الثلاثاء 2024/4/23 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 26.95 مئويـة
غورباتشوف يطلق رصاصة الرحمة في إرث ستالين
غورباتشوف يطلق رصاصة الرحمة في إرث ستالين
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. عدنان عودة الطائي
النـص :

بعد الانتقالة الاقتصادية المدوية التي عاشها العالم مع بداية دوران دواليب الصناعة والاتها في بريطانيا العام 1762 حتمت هذه الانتقالة ببزوغ فجر جديد كان بانتظاره العالم وليحث نقلة نوعية على مستوى الاقتصاد تمثل بنقل المجتمعات من اقتصاد الزراعة المتخلف في كل شئ آنذاك الى اقتصاد الصناعة الذي سيرتقي بالمجتمعات نحو اقتصاد مربح ومايترتب عليه من إنجازات عظيمة من أهمها الانتقال نحو المدنية والتخلص من السلوك المرتبط بالزراعه وواقعها المرير المتمثل بالاقطاع والاستبداد والجشع والتخلف والفقر...حتى استبشرت البشرية خيرا وهي لم تدرك أن هذا التطور الذي حصل سيدخلها  أتون الأزمات والمشاكل لعل في طليعتها هو الصراع الطبقي في هذه المجتمعات وهنا المجتمعات الصناعية رغم وجود هذه ألمشاكل في طبيعة الاقتصاد الزراعي اصلا لكنها أدنى تأثيرا في هذه المجتمعات إذا مااخذنا بنظر الاعتبار ان هذا الصراع سيستفخل بتقدم الوقت ولعل اول بوادر هذه الانعطافة هو حصول الثورات كما في فرنسا وبريطانيا وروسيا الغاية منها إسقاط تلك الأنظمة الملكية والاقطاعية البائدة التي تستمد ديمومتها من تعاليم الكنيسة وفك الارتباط عنها زيادة على ذلك التحول الثقافي والفكري الذي سينشأ لدى هذه المجتمعات ومنها تأثيرا إلى مجتمعات أخرى ناهيك عن مايرافق ذلك التحول من سلوك هذه المجتمعات وبحصول هذا المكسب قامت قواعد تأسيس الأحزاب والتجمعات الثقافية والفكرية التي أخذت بزمام الأمور بالتصدي للحاكم ومؤسساته المرابطة... ولعل ثورة كمونة باريس في فرنسا اوماتعرف بالثورة الفرنسية الرابعة عام 1871 التي استندت على نفس مبادى الثورة البلشفية في روسيا 1917 فيما بعد  سبب تفجيرها هو نمو الوعي القومي لدى الفرنسيين والذي ذهب إلى محاسبة نابليون لخسارته الحرب مع بروسيا (ألمانيا والنمسا انذاك) إذن تحرك الشعور نحو التخلص من إرث الحكم الجاثم في أوربا بعوائله الملكية المعروفة ب ال رامانوف في روسيا وال هبسبورغ في بروسيا وال بربون في فرنسا وهذا ماحصل إذ تم تأسيس نظام الجمهوريات هناك... ومايهمنا هنا ماحصل في روسيا إذ تم الأعداد لثورة جامحة تطيح بالقيصر نيكولاس الثاني  بعد الأعداء لها فتولى الجيش الأحمر القيام بها بقيادة ليون تروتسكي اعتمادا على مبادى الشيوعية لكارل ماركس وقيادتها فلاديمير لينين والرجوع لأسباب قيام هذه الثورة نرى التحول الفكري لدى الجمهور الروسي هو المعول الأول لانطلاقها لكن هذا لايلغي من الواقع أن أسباب أخرى أدت إلى تصدع قصر القيصر منها الشلل الذي ضرب الاقتصاد وانخفاض أجور العمال وانتشار البطالة وشيوع الفقر كلها عوامل عجلت بذلك التطور... وبعد وصول الرفاق سدة الحكم سرعان مادب الخلاف بينهم ليشكلا فريقين فريق يريد نشر مبادى الحزب والثورة خارج أفق روسيا وهم المناشفة وينطلقون في دعواهم أن الثورة وليده وقوية وفي بدايتها ولابد من استثمار ذلك مادام شعارهم تخليص العالم من نير الجشع والاستبداد والاحتكار وفريق اخذ على عاتقه التروي بعد تأسيس قاعدة قوية للسلطة والحزب داخل روسيا اولا ومن ثم الأعداء لانتقالها وكان رموز هذا الخيار لينين وستالين حيث أخذوا تسمية البلاشفة والاخير حل ضيفا ثقيلا الت إليه الأمور لاحقا بعد أن تمكن من فرض إرادته والتخلص من مناوئيه عام 1924 حال موت عميدهم لينين... وتجلى واضحا ماكان