الجمعة 2024/4/19 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 32.95 مئويـة
أخطاء واضحة
أخطاء واضحة
الرجع القريب
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

بربكم .. من منكم لم يتبرأ من غباء أو سذاجة أو فداحة البعض من مواقفه عندما يقدمها على هيئة حدوثة في مجمع ودي ما ... هواؤه سريع الإشتمات - من الشماتة وعلى وزن إشتعال - .. وذلك بأن يقول ..

" زماااااان ... عندما كنت صغيراً " ...!

حتى وإن كانت تلك الزمااااان .. لا تختلف كثيراً عن الآن، ولا شيء فيها جدير بأن يدعى اختلاف ..

أنا .. " أي نفسي الأمارة بالسوء " تتبنى الطرق الخاطئة دوما وتهوى اتباع هواها من الداخل قبل أن تصل " فلتر الضمير " ، والفرق هو أنني لا أحتاج أن أكون كبيراً كي أكتشف بأنني أخطأت عندما كنت صغيراً ... فــبعض الأخطاء " أقدمت " عليها "غدا " عندما كنت حقيراً - أعتذر للزمن على هذا التوظيف - وأنا أدرك تمام الإدارك بأنها خاطئة قبل أن تحصل حتى ..

لذا فأنني استبدلت .. " صغيراً " .. بـ " حقيراً " .. ولا فرق يذكر بينهما لو لاحظتم، وسبب ذلك هو حاجتي الملحة لإخراج هذا العذر من تصريفه الزمني " الماضي " وذلك بإضافة الحاضر والمستقبل أيضاً إلى صلب هذا المبرر المقنع فصفة حقير غير مرتبطة بالزمن وهو لفظ صالح لكل زمان وللاستخدام دائم وأبداً ..

ثم قلت في نفسي .. سيقولون أنها حقاً حقارة أن يجاهر أحدهم بحقارته، ولذا وجب التوضيح، كلنا مخلوقون من " نطفة من ماء حقير " أي أن أصل الإنسان الحقارة كما أصله الصغر وقد يكون الزمن كفيلا بأن يغير هاتين .. وربما يرمز للحقارة باللا عقل في قواميس أكثر تهذيب .. فعادة ما تصدر الحقارة بسبب دوافع غريزية بحتة تتجاوز الضمير وأي رادع آخر كأن يقضي طفل حاجته عليك بكل برود ..

في كتاب عالم صوفي الذي استعرته من مكتبة العين الثالثة يقول الفيلسوف جوستاين غاردر :

إن الحيوانات تلد حيوانات .. أما الإنسان فلا تلده إنسانا بل تربيه ليصبح كذلك.

وقد لاحظت بأنه بنى الشيء الذي سيصبح إنسانا في نهاية المطاف إلى المجهول فهو ليس إنساناً ولا حيواناً، وأنا ولأنني أعتقد بأن في داخلي فيلسوف ما .. أعتقد بأن ذلك الشيء .. ليس سوى " حقير صغير " .

المشـاهدات 1225   تاريخ الإضافـة 11/06/2020   رقم المحتوى 7235
أضف تقييـم