الأربعاء 2024/4/24 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 26.95 مئويـة
موجات لاحقة
موجات لاحقة
مسرح
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

هناك، كما يشير الناقد أحمد خميس، استعدادات كثيرة تجري الآن لتناول أزمة كورونا ضمن العروض المزمع تقديمها بعد انزياح الأزمة، وهي مسألة ليست جديدة علينا. ورغم كونها صحية ومهمة ومطلوبة فإن عادة الموجات الأولى من العروض المسرحية بعد الأزمات أو الحروب أو حتى الثورات الشعبية، والتي يتم إعدادها على عجل، أن تسم كثيراً من العروض بموضوعات وأطروحات تتعلق بالهلع والخوف والرعب والتضحية مع صور فوتوغرافية وتوثيق بالفيديو وما إلى ذلك.وفي حالة تفشي فيروس كورونا وتأثيره على الشعوب، يقول خميس،  سنقابل التركيز على فضل العلم ودوره، كما ستهاجم عروض أخرى الخرافات السمعية البصرية التى لاحقتنا في الفترة الأخيرة في صور ومواعظ بليدة، وستعج عروض الأطفال بطرق العناية والحذر المنقولة سريعاً من الميديا المنتشرة مع بعض النصائح المعجونة بتراب الدراما النيئ. ما عن التناول الجاد والواعي لما حدث للإنسانية فسيأتي، كما يقول الناقد أحمد خميس،  مع الموجات اللاحقة والتي ستتضمن حتماً الانقلاب الكبير الذي حدث في الوعي الإنسانى وانهيار بعض الأفكار والدول... سنجد أمامنا الكثير من الصور والموضوعات بكل ألوان الدراما، سواء التاريخي منها أو الواقعي أوالتعليمي أوالعبثي، فالأفكار على قارعة الطريق ولكن كيف تمكن معالجتها... تلك هي المعضلة.المسرح العربي سيتأثر بهذه الجائحة، ولكن ليس بالسرعة نفسها التي يمكن أن نتصور، ولا يمكن التكهن بما سيقع. هكذا يرى أستاذ المسرح في جامعة سيدي محمد بن عبدالله في مدينة فاس المغربية سعيد الناجي. وخشية انطلاق وباء التكهنات المستقبلية في المسرح العربي من جوقة الباحثين عن السبق، يؤكد الناجي أن الفن يحتاج التروي وبعد النظر وروح النقد الذاتي. لقد أيقظ الوباء رجل المسرح العربي، كما يقول الناجي، على هشاشة أنه لا يمتلك أية تغطية اجتماعية، وأن مهنته، لا تحميه من الجائحات، وهذا بطبيعة الحال يحدد أولويات المسرح العربي الآن، ويؤكد على دور الدولة في حماية الفنان ضد أي حملات خصخصة.جانب آخر يشير إليه سعيد الناجي، فقد عرف المسرح العربي خلال العشرين سنة السابقة جنوحاً نحو الاستعراض والهرج بين نخب صغيرة في مهرجانات واحتفالات عرفت تنافساً مريعاً على الجوائز أو على قصب السبق أو على المرتبة الأولى... أصبحنا نمارس المسرح في أفق كسب جائزة وليس من أجل صناعة فرجة تمتد في النسيج الثقافي والفرجوي لهذا البلد أو ذاك، لذلك آن الأوان ليتوقف وباء الاستعراض في المسرح العربي، ويتم الالتفات إلى أن الفنان المسرحي يحتاج إلى بنيات عمل وإنتاج مسرحي مستقرة، ومسارح مجهزة، وضمانات اجتماعية حقيقية، فالمسرح تواصل مع الناس، وليس تبادلاً للصور بين الفنانين. بالتأكيد تؤثر الأحداث الكبرى في المجتمع والفنون، بخاصة عندما يكتسب الحدث طابعاً عالمياً مثل وباء كورونا الذي سيغير المجتمعات خصوصاً على مستوى العلاقات الاجتماعية نتيجة شعور المواطن بفقدان الاحساس بالأمان عندما يقترب من غيره. رغم ذلك فإن الأستاذ بقسم علوم المسرح في جامعة عين شمس محمد سمير الخطيب، يرى أن تأثير أزمة كورونا سيكون على فن المسرح الذي يوجد في قلب الحياة، على المدى البعيد، بعد ما أثبتت الوقائع قصور وعي المواطن في تقدير الأزمة.من هنا، وكما يوضح الخطيب، يمكن أن يلعب المسرح دوراً استرتيجياً في تنمية احساس المواطن بفرديته، والتي تكون مشروطة بالمجموع، كما يمكن ابتكار أشكال فنية عبر استدعاء صيغ حكائية يدون فيها المبدعون حكايتهم مع الوباء. أما على المدى القريب فيمكن استلهام موضوعات تتناول هذه الكارثة الإنسانية، كما ظهرت بعض النصوص المسرحية مستوحاة من الأزمة. ورغم ذلك يجب أن نضع في الحسبان أن المسرح مجال مختلف عن السياسة، ولكل مجال شروطه التي تتحكم فيها طبيعة تكوينه. لذلك أعتقد أن التأثيرات العميقة للأزمة على تغير المؤسسات المسرحية وأنماط إنتاجها سوف تأخذ وقتاً طويلاً.

المشـاهدات 716   تاريخ الإضافـة 21/04/2020   رقم المحتوى 6347
أضف تقييـم