النـص : للذي يعرف عن " تشي جيفارا " - رمز الثورة في العالم - على إنه طبيب و ثائر يساري رسم له كُتّاب سيرته معادلة سير حياته على منوال كونه أرجنتني المولد / كوبي التصدي و النضال / و بوليفي المقتل " ربما لا يعرف الكثير من معجبي و عشاق هذه الشخصية التي رّقت و أدمعت عيون " ماما إمريكا " حتى مقتله أو إعدامه في التاسع من تشرين أول / 1967 في أحدى غابات بوليفيا، إنه و بعد نجاح الثورة الكوبيّة بقيادة " فيدل كاسترو" /1959 كان قد أستلم فيها عددا من المناصب الرسمية ، منها سفيرا منتدباً للهيئات الدولية الكبرى، و رئيسا للبنك المركزي الكوبي ، و بعدها مسؤولا عن التخطيط ، ثم وزيراً للصناعة ، كان خلال ذلك و حتى تركه " كوبا " في العام/ 1965 قاصداً دول أخرى ، مُعبّد السير لها لإكمال مسيرة نضاله الأسطوري الرامي دعم حركات التحرّر أين ما يقتضي الحال و تلح الحاجة لخبرته بهذا المجال ، كثيراُ ما يعلن و يشير و يشدّد عن رفضه و جرأة مقاومته لما يسمّى ب" فساد الصمت " و يُعدّ الاول في العالم من أطلق هذه التسمية ، فيما كان لا يتردّد بالإشهار عن جِسام مخاطر البناء البيروقراطي في الدولة الثورية ، و هو يُدلي بالقول ؛ " إن الثورة تتجمّد ، وإن الثوّار ينتابهم الصقيع حين يجلسون على كراسي السلطة ، و أنا لا أستطيع أن أعيش ودماء الثوّرة مجمدة في داخلي " ، و جهد " جيفارا " - حين كان محافظا أو رئيسا للبنك " بجعل العملة الكوبية في موقع يُحسد عليه من حيث الشهرة ، وحدث أن سأل موظفيه من المختصين بذلك البنك " أين تُودع إحتياطات كوبا الرسميّة من الذهب والدولار؟" ، جاء الجواب في" فورت فوكس" في الولايات المتحدة ،عندها قرر جيفارا تصفيتها وتحويلها إلى عملات أخرى دولية خارج الولايات المتحدة ، فتحوّل الطبيب إلى إقتصادي مصرفي ثوري بإمتياز قبل أن تركه لمكتبه البيروقراطي هذا إلى جنب مناصب أخرى أملاً بهدف أسمى ، و من مآثره أن ترك رسالة لأطفاله الخمسة يقول في أحدى مقاطعه : " وفوق كل شيْ ... كونوا قادرين - دوما - على الإحساس بالظلم ، الذي يتعرض له أي إنسان، مهما كان حجم هذا الظلم، و أيّاً كانت مكانة هذا الإنسان، فهذا هو أجمل ما يتصف به الثوري ... وداعا ... إلى الأبد يا أولادي "
|