يحمله ذلك التطور الكبير رغم رقيه وتحضره عما كان عليه الحال في نقل المجتمع من حال إلى حال آخر إذ حلت المشاكل التي كان أولها احتلال الدول بالقوة وفرض عقيدة الحزب الشيوعي عليها بقوة السلاح وهذا ماسار عليه ستالين عندما اسمى ماقام به سياسة الستار الحديدي التي كبل من ورائها 14 أربعة عشر شعبا وبلدا والحقها بدولته الوليده وهذا ماتضح جليا مابعد الحرب العالمية الثانية 1945 حينما انفتح العالم أمام وهو الطرف المنتصر في الحرب ولم يقتصر الحال على ذلك بل تعدى إلى قطع أجزاء من دول واضافتها إلى دولته التي أسماها اتحاد الجمهوريات السوفيتية كما فعل في بولندا واليابان وغيرها عقابا لها لمساندة المحور في تلك الحرب حيث أتاحت له الظروف أن يفعل مايشاء في لعبة مايعرف بصراع النفوذ مع أمريكا أو مايعرف بالحرب البارده... أن استعباد الشعوب واحتلال الدول  لم يكن متوافقا ومنسجما مع مبادى الحزب التي كان في طليعتها مساندة حركات التحرر والاستقلال للشعوب القابعة تحت سيطرة الاستعمار تلك المبادى التي بشرت للعالم بنقله إلى المدنية والتحرر والاستقلال والحياة الحرة الكريمة وإنهاء الطبقية ... وبعد موته اي ستالين  عام 1953 بعد أن بنى مجدا وان كان على حساب أرواح عشرات الملايين من البشر وان كان هذا الاتحاد الهجين قد قام على حساب رغبات هذه الشعوب لنرى عدم الانسجام القومي والديني والعرقي قد مهد السبيل أمام تفكك ذلك الكيان... وما أن حصلت العديد من التغيرات والأحداث المساعدة لذلك الصدع في جدار هذه الدولة التي حتما ستهدها لينكشف الواقع الهش الذي كانت تقوم عليه ولعل في مقدمة تلك العوامل التي ساهمت بالانهيار هي كثيره داخلية وخارجية فكان في مقدمة العوامل الخارجية هي احتلال أفغانستان عندما استجاب الرفيق برجنيف لنجدة حفيظ الله امين المهدد من طموح الإسلاميين الذين بدى تأثيره واضحا خصوصا بعد الإجراءات الإصلاحية التي اتخذها نور طرقي 1978والتي نظروا لها بأنها بالضد من التعاليم الإسلامية والتي ساهمت بسقوطه وإعدامه من قبل خلفه امين الذي واجه نفس المشكله ومع دخول السوفيت أفغانستان 1979 عد ذلك التحول بداية النهاية لهذا الاتحاد وهناك عوامل أخرى خارجية اما العوامل الداخلية فهي الأخرى كثيره لكن أبرزها هو وصول غورباتشوف لزعامة الحزب والدولة بعد موت تشرنينكو عام 1985 والذي حاول إنقاذ مايمكن إنقاذه بعد انهيار عمود الاقتصاد السوفيتي بسب الكساد ودفع المساعدات المادية والمعنوية لدول كانت تدور في فلك ذلك الاتحاد من خلال مايعرف بسياسة الغلاسنوست الإصلاحية التي لم يسعفه الوقت بانتهاجها إذ جوبه بالرفض وحصل انقلاب موسكو الأول ضده حتى اجبرته الجماهير على الاستقاله ومن نتائجها كان السقوط المدوي لأقوى دولة في العالم قامت بالضد من رغبات شعوبها لتنفرد أمريكا بالعالم... لكن هل اندثرت الشيوعية بتفكك الاتحاد السوفياتي كما يراها البعض ويتصورها؟ الجواب قطعا لا والشواهد كثيرة من خلال وجود الشيوعية وتجددها تارة كما في دول  أمريكا الجنوبية والتي اطبقت عقيدتها أسلوبا لإدارة الحكم في هذه الدول ومثال ذلك البرازيل وفنزويلا وكولومبيا والارجنتين والبورغواي وتشيلي والبيرو  وتزاوجها تارة اخرى بايديولوجيات قريبة منها كما يحصل في الصين ودول الهند الصينية وكوريا الشمالية وبعض من دول أفريقيا فضلا عن أن بعض الآراء تذهب إلى أن الشيوعية جاءت قبل توقيتها ب 50سنة بأقل تقدير وكان توقيتها المناسب هو 1990 لما يحيط دول العالم وشعوبها من ظروف تسهم إلى حد بعيد بحصول انتكاسة لتطبيق هذه النظرية...

المشـاهدات 765   تاريخ الإضافـة 17/05/2020   رقم المحتوى 6748
أضف تقييـم