الجمعة 2024/4/26 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 28.95 مئويـة
عبد المهدي... النكبة الكبرى
عبد المهدي... النكبة الكبرى
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د.عدنان عودة الطائي
النـص :

منذ ولوج العراق دولة في العصر الحديث 1921 وهو يواجه المصاعب والمحن  فكانت عملية تأسيس الدولة واختيار فيصل الأول ملكا من أصعب المراحل التي مر بها العراق لأن التوافق بين أبنائه كان صعبا ووصل لطريق مسدود لاختيار رأسا للدولة من بين أبنائها لذا كان الاختلاف بين الفرقاء كبيرا وهو مااسس لخلاف مستقبلي نعيشه اليوم... مما تطلب من بريطانيا التي كانت تحتل العراق أن تتدخل ولتحدث مساومة بتنصيب ملك سوريا الذي واجه مصاعب هناك والمجئ به ملكا أرضاءا لوالده الشريف حسين أمير مكة الذي خسر سلطانه في نجد والحجاز لعبد العزيز آل سعود الذي تحزم بالفكر الوهابي وحزم به زعماء القبائل العربية في الجزيرة ليغير على السلاطين هناك ويكون الملك بمباركة بريطانيا... ومع وصول فيصل موقع الحكم في العراق الدولة الفتية التي قامت على ثلاثة ولاية كان يسميها الباب العالي في الاستانة بولايات الدولة العثمانية الجنوبية (الموصل وبغداد والبصرة ) حيث كانت ترزح تحت السيطرة العثمانية قبل احتلال العراق من بريطانيا عام 1914وطرد العثمانيين منها كليا عام 1917 ليوؤل العراق كليا لبريطانيا المنتعشة بنصرها في الحرب العالمية الأولى.. فصار العراق انجليزيا لاعتبارات عديدة فهذه الدولة الموهوبة بالعديد من المزايا والخصائص كانت بمثابة الجائزة الكبرى التي حصلت عليها بريطانيا والتي أوصى بها ماكندر في نظريته قلب العالم وهذه الخصائص تمثلت بالموقع المهم والحيوي الذي يربط قارات العالم القديم أسيا وأوربا وأفريقيا وهو اي موقع العراق احد محطات طريق الحرير التجاري المهم بين الشرق الأدنى وأوربا كذلك وصول إشارات بتمتع العراق بخزين من النفط الذي تريده بريطانيا وثرواته الأخرى فضلا عن عمقه الثفافي ورمزيته الحضارية  كلها عوامل عززت من تمسك بريطانيا بالعراق بالإضافة لكونه  منطقة وثوب وانتقال إلى مناطق أخرى تريد بريطانيا وأولها الخليج العربي ونفطه... كل هذه الخصائص التي زادت من قيمة العراق جعل بريطانيا وغيرها تعيد التفكير أكثر من مرة بجعل العراق منهوب السيادة عن طريق تنصيب حكام دون مستوى قدر العراق.اخذين بنظر الاعتبار أن مؤسسة الحكم هي من توظف إلامكانيات والموارد لبناء قدرة الدولة وقيامها بالصورة المطلوبة والتي تتناسب مع إمكانيات والدولة والتي تنعكس من خلال مجاراتها لدول محيطها الإقليمي والدولي وتجعلها ذا شأن مؤثر بمجريات الأحداث وان تكون شريكا فاعلا في صنع القرارات التي تسير وتبطل الأحداث خصوصا التي تجري بالقرب من سيادتها أو تحتك بحدودها  الأمر الذي يؤثر سلبا على قرارها السيادي... وما مر بالعراق من أحداث ومصاعب صقلت من قدرته على مواجهة تلك المشاكل  سواءا كانت تلك الأحداث والأزمات داخلية  كالانقلابات  والثورات والأزمات السياسية والعسكرية و الاقتصادية أو خارجية كالحروب وغيرها وقد عمدت الدول الاستعمارية على كسر عمود الدولة وهنا مؤسسة الحكم وجعل من فيها موالي وتابعا لاتريد وهذا ينسحب على كل الدول الاستعمارية التي استعبدت الدول وشعوبها... وماقامت به أمريكا باحتلالها العراق عام 2003 إذ قامت أول وهله  بهد أركان الدولة فسرحت الجيش وطردت أجهزة الدولة القابضة وحلت بعض الدوائر وغيرها والتي من الممكن تأهيلها وبالتالي يقوم عليها كيان جديد أو وليد قادم لكنها تقصدت ذلك حتى يبدو الأمر طيعا بين قبضتها