الجمعة 2024/3/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 18.95 مئويـة
 نقار الخشب إنحدار السياسة ...وحقوق الإنسان (1-2)
 نقار الخشب إنحدار السياسة ...وحقوق الإنسان (1-2)
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب حسن عبدالحميد
النـص :

في  مقطع  عميق المعنى و الدلالة ،  حاد  المشاعر و اللهجة  يستنطق   الشاعر  العراقي  الراحل " بلند الحيدري " بنود  جوهر   قصيدته  المطوّلة " حوار عبر  الأبعاد الثلاثة  " المنشورة  في  العام /1972  ما نصه ؛ "  القاعة   ذات  القاعة  / بكراسيها / و بصوت مُناديها /  بعيون  كلاب  الصيد  المغروزة في  لحم  أضاحيها /  نفس  الياقات  البيضاء  /  و نفس الأحذية  اللمّاعة / و الزمن  المتخّثر  في  الساعة / ما زال كما ... / صّه ... لا تحكِ / و اللوحة ما  زالت  ذات  اللوحة  منذ  العهد  التركي / العدل أساس المُلك / ماذا ...؟ / العدل  أساس  المُلكِ / صّه ... لا تحكِ / كذب ... كذب ... كذب ... كذب / المُلك  أساس  العدلِ / أن  تملك سكيناً  تملك  حقك  في  قتلي " ، لتؤكد  بوعي  مسبّق و جلاء  سطوة  و  قوة " القوة "  المتمثلة  بالسلطة  و التي هي -  شئنا أم  أبينا -  وجه  العملة  الثاني  للسياسة و هي   تتقلّد  زمام  الحكم  و السيطرة  على  مقدّرات   الشعوب و تقرير مصائرهم  على نحو ما  تريد  و ترغب ، كنا  قد  لمسنا  و من خلال  دراستنا و  فحصِنا  للكثير من التجارب في  المنطقة  العربية و بعض  مجاوراتها  من دول و أنظمة كيف  تحوّلت  فيها  رؤى و  تصوّرات و تطبيقات  السياسة وفق  مفاهيمها  الإيديولوجية  و مبادئها  حال  إستلامها  للسلطة ، سواء  أكان  عن  طريق  الثورات أم  الإنقلابات ، أو عن  طريق  الإنتخابات  عبر ما آليات و تطلعات  التبادل  السلمي  للسلطة " ، أو أية طُرقٍ  أخرى ، ففي  سياق  بحوث عدّة   أنضوت   تحت مظلة  ما أسماه  الباحث و المفكر  د.عبد الحسين شعبان  " بصمة  حقوق الإنسان " يشير  - بوضوح -  الى ضرورات محاولة  التفريق  ما بين من  يدّعي  بوجوب ما يضمن و يديم  حقوق  الإنسان  في  المجتمعات و كيف يجب  ترسيخ  " إستراتجيات "  تطبيقها  و العمل بموجبها  على أرض الواقع ، بذلك  يعني أهمية  فرز  ما أطلق عليهم  "  الناشطون  الحقيقيون "  عن  غيرهم  من  " المزيفون "  خاصة بعد  عمليات  كل  ما حصل  من إختلاط  أوراق  و تداخلات  أضحت بمثابة  إنقلابات  و حالات  عقوق و تجاوزات جائرة  في  طبيعة  المواقف و التصرّفات  و حقيقة  ما  كان  قد  يضمر  الكثير من   السياسيين  في  دواخلهم ، فيما أنكشفت  الأمور و السلوكيات و الممارسات  فاضحة  ما يعكس حقيقة ما  كان  يعتمل في  نفوسهم و تلافيف أدمغتهم و بنية أفكارهم ، أتضحت  وبانت   حيال  سنحت  لهم  الظروف و الأحوال  أن  يكونوا في  مواجهة  واقعية مع  جمهور أحزابهم ، بل قطعات الشعب عموماً ، الذي ما نادت أو  طالبت  بحقوقهم الشرعيّة  و الدستوريّة  فلن يكون حالهم و مصيرهم أفضل ممّا كانوا في زمن  الديكتاتوريات  السابقة  و اللاحقة ربما ، يلخص  د. شعبان  مختصراً عبر  معابر  تلك  المقالات  و البحوث  آراء  قوله  بالحرف الواحد ؛  " إن  الجميع  بمن  فيهم  بعض  الحكام  المستبدين و السياسيين المرتكبين و رجال مارسوا القمع ، أصبحوا بين عشيّة  و ضحاها  من أنصار حقوق الإنسان و من المدافعين " الأشدّاء " عنها، و يلهثون  وراء   كل  كبيرة  و صغيرة  لتأكيد  انتمائهم إليها ؟ أليس  في ذلك  مفارقة  مثيرة  للجدل و تحتاج  إلى وقفة  جدّية للمراجعة ، سواء  على  ا؟ ، لمستوى العالمي، فضلاً عن  امتداداتها على  المستوى  الإقليمي ، العربي و الوطني للموضوع  تكملة  في  مقالنا " الخميس " القادم . 

المشـاهدات 724   تاريخ الإضافـة 05/07/2020   رقم المحتوى 7878
أضف تقييـم