الخميس 2024/4/25 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 29.95 مئويـة
زمن آخر
زمن آخر
مسرح
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

الأزمة ستكون، في رأي الكاتب المسرحي السيد حافظ، سبباً في تغيير العالم اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وجغرافياً وفنياً، وبالطبع سينعكس هذا على المسرح، لأنه أبو الفنون، وأعتقد أن هناك مرحلة فنية انتهت هي ما قبل كورونا وسيظهر مسرح يعبر عن وجع الناس وحاجاتهم وظروفهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وبالتالي لن تستطيع الرقابة أن تمنع هذه الأعمال عن التعبير عن حاجتها، لأن المجتمع التالي قد تغيَّر... إن أوجاع الناس ستكون قاسية وصعبة ولذلك يتوقع السيد حافظ تغييراً جذرياً فى شكل المسرح فنياً وأدبياً، وستظهر مدارس فنية وأساليب جديدة غير التي كانت.إن المسرح - يضيف السيد حافظ - ابن شرعي للأحداث الاجتماعية، ونحن لا نستطيع أن ننفصل عن الناس التي خسرت بضاعتها وبيوتها وأقاربها وأحبابها... هؤلاء يعانون من الكثير من العنَت والظروف القاسية، لذلك أتوقع مخرجين وكتاباً وممثلين مختلفين، ليتوارى زمن ويأتي آخر غير الذى نحياه الآن، فنحن وصلنا في المسرح إلى حد الخوف من التعبير عن أوجاعنا. صحيح أن أزمة كورونا تُعد حدثاً كبيراً وخطيراً يشهده العالم الآن، ولا نعرف متى وكيف سينتهي، لكن من الصعب - كما يقول الناقد والكاتب أحمد عبدالرازق أبو العلا- أن نقرر أن تغيراً ما سيشهده المسرح العربي، بعد انتهاء الكارثة.إن استقراء التجارب السابقة، والمتغيرات الكبرى التي  شهدتها حياتنا المعاصرة  يشير، أبو العلا  إلي ذلك، هناك ظواهر كثيرة، طبيعية وبشرية  خلَّفت آلاف الضحايا (الحروب – الفيضانات والزلازل - الإرهاب) ومع ذلك لم نجد تأثراً واضحاً بتلك الأحداث، ظهر في الإبداع المسرحي العربي، بإستثناء تجارب قليلة. وحتى المسرح العالمي صاحب المُنجز الكبير لم يستفد كثيراً من كارثة الوباء الذي يقتل الملايين، كما حدث مثلاً مع وباء الطاعون الذي اجتاح مناطق كثيرة من العالم نهاية القرن السادس عشر، لدرجة أن كاتباً كبيراً هو وليم شكسبير قتل الوباء ابناً له  وشقيقاً، ومع ذلك لم يتأثر ليكتب عنه، ولا يعد مشهد واحد جاء في مسرحية "روميو وجولييت" دليلًا على تأثره بالحدث إبداعياً، وألبير كامو حين كتب مسرحيته الشهيرة "الطاعون" لم يتحدث عن تلك الكارثة بشكل مباشر، لكنه استخدمها كرمز للنازية التي انتشرت في العالم في الفترة التي كتب فيها مسرحيته، مستكملاً تلك الفكرة في  مسرحيته "حالة طوارئ". ومن هنا، يؤكد أبو العلا، فإن هذه الأزمة، ستؤدي سريعاً إلى الاهتمام بالمبنى المسرحي ذاته، ليكون مكاناً آمناً تخوفاً من انتقال العدوى... أقول هذا رغم أن طبيعة المسرح تسمح بالاستجابة، لكنها، إن حدثت،  فلن تكون سريعة، لأن الأمر سيحتاج إلي استيعاب نتائج هذا الوباء الكارثية ببعدها الإنساني، ودائماً في مواجهة المتغيرات الكبرى، نجد أن المسألة تحتاج إلى تأن، وتأمل، واهتمام بالجوانب الإنسانية، وليس تسجيل الحالة، وكل هذا سيحتاج إلى وقت، لأننا حتى هذه اللحظة مازلنا نعيش المأساة، ولا نعرف ما الذي سيحدث غداً.

 

المشـاهدات 631   تاريخ الإضافـة 21/04/2020   رقم المحتوى 6346
أضف تقييـم