ولينحدر العراق للأسف بعد ضرب مؤسساته الفاعلة في الصميم وأولها مؤسسة الحكم التي سرعان ماتسلقها من ذوي العاهات المليئة حقدا وكراهية وعقد تجاه العراق وشعبه والذين سارعوا إلى تغليب مصالحهم الشخصية والفئوية الضيقة على مصالح العراق وشعبه وهذا ماتبين من خلال تسيس الانتخابات وتدليسها وتزويرها لتبيت فوزا لهم وفي أكثر من مرة يتكرر المشهد ولينج نفس الوجوه التي أدخلت العراق النفق المظلم ومن ثم نفخوا في الطائفية ليزداد المشهد تعقيدا وصعيدا وبدأ البناء الوطني للعراق يتصدع واصبحت حرب الهوية مشرعة الأبواب لتزداد وتيرتها بأعمال التفجيرات والقتل على الهوية التي راح ضحيتها الآلاف من العراقيين النجباء وطبيعي أن تنتج حالة الفوضى هذه وبمباركة أمريكا  انتشار الفسادحتي امسى ظاهرة خطيرة و تحد خطير يهدد الدوله وكيانها  وشيوع الفقر وصار الناس ينامون في المقابر وبيوت ويقتاتون على القمامة الصفيح واستفحلت الأمية واحد التعليم وصارت الجامعات ملاذا لبرامج الأحزاب وتطلعاتها وابطل مفعول القانون واضحى الناس أحدهم يقتل الآخر واخذت العشائر تستخدم الاسلحه في قتالها الضاري مع العشائر الأخرى وصار الأمن حلما لبعض من مناطق العراق وصار العراق ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات بين الدول الإقليمية والقوية التي تريد أن يكون العالم بأمرتها وكان شعب العراق دخل الجحيم وصارت حياة الفرد منا مرهونة بتقلبات مزاج الناس وماتريد وتبدل سلوك المجتمع وهد بنائه الاجتماعي تحت مؤثر الفقر والعوز... كل هذا والعراق يستمر بالمسير متكيا على عزيمة أبنائه المخلصين لعبور هذه الأزمات التي كان سببها سوء إدارة الحكم ومن ثم تردي إدارة الأزمات ليصل دفة القيادة أكثر من رئيس للحكومة وكلهم فشلوا بوضع الحلول الناجعه والناجحة لانتشال البلد من واقعه المرير باعترافهم هم وهذا مرده إلى أحزاب السلطة التي تمسك بزمام الأمور وهي التي تأتي برئيس الوزراء وفق حسابات ومكاسب بل مغانم تحسبها هذه الأحزاب قبل الحسابات الوطنية... ومايثير الاستغراب أن أداء الحكومات هو في انحدار منذ 2003 إلى الآن فانتج عمل هذه الحكومات خزينة خاوية ومشاريع وهمية  وبنى تحتية مخربة ورواتب فضائية وزراعة معطلة وصناعة مهمشه واقتصاد في انحدار مستمر حتى بات الأمر ينذر بالخطر ووقوع الكارثة الا وهو انهيار العراق كدولة ومازاد من تعقيد المشهد هو تصدى عادل عبد المهدي للمسؤولية والذي عرف بانكفائه في مواجهة الأزمات بل التخلي عن مسؤولياته التي تحتم عليه حماية العراق من أي مخاطر وحفظ سيادته والدفاع عن شعبه حتى وصل به الأمر إلى الانزواء بل الاختفاء عندما سارت المظاهرات الوطنية الرافضة لادائه مطلع شهر تشرين أكتوبر الماضي وما كان منه إلا إعطائه الأوامر بقتل المتظاهرين كما أكد رئيس الحكومة السابق اياد علاوي والأدهى من ذلك أنه فرط بسيادة العراق لما سمح لدول الجوار والقوى الكبرى بتصفية حساباتها على أرض العراق وابعد من ذلك تم مصادرة القرار السيادي للعراق حتى صار من يقوم بإدارة بعض المواقع الحساسة ومنها موقع رئيس الوزراء يأتي بقرار خارجي  أمريكي أو إيراني وكأن الأمر لايعني العراق والعراقيين وأصبحنا مسلوبي الإرادة ولينتكس العراق ليعيش العراقيون اسوء أيامهم بمعية عبد المهدي الذي بدء ثرواتهم وفرط بسيادة بلدهم وقتل أبنائهم وليكتب التاريخ ان هذا الشخص اي عبد المهدي هو اسوء رئيس وزراء في تاريخ العراق بل أكثرهم فشلا واتعسهم حضورا وأصبحت الضرورة ملحة ليساق إلى المحكمة.

المشـاهدات 753   تاريخ الإضافـة 23/05/2020   رقم المحتوى 6802
أضف تقييـم