الجمعة 2024/4/26 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 21.95 مئويـة
أوهام عبدالرحمن الراشد ومستقبل العلاقات الايرانية الامريكية الاسرائيلية
أوهام عبدالرحمن الراشد ومستقبل العلاقات الايرانية الامريكية الاسرائيلية
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب أ.د.عبدالرزاق الدليمي
النـص :

نشر المدعو عبدالرحمن اللاراشد(رئيس التحرير السابق لصحيفة "الشّرق الأوسط" والمدير العام السابق لقناة "العربيّة) مقال في جريدة الشرق الاوسط اللندنية في الخامس من تموز الجاري وفيه مغالطات وخلط بالاوراق في عملية غبية مقصودة واسمح لنفسي ان استعير مما كتبه العراقي الشريف الذي عاش مثل اغلب العراقيين محنة بلدهم وشعبهم في حره وبرده في زهوه وفي الحصار الظالم الذي فرض عليهم ولم يغادروه ولم يطالبوا بالهبات والعطايا والرواتب من السحت الحرام بل ضحوا ولا يزالوا يضحون في ثورتهم الشعبية الى ان يكتب الله لهم النصرفي بلد آمن يسود فيه العدالة والقانون والمساواة وينعمون من خيرات بلدهم العظيم بأهله وتاريخة وخيراته المنهوبة التي تغطي عين الشمس .وسأقتبس بعض منما كتبه هذا العراقي الشهم ما يلي:(  استبشر العراقيون خيراً عندما بدأ الأشقاء في الخليج العربي والجزيرة العربية يراجعون مواقفهم السابقة أيام دعمهم الغزو والاحتلال الامريكي للعراق ، وخاصة بعدما شعروا بالخطر الايراني الداهم ، وبعد أن استطاعت أذرع ايران أن تصل إلى عمق  أراضيهم ومياههم الإقليمية.  وبعد إنتفاضة تشرين 2019 في العراق بدأت دول مجلس التعاون الخليجي تتخذ خطوات بعضها جادّة وبعضها شكليّة نحو دعم ثورة شباب العراق التي فتحت آفاق التغيير في العراق. وفي وسط أجواء عودة الثقة بين شعب العراق وأشقائه في مجلس التعاون تظهر من وقت لآخر أصوات نشاز لا زالت تحمل جاهلية بوش الإبن ، ولا زالت أسيرة حملة شيطنة العراق ، وآخر صوت من هذه الأصوات النشاز هو مقال الرحمن الراشد رئيس مجلس تحرير قناة العربية المنشور في صحيفة الشرق الأوسط يوم الأحد 4 تموز 2020 ، وعنوانه (تجربتا العقوبات على صدام ونظام طهران) ، وكما يلاحظ القاريء فإن عبد الرحمن الراشد اعتبر العقوبات الشاملة المفروضة على العراق هي (عقوبات على صدام) ثم واصل في الراشد سلسة اكاذيبه التي اعتاد ترديدها تعبيرا عن حقده على شعب العراق وقيادته الشرعية، متخذا غطاء المقارنة بين حالتي العقوبات بين العراق وايران ليصل الى استنتاج يقول ( لو أعيد انتخاب ترمب، فإن إيران ستكون أمام إدارة أكثر خطورة، وعليها حينها أن تختار بين مصير صدام أو التعاون والقبول باتفاق مختلف) ومما جاء في مقال الراشد من أكاذيب عن العراق قوله (العقوبات لم تفلح في تغيير صدام لأن هذه الأنظمة المتسلطة تحكم بقبضة أمنية، ولا تبالي بعذابات مواطنيها.

* تمكن نظام صدام من استغلال المؤسسات الدولية للدفاع عن مواقفه، فمنظمة محترمة، مثل اليونيسيف، كانت تنساق وتصدر بيانات معتمدة على معلومات مكذوبة، تدعي إحداها وفاة نصف مليون طفل عراقي جراء العقوبات، وقد أظهرت البحوث اللاحقة أن معظم الأرقام والمعلومات كانت ملفقة.

* دائرة الحكم في العراق لم تتأثر بالعقوبات، مما تسبب جزئياً في اقتناع واشنطن بضرورة الغزو وإسقاط النظام بالقوة بعد الفشل في تغيير سياساته.

