إذا كان المسؤول رأس الهرم , كاذبآ في قوله , خادعآ في تصريحاته , غاشآ في مواعيده , مزيفآ للحقائق وموجوداته ; فماذا تنتظر من الشعب المستضعف المظلوم غير الإنتفاضة من أجل لقمة عيشه , والتظاهر من أجل كرامته , والثورة من أجل وجوده الكريم وإسترجاع حقوقه المسلوبة التي إنتهكها ونهبها الحكام الطغاة الفاسدون المجرمون .والمسؤول المتربع على الكرسي جلسة ترف وإسترخاء , وتورم وإنتفاش , وأهزولة وإنتفاخ , وفخفخة وكبرياء , وهو لا يعلم أي طرفيه أطول , فإنه المسؤول السفيه الذي يحتاج الى ولاية ورعاية , وحنو وسقاية .وهو كالأهبل المذهوب العقل , الفاقد الإرادة , الجاهل معرفة , الزعطوط مسؤولية .والسفيه في مفهوم القرآن الكريم الحكيم هو القاصر عقلآ , المحتاج الى الولي الذي يرعى شؤونه . وعليه فهو فاقد الشرعية في التسلط وتدبير الأمور والحاكمية . لأن فاقد الشيء لا يعطيه , ولا يقدمه , ولا ينزله الى ساحة العمل والواقع .والمسؤول الذي يصرح ويعد الشعب , وهو لا يعرف ولا يدري بموجوداته والسيولة النقدية التي تفي بالغرض في توزيع رواتب المتقاعدين المستضعفين المظلومين الآنين من الفقر والجوع والحرمان ..... , فالأجدر به ~ إن كان مسؤولآ مؤمنآ واعيآ كريمآ حقآ ~ أن يغادر المسؤولية , ويجلس في بيته يتجاذب الحديث , ويتبادل الحكاوي المسلية , ويمارس الدعابة واللعابة مع أفراد أسرته , خيرآ وكرامة وحشمة له , من أن يتندر به وفيه وعليه المسؤول الحاكم الظالم المتسلط , الذي إتخذ منه ألعوبة هزل , وسخرية مهزلة , لتبرير وجوده الحاكم الظالم المستبد الذي يتلاعب بالشعب العراقي ثروات وكرامة , ومصائرآ ومقدرات , كما يحلو له أن يلعب وهو الهزال , ويسخر وهو العابث , ويظلم وهو المجرم , وينتقم وهو الجبان الذليل المخذول دنيآ وآخرة .فهنيئآ لمسؤول مؤمن جاد واع كريم عرف قدر نفسه , وحجم جرمه في واقع المسؤولية , ووعى وجوده الكريم الحسن التقويم في التعامل مع شعبه وناسه وأخوته وآباءه المستضعفين , وصان كرامته وعرضه وشرفه ووجوده الإنساني بين الناس .في العراق العظيم , أصبح المسؤول الحاكم الظالم هو من يثير الشغب , ويشعل الفتن , ويقدح شرارة الشر والفوضى , وهو المصدر الأول والأساس الذي يدعو الى الإرهاب والسلب والنهب والقتل والحرمان , لأنه يعلم أن وجوده العابث اللاغي المجرم لا يقوم إلا على أساس التخريب والتدمير , وإشغال الشعب بلقمة العيش ومعاناتهم اليومية الضرورية , حتى لا يفكروا بقض مضجعه الوبيء القذر بثورة عارمة كاسحة ناسفة , لتقلع وجوده العفن المتهريء البائس المجرم من الجذور العميقة وأساس النماء .ولما كان المسؤول المتشيطن المتأبلس الرذيل هو الباديء , فعليه ستدور الدوائر , وتدلهم الخطوب , وتؤلمه الموجعات , وتشتد آلامه بما كسبت يداه الملوثتين المجرمتين العميلتين .

وكما يقول المثل الدارج المشهور :

الباديء أظلم وأحقر وأجبن وأتفه وأسفه .

وعلى الباغي تدور الدوائر .