السبت 2024/4/20 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم
بغداد 36.95 مئويـة
الكاظمي والفرصة الاخيرة
الكاظمي والفرصة الاخيرة
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. عدنان عودة الطائي
النـص :

مابعد الفترة الحالكة التي امضاها العراقيون بخطب عادل عبد المهدي والتي تعد الأسوأ في تاريخ العراق وبكل المقاييس حيث سجل الاقتصاد انحدارا كبيرا تمثل بتهميش الزراعة وتعطيل الصناعة وتردي الخدمات بمختلف مسمياتها صحة وتعليم ونقل وغيرها وامسى المواطن يعيش حالة الا استقرار وغياب الأفق حتى شعر الناس انهم ذاهبون إلى المجهول... حينها نهض الشباب لاستعادة الوطن شهر أكتوبر حيث وسمت ثورتهم فجوبهوا برصاص ينغرز في صدورهم ويحصد المئات منهم فكانت بحق انتكاسة عظيمة لما طالب الشعب المسحوق  بتصحيح مسار الحكومة وتلبية مطالب الشعب الحقة  لاغير والكف عن السرقات الممنهجة وإيقاف الفساد الذي نخر موؤسسات الدولة وإحالتها إلى ركام وهي بحق نكبة عاشها العراقيون وهم يرون حكومتهم بهذا الأداء المخزي حتى شكلت شرخا كبيرا لايمكن تجاوزه بين الشعب والحكومة المرفوضة وقطع جسور التواصل فانتج فريقين على طرفي نقيض... مما اجبر عبد المهدي لتقديم استقالته أمام تصاعد لهيب الثورة لتشغل وسط وجنوب العراق... ولما شعر القائمون على مايعرف بالعملية السياسية في العراق بهول مايحصل وماسيترتب عليه من أمور اسندوا مهمة تشكيل حكومة جديدة واناطة مهام إدارتها لمحمد علاوي والذي سرعان مارفضه الشارع المنتفض زيادة على ذلك أقصائه من قبل زعماء الأحزاب لأنه لايلبي مايريدون عندها أسندت المهمة لعدنان الزرفي المعروف عنه تشدده وما أن كلف حتى طوقته الأحزاب بعدم رغبتها ليتم إسقاطه مرغما في الساعات الأخيرة ومضى الوقت حتى اختير مصطفى الغريباوي المكنى بالكاظمي للنهوض بهذه المسؤولية الجسام وهي حقا تركة عظيمة وثقيلة بنفس الوقت... ومازاد من عبئ المرحله هو انهيار أسعار النفط التي يعول عليها العراق كثيرا والتي تشكل عوائده نحو 96 بالمئة من ميزانية الدولة وعليه تعتمد الحكومة في تصريف أعمالها بعد أن هبط السعر ل 18 دولارا بعد أن كان أكثر من 64 دولار للبرميل الواحد وهذه ال 18 دولار يستقطع منها 16 دولار نفقات استخراج ونقل وتشغيل ليتبقى دولاريين فقط تقوم عليها حسابات الدولة التشغيلية والإستثمار وعلينا أن ندرك هول الخطر الذي حصل وهو اعلان حالة الإفلاس والذي سيقود حتما لانهيار العراق كدولة ولامفر من ذلك غير الاقتراض من الدول أو صندوق النقد الدولي بشروط مجحفه منها تقليص النفقات وتغير سلوك الحكومة وجنوحها لمطالب الثوار وهذه بحد ذاتها شروط صعبة من نظر القائمين على العملية السياسية لاعتبارات عديدة ومازاد من تعقيد الموقف هو بلاء وباء كورونا الذي حول العراق إلى سجن حاله حال دول العالم الأخرى إذ توقف كل نشاط منتج من خلاله ولو تعويض جزء يحول دون هذا الانهيار وبات إقفال المدارس والجامعات وتعطيل معظم الأعمال والأشغال التي هي اساسا مرتبكة ودون المستوى ليعيش الناس المأساة بعينها ولينتظر العراقيون الكاظمي يواجهة أصعب التحديات التي تعيق نجاحه في أداء مهامه المعقدة والصعبة والمحفوفة بالمخاطر أمام مدة لأظنها تسعفه رغم اختياره الأنسب من وزرائه وهي فترة انتقالية امدها يقارب ألسنتان... ولعل أبرز مايواجه الرجل من مهام جسام هي : 1.التسريع بإعداد خريطة تقوم عليها العملية الانتخابية القادمة بكل شفافية بعد أن فقد المواطن ثقته بالانتخابات وعزوفه عنها لما انطلت علية الانتخابات السابقة وماحملت من أخطاء وهذا يعني تحديد وقت محدد لاجرائها مشفوعا بنزاهتها 2.مكاشفة المتظاهرين الذين هم لسان حال الشارع وتنفيذ مطالبهم وأولها ايفاف حالة الفساد المستشري في عروق الدولة وأجهزتها واذي بات مفضوحا وتوفير فرص العمل والنهوض بالخدمات بمختلف مسمياتها 3.سحب السلاح المنفلت وجعله تحت سيطرة الدوله وإنهاء المظاهر المسلحة 4.ارجاع الأموال المنهوبة والتي سرقت دون وجه حق وهي حقوق شعب 5.ان يسود تطبيق القانون على الجميع دون استثناء وان ينحني الجميع أمام سلطته 6.محاسبة من قتل المتظاهرين وتشكيل محاكم خاصة للنظر بذلك وغيرها من إجراءات ارها صعبة التحقيق في هذا الظرف وهذه المدة الزمنية القصيرة مما سيجعل من أداء رئيس الوزراء مربكا دون الوقوف معه ومؤازرته من الجميع حتى نستطيع العبور إلى بر الأمان بعد تلك الانتكاسة العظيمة فهل سيكون الكاظمي بحجم تلك المهام العظام؟ ام سيكبو كما سابقيه .. نتمنى له النجاح في أداء هذه المهمة العظال وهو يشرع بقيادة الحكومة متحديا ذلك ولنرتقب الحدث...

المشـاهدات 754   تاريخ الإضافـة 11/05/2020   رقم المحتوى 6692
أضف تقييـم