الجمعة 2024/3/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 15.95 مئويـة
رؤى ثقافية شراء الكتب لا يعني الإقبال على القراءة
رؤى ثقافية شراء الكتب لا يعني الإقبال على القراءة
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

ناجي أسعد

أزمة القراءة في الساحة العربية تعكس حالة من التراجع في الساحة الثقافية لأسباب عديدة ودور النشر تشكو من قلة البيع وحتى في معارض الكتب الموسمية.

مؤخراً لفتت ظاهرتان المعنيين بالمعارض وشراء الكتب الأولى تمثلت بالإقبال الشديد على الكتب في معرض الرياض الدولي للكتاب الذي قدرت مبيعاته بنحو /35/ مليون ريال أنفقها نحو ثلاثة ملايين شخص والظاهرة الثانية تمثلت في الإقبال الكبير على بيع الإصدارات الإلكترونية لدور النشر الكبرى في مصر عبر موقع (سوق.كوم) إذ يجذب هذا الموقع دور النشر بقدراته التكنولوجية واللوجيستية بحسب ما أفاد به الكاتب مارسيل نصر، وذلك بداية من خدمات الدفع الإلكتروني ووصولاً إلى تسليم المنتج للمستهلك بصورة مباشرة ويأتي ذلك بالترافق مع النمو المتصاعد لأعداد مستخدمي الانترنت في مصر.

ويتساءل المعنيون عن التغيرات الطارئة على الساحة الثقافية والتي فرضتها التقنيات الحديثة، ولعل ما يشهده موقع (سوق.كوم) هو من الأمثلة البارزة عن هذه التغيرات إذ شهد قسم الكتب والمنتجات الثقافية في هذا الموقع وهو من المواقع الأساسية للتجارة الإلكترونية في العالم العربي نمواً فاق الـ 300% خلال الأسابيع الأخيرة ويضم هذا القسم إصدارات كثير من دور النشر الكبرى في المجالات كافة.

كما يتساءل المهتمون بالشأن الثقافي فيما إذا كان الإقبال على التسوق الالكتروني كما هو في مصر أو التقليدي كما هو في معرض الرياض يمثل إقبالاً على القراءة أم إرضاء لنزعة الاستهلاك ويرد أحد المثقفين على ذلك بالقول: إنه لأمر مبهج الاقبال على شراء الكتب إذ يحمل دلالة مهمة على وعي ثقافي يعيشه المجتمع ففي الستينيات كان يقال إن الكتاب يؤلف في مصر ويطبع في بيروت ويقرأ في العراق واليوم تتفق الاحصائيات على الإقبال على أن معرض الكتاب في الرياض هو أكثر المعارض العربية مبيعاً وإذ كنا نعزو جانباً من ذلك إلى القدرة الشرائية للفرد السعودي إلا أن القدرة وحدها لا يمكن أن تدفع الإنسان للشراء إن لم يكن لديه إحساس بأهمية ما يشتري ولهذا كما يقول المثقف أنا متفائل بمستقبل مبهج للثقافة والفكر في المجتمع وعلى فرض صحة هذا الرأي فإن مجرد الاقبال على القراءة هو جانب إيجابي بغض النظر هل هو طلب للمعرفة أم هو مظهر من مظاهر الاستهلاك.

مع ذلك الإقبال على شراء الكتب سواء الورقية أو الإلكترونية لا يعكس حالة متقدمة إذا لم تعضده قراءة توازيه لأن (ثقافة القراءة) لا ترتبط بكمية الكتب التي يشتريها المجتمع وإنما ترتبط باهتمام المجتمع بالكتاب وتشجيع الأطفال والمراهقين والشباب على القراءة ودعم القيم النهضوية لثقافة القراءة وتلك الحالة لن نصل إليها طالما المكتبات العامة مهجورة.

ونفتقر إلى مشروع تنموي للقراءة.

مع ذلك يرى بعض الكتاب أن ثورة المعلومات والاتصالات التي تمثل اليوم الهوية الثقافية للعالم والتي تسهل التواصل الاجتماعي تتيح للكاتب في نشر مقالٍ عبر هذه التكنولوجيا إمكانية قراءة المقال من قبل ألف متصفح وتتيح التكنولوجيا أيضاً إطلاع الكاتب على التعليقات مباشرة وهذا ما يخلق تواصلاً مباشراً بين الكتاب وجمهوره دون أن يمر عبر الصفحات الثقافية هذه. المعطيات تؤكد أهمية التكنولوجيا الجديدة ليس في زيادة أعداد القراء فحسب إنما في خلق التفاعل المطلوب ما بين القراء والكتاب.

إن مناخ القراءة لا بد أن تتوفر له الظروف الجاذبة للقارئ سواء أكان ذلك عبر الوسائل الورقية أم الإلكترونية وهذا يعتمد على الجهات المعنية بالثقافة المعول عليها تنمية حب القراءة لدى الطفل منذ الصغر وكذلك لدى الأسرة وبالتالي المجتمع أجمع.

المشـاهدات 1380   تاريخ الإضافـة 20/04/2020   رقم المحتوى 6301
أضف تقييـم