا ، وادرك عقل الإنسان بغريزته الحيوانية ان أية مخالفة لهذا الناموس ستودي به الى المهلكة ، وربما اختلف معنى المهلكة عند البعض ، فحفزني ذلك كي استرسل بشرح معنى المهلكة وفق وجهة نظري بالطبع فازدته قولا:nbsp المهلكة هي ان تفقد حياتك لان من ضمن الناموس الطبيعي إذا سرت على سطح بناية فانك يجب ان تتوقف حال وصولك الى نهايتها لانك ان واصلت السير فان ناموس الجاذبية سيتم تطبيقه وتسحبك الأرض وحين تصطدم بها ndash أي الأرض فانك ستفقد قدرتك على التنفس او تتهشم أعضاؤك ومن البديهي فان الذي يتهشم رأسه سيفقد قدرته على التواصل مع الحياة فيموت . أكملت كلامي وكنت واثقاً بشكل عجيب انني كنت أقول الحق وليس غير الحق واني اتحدث مع إنسان عاقل يوزن كلامي في ميزان المنطق . اطرق قليلا. وقال : هل تعتقد ان الشيخ الذي تحدث في المقطع الشهير في فيسبوك لم يكن محقاً أنا اعتقد انه افهم منك بهذه الأمور ، وأنك لن تستطيع ان تجاريه في الإيمان . وقتذاك احسست باني كنت اتحدث مع ضحية لاؤلئك الذين يبيعون الكلام للآخرين ، ولا يعنيهم ان مات الآخرون او فقدوا احد أعضائهم او احد أحبائهم بدفعهم نحو المهالك بذريعة حب الامام ذاك او السيد الذي مازال على قيد الحياة. ايقنت حينها ان مؤامرة لانقراض الجنس البشري العراقي يقودها بعض المعممين ممن يعتلون المنبر الحسيني ، منبر الثورة وتعليم الناس على إرادة التصدي للخطأ والمظلمة. nbspايقنت ان هؤلاء يجب ان يحاسبوا أمام القانون الذي لا يسمح لتحولهم الى سامري جديد يقود التابعين والمحبين الى بقرة الموت التي تحيق بنا. هؤلاء يجب ان يحاسبوا وفق القوانين المنطقية التي تقود البشرلانهم يتعاملون بروح المؤامرة التي تستغل محبتهم لرموزهم التاريخية والدينية ، انهم يسفهون الملمات ويصطنعونnbsp الموالاة أمام السذّج وحين يقعون بالمحظور تراهم يذهبون الى ما يمنعون غيرهم عنه. لابد للحكومة ان تقف بحزم أمام قضايا التجهيل وان كانت نابعة من صميم الدين لان القوانين في البلاد يجب ان لا يجبّها الدين خصوصًا وان كل قوانين بلدنا مصدرها المشرع الديني من حيث عدم التقاطع. نحن أمام أزمة فيروسية قاتلة يجب ان نشمر لها عن ساق لا ان ننساق وراء احاديث التجهيل والخرافة. واذا تقاطعت وجهات النظر الفقهية على صاحب القرار ان يحتكم للقانون دون الأخذ بكل المفترقات. يجب ان نضع حدا للكهنة الذين يعتاشون على تأجير عقول الآخرين ، لان صاحب القرار لا يمكن له ان يتخذ قرارا بحق للقطيع طالما هو قادر على ان يجنب هذا القطيع مسيرة الموت من خلال إعادة ضبط إيقاع المفتي والمحرض على هذا الموت . ---------------------------------- كتاب الدستو أضيف بواسـطة : addustor المشـاهدات : 1222 تاريخ الإضافـة : 17/03/2020 آخـر تحديـث : 29/03/2024 - 00:58 رابط المحتـوى : http://addustor.com/content.php?id=5416 رقم المحتوى : 5416 ---------------------------------- جريدة الدستور Addustor.com