وصل البرنامج الحكومي لرئيس الوزراء المكلف الى مجلس النواب لاطلاع الاعضاء عليه مؤملاً المجلس ان كابينته الوزارية ستكتمل خلال الفترة الدستورية ليطلب بعدها عقد جلسة برلمانية للتصويت على منح الثقة.

ورغم الثقة التي يبدو عليها السيد عدنان الزرفي والحنكة التي تعاطى بها مع اغلب الملفات التي تنتظر حكومته ، فضلاً عما يسرب من معلومات مؤكدة تشير الى حصوله على دعم اتحاد القوى والتحالف الكردستاني الا ان المشكلة الحقيقية التي يواجهها هي بالرفض من اطراف داخل المكون الشيعي وصل بها الحال بالامس للتهديد المباشر لاعضاء البرلمان الذين سيمنحوه اصواتهم في لغمة لم تخل من نبرة عدائية تشير الى تداعيات خطيرة.

ويكاد ينحصر الرفض الشيعي لتكليف السيد الزرفي بالفصائل العقائدية التي ترى فيه مشروعاً امريكياً يتعارض مع توجهاتها ، ولاتقبل به ايران فهو بنظرها جاء ليقود انقلاب قد يتسبب بخسارتها لمصالحها الاستراتيجية في العراق وهي الرسالة التي نقلها الجنرال قآني قائد الحرس الثوري في زيارته الاخيرة الى بغداد والتقى فيها قيادات شيعية من اجل اعادة ترميم البيت الشيعي وتوحيد كلمته برفض الزرفي لكن على ما يبدو ان هذه المهمة كان نصيبها الفشل مما اضطر الفصائل الموالية لايران لرفع درجة التهديد على هذه الشاكلة .

وجل الخشية المرتقبة اذا مضى الزرفي بالتصويت لمنحه الثقة من دون اجماع ، هو ان تكون حكومته الباب الذي يفتح الساحة العراقي على حرب بالانابة وقودها العراقيون وعتادها المال العراقي وثمنها الباهض سيكون الاستقرار في العراق ، فالذين يحاولون كسب الامريكان اصدقاء على حساب العداء الايراني لايقلون سوءاً عن الذين يعملون على كسب الايرانيين بالضد من الامريكان لانهما وجهان لعملة واحدة تضر بالعراق وتجعل منه ساحة حرب لاناقة لنا بها ولا جمل.

باسم الشيخ