الجمعة 2024/3/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 20.95 مئويـة
اجعلوا الوطن كمامة !!
اجعلوا الوطن كمامة !!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب حسين الذكر
النـص :

مهمة ادارة الدولة ليس كمهمة إدارة البيت او المدرسة او فريق كرة القدم ولا حتى عشيرة مهما كبرت او قرية بما عمرت .. فالدولة مؤسساتها اكبر بتماس دولي تدار وفقا لنظرية فن الممكن واجادة التواصل والانفتاح على مصادر القوة العالمية في الداخل والخارج فلا يمكن لدولة لها موقع استراتيجي وبها خيرات يسيل لها اللعاب ان تترك بشانها وتدار من قبل اهليها حسب اهوائهم ، فذاك شيئا من الخيال او طوباوية غير ممكنة في ظل التطور والتواصلي والاستكشاف الذي عبر فيه المستكشفون الأرض واتجهوا للكواكب الأخرى لن يتركوا بقعة  صغيرة او كبيرة الا ودرسوها ووظفوها لمصالحهم  ..من هنا تتضح أهمية إدارة الدولة وضرورة ان لا تحصر بعقلية واحدة مهما كان شكل نظام الحكم فانه يحتاج الى المشورة بآلاف المتخصصين ممن يمتلكون عقلية وخبرة انارة الطريق ورسم خرائط المستقبل كما يحدث في البلدان المتحضرة .. لذا فان الحكومات المتطورة تتجاوز الأخطاء وتبلغ الأهداف باقصر السبل واقل الخسائر .. فقوانينهم عصية التغيير الا بعد سنوات طويلة ولحاجة ملحة .. على عكس ما عشناه في عراق الماضي والحاضر من تغيير القوانين والإجراءات والتعليمات وتعديلها لاسباب تتعلق بكيفية ومزاجية إصدارها التي تخلوا من الاستشارة الحقيقية ... وان توفرت بتخصص ضيق لا ينظر لبقية الملفات والتاثيرات المتبادلة مع بقية شؤون وملفات حياتية أخرى ..لقد سارعت الحكومة العراقية كبقية الدول في محاربة كورونا متخذة جملة من القرارات والإجراءات الطبية والإنسانية وكذا القسرية من قبيل منع التجمعات والعبادات والملاعب والندوات والتجمعات السياحية وكذا العزائم والاعراس والافراح والاتراح ... ثم لجات الى الحظر التام الذي يصعب تطبيقه في ظل بيئة ظلت طوال تاريخها تعارض أنظمة الحكم الفاسدة وما تسببه من ظلامات وضحايا لم يعد بموجبها المواطن يتقبل قرارات الدولة بسهولة سيما الحظرية منها .. فبرغم العساكر والقوى الأمنية المنتشرة بالشوارع والأموال الطائلة التي تستفيد منها جهات بعينها تحت عنوان المرض فشلت الاجراءات حتى الان بكبح المرض بل ان الأرقام تتصاعد والازمة النفسية تتفاعل والاشكالات الاجتماعية تنتشر مما ينذر بخطر مجتمعي اشد فتكا وامضى مستقبلا على أجيال العراقيين من خطر كورونا نفسه الذي بدى ينحسر عالميا عبر خطوات دولية تدل على ذلك..المشكلة في عقلية بعض الساسة والموظفين الكبار ممن ينظرون بعين أحادية ومن زاوية واحدة متناسين تداخلها ارثا وحاضرا اجتماعيا . فالاجراءات في الصين وايران وإيطاليا .... ليس نفسها في العراق فلكل دولة خصوصية وظروف تحكم واليات تتحكم .. وقد شاهدنا فهم وتطبيق عشوائي للحظر بين منطقة ومنطقة ... فرد وفرد كل حسب ذوق ومصلحة المكلف بالمراقبة .. أسباب ذلك عديدة لا تحصر بالموظف والحكومة.. لأنها نتاج حقب تاريخية مترسخة ووجوه متعددة حقا كانت ام باطلا .. على الحكومة ان لا تنظر للحظر كاجراء امني .. فثمة فارق كبير بين الإجراءات الصحية والقضايا الأمنية .. وان تبادر لرفع الحظر بشكل فوري يعيد الامل للمواطنين كي لا تتوقف عجلت الحياة اكثر مما ينبغي بشكل ياجج الشارع والفقراء .. وان لا تترك شؤون المواطنين بيد من يستغلهم في السيطرات والمراقبة .. كمسائل متوقعة في بلد تعبث به المحاصصة والحزبية والكتلوية .. وان يعاد النظر بالإجراءات الصحية وتحويل الوطن الى كمامة يرتديها الجميع مع تطبيق صارم للتباعد الاجتماعي..  فقليل من العقل والوعي يجعل كل الحلول ممكنة فضلا على طريق احياء الشعوب وانهاء الازمات  ..

المشـاهدات 661   تاريخ الإضافـة 05/06/2020   رقم المحتوى 7000
أضف تقييـم