الجمعة 2024/4/19 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 20.95 مئويـة
يوميات أبو جبار خاوة !!
يوميات أبو جبار خاوة !!
المتفرج
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب أبو جبار
النـص :

والله العظيم عمري ما خفت إلا من الله عزّ وجل , لأنني رغم كوني (جايجي ) بسيط على قد حالي , إلا أنني لا أقبل بالغلط مهما كان , وصحيح أنا فقير الحال وإنسان متواضع جدا , لكنني لست ُ ضعيفا , وحين تكون الأمور جدية أكون ( كدهه) , وفي إحدى المرات دخل شخص سكران إلى المقهى وتجاوز على أحد الجالسين , فذهبت إليه وطلبت ُ منه أوّل الأمر أن يحترم نفسه ويترك المقهى بهدوء , لكنه تجاوز عليّ وسبني وشتم والدي ووالدتي رحمهما الله , فما كان مني إلا أن مسكته من ياقة قميصه المفتوح وضربته (كلّه ) قوية وقعت على أنفه كالمطرقة فتدفق الدم سريعا منه , ثم سحبتُه من يده ورميتُه خارج المقهى , وعدت إلى عملي بعد أن غسلت ُ يدي من نجاسته .

طبعا أبو المقهى أخذ ( يتعيقل ) برأسي , وقال لي كان عليك أن تتصرف معه بالسياسة والعقل , فقلت ُ له أما السياسة فأنا بعيد كلّ البعد عنها , لأنني لا أفهم فيها شيئا , وليس لي (خلق ) لطلايبها , وأما العقل فاستخدامه مع المجانين يعتبر جنونا ولا يؤدي إلا إلى الكوارث , فما كان من صاحب المقهى (الدوني) إلا الهجوم عليّ بأتعس الكلمات والصفات والشتائم , وقال لي باستهزاء مرير (صايرلي فيلسوف ) ابن ال... , طبعا كانت شتيمته قاسية , وتحملتها على مضض لأنه صاحب المقهى وأنا عامل عنده , لذلك ( بلعتها ) ومضيت .

اعتقدت ُ إلى هذا الحدّ بأن المشكلة قد انتهت , فمئات المشاجرات تحدث يوميا في الشارع , وأنا لست ُ أول من ضرب سكرانا تجاوز على الناس , وهكذا مضت الأيّام , وفي يوم ما دخل المقهى الشخص السكران الذي ضربتُه وكان صاحيا هذه المرّة , وتجتاحه عاصفة من الغضب والعصبيّة , وبيده سكين , وما أن شاهدني حتّى همّ بضربي بالسكين , وقد تفاديت ُ ضربته ب(ستول) صغير كان بقربي , حيث ضربت ُ يده التي حاولت طعني بالسكين , فسقطت سكينه وترنح هو فوجدتُها فرصة سانحة للهجوم عليه , وقد لويت ُ يده , وضربتُه بركبتي على بطنه فسقط على الأرض متوجعا , ثم أخذت ُ سكينه الملقاة على الأرض ومسكتُ رأسه ورقبته , وقلت ُ له إذا عدت ثانية إلى المقهى سأذبحك , فقال لي لن أعود ثانية , وقد توقّعت ُ أن يطردني صاحب المقهى الجبان من عملي بعد هذه المشاجرة فاستعددت ُ نفسيّا للأمر , لكنه ناداني بلطف غريب , وقال لي إجلس معي يا أبا جبار فأنت رجل حقيقي و(ابن أوادم ) وشجاع ! , استغربت ُ الأمر وظننته يسخر مني وقلت ُ هذه مقدّمات لموضوع فصلي من عملي , لكنه تدراك الأمر وقال لي : لقد فعلت ما عجز عنه رجال المحلة وشبابها , فقلت ُ له كيف يا أستاذي ؟ فقال لي : هل تعرف من الذي أدّبته هذا اليوم ؟ قلت ُ له : لا والله يا عمي لا أعرفه , فقال لي هذا (عبّود قامة  ) شقاوة هذه المحلة , ولا يجرؤ على مواجهته أحد , كما أنه يدور على المحلات والمقاهي ويأخذ من أصحابها ( الخاوة) , طبعا بعد هذا اليوم لن يعطيه أحد شيء , لأن خبر هزيمته أمامك قد وصلت للجميع , ولن يخاف أحد منه بعد اليوم !

استغربت ُ طبعا من الأمر , وقلت ُ مع نفسي , معقولة ما يحدث , هذا الجبان , الضعيف , لا يواجهه أحد , ويخشاه الجميع , ياه كم من ا؟لأشياء التافهة نعطيها قيمة زائدة وهي لا تستحق إلا الكلات والرفسات والبوكسات وال... ؟ 

المشـاهدات 634   تاريخ الإضافـة 23/04/2020   رقم المحتوى 6417
أضف تقييـم