الخميس 2024/4/25 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 26.95 مئويـة
هل من أمل في تغيير أو إصلاح
هل من أمل في تغيير أو إصلاح
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب حسن المياح
النـص :

الذي يريد ويدعو وينشد الإصلاح في واقع ميادين الحياة كافة , عليه أن يتبع منهج الإصلاح وبرنامجه الحركي في العمل الإصلاحي , لا أن يتبع الشخص المسؤول الذي يتصدى للمسؤولية ويزعم أنه يتحمل أمانتها , لأن الشخص خاضع للمتغيرات التي تؤثر على فكره وواقع سلوكه بما له من غريزة حب الذات التي تحكمه وتسيطر على سلوكه ومجريات عمله .فالمنهج هو طوق النجاة , وهو الذي تلمس منه العصمة في التخطيط , والدقة في التطبيق , وإلا كيف يكون المنهج قاعدة أمينة وركيزة سليمة , وهو لا يعصم ذاته ووجوده من الخطأ والإنحراف ... ? ? , والذي يفقد الشيء لا يعطيه ولا يقدمه , ولا منه يرتجى مهما إدعى ونطق وزعم , لأن دعوته وكلامه , وإدعاءه وزعمه هواء لا يستند على وافر خزين يمده عطاءآ ووقودآ يديم وجوده وحركيته في عالم الواقع ومسيرة الحياة .وإذا سألتني عن هذا المنهج , وأين يوجد , وكيف يمكن الوصول اليه والتعرف عليه , وهل يمكن تطبيقه وتدشينه في حياة الإنسان , ومن خلاله يبسط العدل , وتشرع المسيرة بسلام وأمان في خط الإستقامة من دون إنحراف أو تغيير أو تبديل في أساسيات محتواه وتكوينه , وفي مبادئه وأسسه ???والجواب جاهز وحاضر ومعروف ومشهور ومقتنع به وهو , أن الذي خلق الإنسان وأوجده ومنحه الحياة في عالم الخلق والوجود , هو الذي يقدم له التخطيط الشامل الكامل للمنهج الذي يحييه , وينظم حياته , ويربيه , ويرشده , ويدليه , ويوصله الى شاطيء الأمن والسلام والعيش الرغيد , ويمتعه بالسعادة الدنيوية التي هي التمهيد الى سعادة خالدة في عالم الآخرة . والله سبحانه وتعالى هو من خلق الإنسان في أحسن تركيب وتقويم , ويعز عليه أن يرديه الى أسفل سافلين , إلا إذا أراد الإنسان نفسه وقرر وصمم أن يهبط ويسفل وينحدر ويسقط ويكون في الدرك الأسفل في عالم الوجود , فيمكنه ذلك لأن الإنسان قد خلق حرآ مختارآ , وعلى أساس إختياره والحرية التي يتمتع بها , يتحمل المسؤولية التي تستبطن الجزاء ثوابآ أو عقابآ .ومنهج الله في خلقه , هو مضامين القرآن وما يحتويه هذا القرآن من عقيدة ومفاهيم وأحكام وتشريعات , وما يشتمل عليه من أوامر ومناه مرشدة للإنسان في مسيرته , والقرآن هذا هو الذي يرسم للإنسان شوط عمله وسلوكه ومباديء الخلق التي عليها يستقيم .ولذلك يتحقق الإعتقاد والإيمان من خلال التمسك بالمنهج الإلهي الذي يقوم الوجود والفكر والسلوك , وأن يكون الخضوع له خضوعآ واعيآ مريدآ مضحيآ قاصدآ , لا مشركآ أو لاغيآ أو متحببآ أو متعاطفآ أو  أو  أو ...... وما الى ذلك من إختيارات وإضمامات ليست من ضمن أساسيات وركائز وموجودات المنهج .وأما الحال الذي درجنا عليه في حياتنا , ومن خلال التجارب المعاشة في عالم التنافس السياسي المتصدي للحاكمية , نلاحظ أن الإنتماء هو للشخص السياسي المتصدي القائد , لا للمنهج الإلهي المستقيم المقوم الرشيد الراشد . وأن الولاء الى منفعة الذات ومصلحة الحزب والتجمع , لا لمباديء وأساسيات ذلك المنهج ومبادئه وأسسه .لذلك تحدث النكسات والأزمات , وتكثر الأخطاء والزلات , وتستفحل الإنحرافات والإلتواءات , وتزداد الموبقات والسيئات ; عكس ما هو مأمول ومرتجى في أن يكون التغيير والإصلاح نحو الأفضل والأصلح والأجمل والأمثل .وهذا هو منبع وأساس حالة الصنمية التي تؤله الشخص المسؤول المتصدي لقيادة الدولة أو الحزب لا إعتقادآ بها وإذعان , ولا إيمانآ بوجودها ويقين ; وإنما هي وسيلة لتحقيق منافع الذات المجرمة المنحرفة , وتلبية رغبات النفس الأمارة بالسوء . ولذلك لا ترى بصيص نور للإصلاح , ولا تتحسس صوت تغيير نحو الأصلح والأمثل , ما دامت غريزة حب الذات غير المهذبة هي الحاكمة والمسيطرة على عقل المسؤول وتفكيره , وإرادته وسلوكه .فالسياسيون الحاكمون في عراقنا المؤمن الطيب الجريح يتصرفون حاكمية طبقآ لأهوائهم الذاتية وإن كانوا يدعون الإنتماء لمنهج الله الصالح القويم , ويزعمون الولاء لتطبيق أحكامه وتشريعاته , فهم منافقون كذابون دجالون خادعون غاشون , وأنهم يعملون لبناء ذواتهم الهزيلة المريضة المنحرفة , مدعين الكفاح للإصلاح من أجل الشعب العراقي المستضعف وهم الخبثاء الماكرون , والنضال للتغيير نحو الأصلح والأفضل والأمثل من أجل إسعاد الناس وهم الدجالون المزيفون , الذين يجرون النار لإنضاج قرص عيشهم , وإستواء وإدامة وجودهم الحاكم الظالم الفاسد المجرم الناهب القاتل السالب .لذلك هم لا أمناء ولا يؤتمنون , ولا هم قادة تغيير ولا زعماء إصلاح كما يتمشدقون ; وإنما هم ثلة عمالة مقادون , لتحقيق وإشباع رغبات غريزة حب الذات , ولتنفيذ أجندات الأسياد تراهم يتزاحمون ويتنافسون ويتقاتلون . فلا تغيير منهم يتوقع , ولا إصلاح منهم يحدث , بل لا يفكرون في إصلاح لأنه يتعارض مع وجودهم الحاكم الطامع المجرم الفاسد الناهب .الفرعون الطاغية لا يؤمن بمنهج الله سبحانه ولا يؤتمن , ولا السامري يستقيم عقيدة , فكيف على تطبيق منهج الله به يطمئن  ???فالإنتماء للشخص المسؤول الحاكم تأليهآ صنمآ , والولاء الى زعيم الحزب عبادة وثنآ , هي الصنمية الجاهلية المشركة , وهي الوثنية المجرمة الكافرة المتسلطة والحاكمة على الشعب العراقي المستضعف الذي لا بد له من الخلاص منها بإتباع منهج الله والإلتزام بأحكام القرآن وتشريعاته .وإلا فلا تغيير يحدث أو ينتظر , ولا إصلاح يكون أو يرتجى .

المشـاهدات 610   تاريخ الإضافـة 01/07/2020   رقم المحتوى 7762
أضف تقييـم