منذ يومين تتناقل القنوات الفضائية الامريكية والعالمية والعربية المظاهرات التي تجوب شوارع المدن الامريكية وما رافقها من عمليات سلب وحرق للمتاجر والمحلات واعتداء على الشرطة وحرق عجلاتهم كردة فعل على جريمة قتل مواطن امريكي من ذوي البشرة السمراء على يد شرطي امريكي ..لينتفض الشعب الامريكي بأنتفاضة شبيهة الى حد ما بأنتفاضة الربيع العربي في تونس عندما قتلت الشرطة التونسية المواطن محمد بو عزيزي في بداية شرارة الربيع العربي عام 2011 والتي وصلت شرارتها الى اغلب الدول العربية ..ما يلاحظ في هذه المظاهرات الامريكية ..هو ان الشعوب مهما اختلفت انواعها والوانها ومهما كانت تدعي انظمتها الديمقراطية والانسانية فأنها تبقى شعوب متمردة وان الحكومات عندما تشعر انها امام خطورة بعينها تكشر عن انيابها وتتهم شعوبها بأقذر الاوصاف ..واكثر من اثار قريحتي بالضحك ان قنواتنا العربية والعراقية خصوصاً التي كانت تصف شعوبها المتظاهرة بالمرتزقة والمؤتمرة والجوكرية والتابعين للسفارات .. ووقفت بالضد لا بل كانت تصف من يقتل من المتظاهرين بالمخربين ..لتعود نفس هذه القنوات لتصف المتظاهرين في امريكا بالمضطهدين والمطالبين بالحقوق ..رغم سقوط قناع الانسانية الذي ترتديه اميركا وتتخذه ذريعة لشن حروبها الشعواء على كل من يخالفها او لا يؤمن بسياستها ..لكن ما قام به المتظاهرين في اميركا لم يقوم به شباب العراق في انتفاضة وثورة اكتوبر لم ينهبوا المصارف ولم يكسروا المتاجر ولم يحرقوا المؤسسات الحكومية ومع ذلك اعطوا ما يزيد على ٦٠٠ شهيد واكثر من عشرين الف جريح ..لليوم ورغم كل ما فعلوه المتظاهرين في اميركا لكننا لم نسمع بالطرف الثالث او قناصيه في قتل متظاهر امريكي واحد ومع ذلك حصلت بعض الخروقات وكان المتظاهرين اكثر عدوانية على اجهزة الامن لكن التزمت اميركا ولم تصوب قناصيها وقنابلها الدخانية الى رؤوس المتظاهرين ولم تصفهم الcnn بالجوكرية وابناء السفارات فلا تلبسوا قناع الانسانية والديمقراطية ايها الشياطين لتدافعوا عن المتظاهرين في اميركا وانتم بالامس تفننتم في قتل شباب اعزل كان سلاحه كمامة وقنينة ماء وببسي لم يطالب  الا بكف ووقف فسادكم وسرقاتكم التي ازكمت الانوف.