عليوي يَحلَمُ:

في عَصرِ الألفيةِ العاشرةِ لميلادِ الحُلمِ السومريِّ

مازالتِ العَرباتُ في شوارعِ سومرَ وأزقَّتِها تَسيرُ بالطاقةِ الحَيوانيَّةِ

نُريدُ لعرباتِنِا التي تقودُها البِغالُ

أنْ تَعمَلَ بالطاقةِ المستقبليةِ

"هَهَوْ يَزَمّو

انْهِجَمْ بيتْ الباميا شْكَدْ تُنفَخْ"!

واصلِ الحُلمَ يا عليوي

في طريقِكَ الكثيرُ من العَقباتِ

وَعليكَ انْ تَقفِزَ فوقَ حواجِزِها المُعَقَّدَةِ

الواحِدةَ تِلوَ الأُخرى

باتِجاهِ ذَروَةِ الحُلمِ

اقفزْ، يا عليوي، اقفزْ

شَمِّرْ عن زَنديكَ واطلقْ مُخَيَلَتَكَ للريحِ

استَبدلْ مَكَبّاِت النفاياتِ بالحَدائقِ

املأ الشوارعَ الكئيبةَ بأضواءِ النيونِ والأَمَلِ

والفراتَ بالماءِ الفُراتيِّ الدَفّاقِ

اجعلْ بناتِك فَخوراتٍ بأنفُسِهنَّ

وَأولادَكَ شديديّ الاعتزازِ بِما يفعلون!

العَجَلَ العَجَلَ يا عليوي

ليسَ هناكَ ما تُضيعُهُ من الوقتِ

لا تَدعْ البغالَ تَقودُ عرباتِك السومَريَّةَ

اقفزْ الى المُستَقبَلِ

اقفزْ

يا عليوي

كي لا تَتَسمَّرَ قدماكَ بلزوجةِ الوَهمِ الرَهيبِ!

السَيّدُ الرَئيسُ في الفهود

بَعدَ سَنواتٍ مَريرَةٍ قَضاها بِصُحبَةِ مَوتٍ فَجائعيٍّ

قامَ السَيِّدُ الرَئيسُ بجولَةٍ تَفَقديَّةٍ في الفهودِ

كانتْ وجوهُ الناسِ مُكفَهرّةً يَعلوها غُبارُ تَعَبٍ لا تَفسيرَ لَهُ

الشَوارِعُ تَغُصُّ بِمارَّةٍ يَتدفقونَ من أجلِ هُمومٍ لا أهمية لها

نَهرُ المدينةِ الوحيدُ يَتدفَّقُ بالجَفافِ وَالقمامَةِ وَالأوبئَةِ

الحَياةُ هُناكَ ثقيلةٌ وَجُزافيَّةٌ وَغيرُ مُجديَةٍ

الغُبارُ لا يَسمَحُ بأناقَةِ الرجالِ وَتَجَمُّلِ النساءِ

الروتينُ سَيِّدُ المَوقفِ وَالإدارةُ خارجَ حُدودِ المَألوفِ

حِينَها عَلتْ وَجهُ السَيِّدِ الرَئيسِ ابتسامَةٌ ماكرَةٌ

فَقدْ اطمَأنَّ الى انَّ كُلَّ شَيءٍ على ما يُرامُ

في مَدينةِ الفُهودِ الباسِلَةِ!

بـَـدَلُ ضائــعٍ

في خِضَمِّ الاجراءاتِ التَعَسُفيّةِ

لتَجديدِ هويَةِ الأحوالِ المدنيةِ

بَرعَمَتْ في مُخيَلَتِهِ فكرَةٌ جُنونيَّةٌ

ماذا لَو....

كانَ يُغالبُ شِدَةَ الحَرَجِ من التَقَدُّمِ بالفِكرَةِ

ماذا لو...

تَقَدَمَ الى مَأمورِ النفوسِ

بِطَلَبٍ لاستخراجِ هويَةِ أحوالٍ مَدنيةٍ بَدَل ضائِعٍ

لوَطَنِهِ

الذي لَمْ تَعُدْ من مَلامِحِ وَجهِهِ

سِوى نُدوبٍ غائِرَةٍ

وآثارِ تَعذيبٍ

وَاضطهادٍ

وَسوءِ مُعامَلَةٍ

وَطَنُهُ الذي لا يكادُ يُميزُهُ الناظرُ اليهِ

أحوجُ ما يكونُ الى استخراجِ هويةِ أحوالٍ مدنيّةٍ

بَدَلَ ضائِعٍ!