الجمعة 2024/4/19 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 27.95 مئويـة
في الصميم العيد وكورونا وأصحابها!
في الصميم العيد وكورونا وأصحابها!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي الزبيدي
النـص :

الأعياد والمناسبات محطات  للألفة والمحبة والسلام المجتمعي والإنساني وعيدنا في العراق كان حزينا كئيبا بلا فرح وسعادة ولا تزاور بين الأهل والأحبة وحتى أطفالنا كانوا غير سعداء في الحظر العام أو زيادة عليه في العزل المناطقي الذي فرضته خلية الأزمة على ست مناطق في بغداد الا ان المفارقة الملفتة ان عدد الاصابات اليومية كما أعلنته الخلية ازداد  طرديا مع  تطبيق العزل لأكثر من ثلاثة أرباع سكان العاصمة مما حدى بالناس إلى التسائل عن هذه الحالة بنوع  لا يخلو من التشكيك بالقول (القضية بيهة إنة) وسواء كانت هذه الإنة صحيحة أو افتراضية فإنها لا تغير من الوضع القائم شيئا ما دامت الاصابات في تصاعد يومي وخاصة في العاصمة بغداد واذا كانت جائحة كورونا قد ألقت بظلالها على العالم بجهاته الاربعة  فإن ظلالها في العراق كانت ثقيلة نتيجة لما يمر به من فساد مالي واداري وتفشي المحسوبية في كل الامور العامة وغياب الرقابة الشعبية الحقيقية وإضعاف دور الصحافة كسلطة رابعة من خلال غياب الاهتمام الجدي بما تطرحه من مشاكل وحاجات الناس من قبل السلطات المعنية  مضافا الى ذلك وجود الكثير من اشباه كورونا البشرية التي باتت تفتك في المجتمع بوسائل عدة وطرق مبتكرة من الابتزاز المالي والسلاح المنفلت في عموم محافظات العراق فقد سقطت هيبة الدولة ولم تعد هناك الا هياكل لتلك الدولة تلعب في سلطاتها مافيات متنفذه لجهات معلومة ومدعومة تقرر متى تشاء وفي اي مكان تختاره هي دون رقيب أو رادع ونظرة سريعة لسجل الأحداث اليومية يؤشر بشكل واضح ذلك الانفلات  للسلاح وخاصة لمدن الجنوب والنزاعات العشائرية التي تستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة المتطورة والتي قد لا تمتلك مثلها القوات المسلحة والشركة الاتحادية.

ان من يريد أن يحارب الفساد وحيتانه  لابد له ان يحارب أسبابه ورموزه الذين ما زالوا يطلون برؤوسهم في كل وقت ومكان ويعلنوا عن وجودهم بقوة تأثير واضحة في المشهد اليومي العراقي فمحاربة الفساد أصبحت معزوفة فجة  مل سمعها المواطنون لكثرة ترديدها دون عمل فعلي حازم وجاد لأقتلاع الفاسدين  وإعادة اموال العراق المنهوبة فعملية البناء لابد ان تبدأ بشكل صحيح ومن الاساس وليس بالترقيع والتزويق وكذلك ليس بالخطب الرنانة انها تحتاج لفعل حازم من اناس حازمين يعيدون للمواطن جوانب من بريقة الإنساني والاجتماعي ليعيش كبقية خلق الله في بلد يطفو على بحيرة من النفط لكنه يعاني مرارة  الفقر والعوز نتيجة لفساد الفاسدين الذين يتدرعون اليوم وراء جائحة كورونا وهم أشد فتكا منها.

 

فهل من مجيب؟

المشـاهدات 906   تاريخ الإضافـة 28/05/2020   رقم المحتوى 6867
أضف تقييـم