السبت 2024/4/20 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 27.95 مئويـة
مخرجون وكتّاب عرب: هذا أثر كورونا في المسرح المسارح ستفتح ابوابها أمام ازمات إنسانية متعددة والرقابة لن يكون لها دور
مخرجون وكتّاب عرب: هذا أثر كورونا في المسرح المسارح ستفتح ابوابها أمام ازمات إنسانية متعددة والرقابة لن يكون لها دور
مسرح
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

يسري حسان

ربما لن يفلت أحد، أو فن أو فكر، على وجه الأرض، من التأثر بأزمة "كورونا"، وإن اختلف حجم أوطبيعة التأثر، لكنه أمر واقع يعرفه الجميع، ويستعدون له. ماذا إذاً عن المسرح، كيف سيكون تأثير "كورونا" عليه، سواء على مستوى طبيعة العروض نفسها، أو على مستوى المنشآت المسرحية، وهل تسمح طبيعة الفن المسرحي بالاستجابة السريعة، أم أن الأمر يلزمه بعض الوقت ليستوعب المسرحي خلاله ما حدث ويتأمله عميقاً، ثم يأتي الإبداع لاحقا؟ مسرحيون عرب  تحدثوا لـ"إندبندنت عربية"، مجمعين على فكرة الاحتياج إلى بعض الوقت، وإن اختلفت آراؤهم حول الأشكال والمضامين المتوقعة بعد انتهاء الأزمة. الإبداع الحقيقي في المنتج الأدبي والفني عامة لا يتحقق بشكل آني متزامناً مع مظاهر أو حوادث حياتية... هكذا ينظر أستاذ الدراما والنقد في كلية الآداب في جامعة الإسكندرية أبو الحسن سلام ، إلى الأمر، ويرى أن المسرح فن المشاركة الحيَّة، اندماجاً بين مجتمع عارِض ومجتمع متفرِج، لا مصداقية لتأثيره عاطفياً وإدراكه بعروض تزامنت كتابة نصوصها مع آنية حدث وبائي، أكان "كورونا" أو أياً ما أصطلحت له من أسماء.المنتَج المسرحي الإبداعي بحسب سلام، هو نتاج نبش مبدعه، كاتباً كان أم مخرجاً أم سينوغرافياً أم مؤلفاً موسيقياً، في رماد حادثة لاستخراج جواهر انصهار مادة الحريق، فهي جواهر تجربة المكابدة والمعاناة الإنسانية في مقاومة الكارثة التي مرَّ بها واحد مِن بين جموع البشرباتساع جغرافيا المعمورة. ولو راجعتَ - يقول سلام- ثقافة طقوس الكتابة الإبداعية ذات المصداقية والتأثيرالمتجدد عبر العصور ستجد "هاملت" قد كتبت بعد مضي زمن على فقد شكسبير لإبنه هامون الذي سماه علي اسم صديقه الخباز، وستجد كوميديا دانتي الإلهية قد أبدعت بعد هجر حبيبته له، فحالة الإحساس بالفقد منتجة للإبداع الحقيقي؛ لأن المعاناة باعث على شعرية المغايرة، مغايرة المألوف بعد زوال أثرها ثم عودتها على أجنحة الذاكرة في صورة جديدة محمولة على مخيلة تطل منها ملامح متشظية من صور للحدث الماضي الذي اختفي تحت رماد حاضرها المحترق، حيث تظهر ما يظهر منها كما لو كان صورة على صفحة مياه بحرهادئة تترجرج أمام عين المشاهد أو كصور في حلم يقظة أو رؤية منتمية.وفي ما يتعلق بصورة المسرح المصري والعربي بعد إنتهاء البشرية من حرب كورونا يقول سلام: إنها مسألة أكثر التصاقاً بمدى وجود كُتَّاب مسرح ومسرحيين لهم قدرة على الكمون، حيث يختزن المبدع ما يكابد من صور التجربة التي تمر بها البشرية ويزكي نارها بداخل مشاعره ويحتمل لدغ لهيبها أو برودة ثلوجها حتى تخبو نارها أو تذوب ثلوجها في داخله، وتصبح ذكرى في طيّ الذاكرة الذاتية ويتركها حتى تناديه من تحت رماد الذكرى: اكتبني، اكتبني، عندها يطلق العنان لخياله إن كانت له مخيلة فيبدعها. أما إذا شارك المسرح بإنتاج نصوص أو عروض مزامنة لحاضر وباء "مستركورونا" فلن يزيد على كونه مسرح "أوتوشرك" أي تحقيق درامي (ريبورتاج مسرحي) كتلك العروض التي قدمت في ميدان التحرير أثناء انتفاضة يناير 2011 أو كنص "ما حدث في الحادي عشرمن سبتمبر" أو كعروض المسرح في الشارع وعروض مسرح الشارع.

 

المشـاهدات 716   تاريخ الإضافـة 21/04/2020   رقم المحتوى 6345
أضف تقييـم