الجمعة 2024/4/19 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 35.95 مئويـة
العروض الافتراضية لأبي الفنون أفضل من الغياب الكامل لأضواء المسارح
العروض الافتراضية لأبي الفنون أفضل من الغياب الكامل لأضواء المسارح
مسرح
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

محسن النصار

آلية جديدة لفن المسرح تعتمدها العروض الإلكترونية الافتراضية تتيح فرص مشاهدة غير محدودة في المكان والتوقيت للمتفرجين لإنعاش ظلال “أبوالفنون”.انطلاقا من أن “ما لا يُدْرَكُ كله، لا يُتْرَكُ كله”، استعاد “أبوالفنون” قدرا من حضوره عبر الشاشات المنزلية وأجهزة الكمبيوتر والموبايل من خلال قنوات وزارة الثقافة المصرية على اليوتيوب التي استعاضت عن حفلات مسارح الدولة المتوقفة بعروض افتراضية لقيت متابعة جيدة من الجمهور، على الرغم من فقدانها الكثير من خصائص المسرح وعناصر متعته. من هذه العروض مسرحية “قهوة سادة”.لا يُمكن تخيُّل فن المسرح دون العلاقة المباشرة مع المتلقي “وجها لوجه”، والعمل على جذب انتباهه واحتكار حواسه طوال فترة العرض، وضمان بيئة تواصل خصبة بين الممثلين والمتفرجين، والإفادة من ردود الأفعال واستثمار كل الطاقات والمتّجهات التفاعلية في نسج الإضافات والارتجالات.. وما إلى ذلك من السمات الأولية للفن العريق، إلى جانب ضرورة تحقّق عناصره ومقوّماته الأخرى مثل الخشبة “منصة العرض” والشخصيات الحية والسينوغرافيا والإضاءة والموسيقى وغيرها.وإذا كانت أغلبية هذه المفردات الجوهرية مفقودة أو منقوصة في البث الإلكتروني للمسرحيات، خصوصا ما يتعلّق بمتابعة الحركة الفردية والجماعية للممثلين وأبجديات ملء الكتل الجسدية للفضاء المسرحي، فإن العروض الافتراضية لها بعض السمات والملامح الأخرى المُغايرة في إطار تقنيات الشاشات الصغيرة والشبكات البينية، إضافة إلى أنها الوسيلة الوحيدة المُتاحة وسط الظروف الحالية للإبقاء على شعرة رفيعة موصولة بين المسرح وعشّاقه.خسرت العروض الإلكترونية الافتراضية فن المسرح بالتأكيد كأرقى الفنون وأخصبها وأنضجها وأشملها لمنظومة الإبداعات الأخرى المكتوبة والبصرية التشكيلية والسمعية.لكنها كسبت في سياق الحاجة لا التعويض بعض المزايا والنقاط النسبية، منها على سبيل المثال، إتاحة فرص مشاهدة غير محدودة في المكان والتوقيت للمتفرجين، وإمكانية التشغيل وإعادته أكثر من مرّة بمرونة مثلما يحلو للمتفرج، وفتح الباب للتفاعل بطريقة أخرى تتمثل في التعليقات المكتوبة من جانب المشاهدين، مع إمكانية الرد عليها لاحقا من جهة صنّاع العمل وعارضيه. وهي كلها سمات عامة تتعلّق بآلية العرض الجديدة، وليست ذات صلة بخصائص المسرح كفن بحد ذاته.وجاءت عروض المسرح الافتراضية من باب الضرورات التي تبيح المحظورات، فإنعاش ظلال “أبوالفنون” بأقنعة أوكسجين وأجهزة تنفّس اصطناعي أفضل من الغياب الكامل لأضواء المسارح وأنوار القاعات الجماهيرية المغلقة. ومن ثم فقد أسفرت خارطة مبادرة “خليك بالبيت/ الثقافة بين إيديك” للبيت الفني للمسرح في القاهرة عن إتاحة ثلاثين مسرحية حديثة مجانية بشكل مبدئي على قنوات وزارة الثقافة المصرية، بالتعاون مع المركز القومي للمسرح.

المشـاهدات 1194   تاريخ الإضافـة 14/04/2020   رقم المحتوى 6112
أضف تقييـم