هل نحتاج الى الرد بالوثائق والأرقام على عبد الشيطان الراشد ليقتنع ان أكثر مليون ونصف مليون عراقي راحوا ضحية ذلك الحصار ومنهم نصف مليون طفل عراقي قتلهم الحصار؟ أم نذكّره بأن مادلين البرايت نفسها لم تشكك برقم اليونسيف، بل قالت إنه ثمن مستحق لاستمرار الحصار . هل نذكره بإن بوش وبلير اعترفا بخطأ الغزو وإعترفا بسقوط الملايين من العراقيين ضحية الحصار ثم الحرب العدوانية التي شنت على العراق ؟ كيف يمكن لإنسان يدعي انه عربي ويرأس شبكة اخبارية تسمى (العربية) أن يأتينا في سنة 2020 ، أي بعد (17) سنة على العدوان على العراق، وبعد أن تكشفت حقائق هذا العدوان لكل الناس، ليقول يقول لنا أن (واشنطن كانت مضطرة لإسقاط النظام في العراق بالقوة بعد الفشل في تغيير سياساته). هل لا زال مقتنعا أن واشنطن إذا فشلت في تغيير سياسات نظام ما ستضطر لإسقاطه!! أي نوع من الصحفيين السفلة هذا الراشد؟؟؟ أوجه  نداء عراقيا صادقا  الى المملكة العربية السعودية والى جميع دول الخليج العربي ، ابعدوا عنكم وعنا من غسل اليمين الأمريكي المتصهين عقولهم وزع فيهم الحقد على العراق جمجمة العرب وفخر العرب. إن صحفيين مثل عبد الشيطان الراشد يقدمون خدمات جُلّى لاعداء العراق في تزويرهم الحقائق عن الحصار الظالم على العراق وعن العدوان الأمريكي الإيراني على العراق، مثل هؤلاء الصحفيين الأشرار لن يخدموا قضية العرب المشتركة، بل سيمعنوا تمزيقا بالأمة ويعطون لإعدائنا المبرر للتمدد فيها. ) ان الراشد ومثله ممن باع نفسه للشيطان الغربي الصهيوني نسى بغباء واضح ان السياسة الامريكية سياسة كونية شاملة وضعت لتؤدي اهدافها على مدى عقود طويلة ومن وضعوها لا ينتظروا من شخص فارغ مثل الراشد ليعطي ارائه ومقترحاته الجوفاء لانه كعادته دوما ينظر الى الظاهر من جبل الجليد في الماء ولانه جاهل لايدري ان الجزء الظاهر من الجبل لايشكل سوى واحد من عشرة اجزاء؟؟!!. نعم قد تعترض عمليات تطبيق الخطط الامريكية الجهل لأبعاد التفكير السياسي للانظة الحاكمة في دول الشرق الأوسط وتقلب المزاج الشعبي السائد فيها لدرجة تجعل من بعض تصريحاتهم مثيرة للاستغراب، ولكي يعرف غير الراشد الطريقة التي تحكم  العقل الستراتيجي الامريكي سيما لمنطقتنا التي ما تزال حتى الان الاكثر اهمية في حسابات القوى الكبرى فقد صرح كيسنجر قبل فترة من الزمن أن على الولايات المتحدة التحرك باتجاه بناء تحالف أمريكي إيراني والقبول بإيران كدولة نووية، ولا ندري هل أن تصريح كيسنجر هذا هو من باب تخويف بعض الدول العربية ودفعهم للارتماء اكثر في الحضن الأمريكي أم هو اعادة تدوير لواقع المنطقة أو انه تكتيك من ثعلب عجوز ينطبق عليه مقولة لكل زمان رجال ودولة؟ من المؤكد أن إيران قد تشكل هاجسا لأمريكا وتحديا جديا في الكثير من ملفات المنطقة وان الجيوب الإيرانية في المنطقة أصبحت تشكل عوامل مؤثرة في سياسة المنقطة سواء ما يتعلق بحزب الله ولبنان والبعد الصهيوني فيه أو ما يتعلق بالعراق وما يمثله من عمق ستراتيجي حقيقي للتوجهات الإيرانية بين الدول العربية والثروة النفطية الهائلة التي يسيل لها لعاب أي دولة. في المقابل فان الظروف التي تمر بها الدول العربية بعد ما سمي بثورات الربيع العربي !؟؟ أصبحت تشكل أرقا حقيقيا يجب على أمريكا التفكير فيه حيث لازالت شرارة الانتفاضات تهدد عديد من الدول العربية (سواء بشكل عفوي أو عن سبق إصرار وترصد) ومنها الدول المصدرة للنفط مهددة تدفقه وهو الذي يمثل عصب الحياة لأمريكا خصوصا في وقت تزداد فيه ضغوطات وتأثير الأزمة الاقتصادية على مختلف مفاصل الحياة فيها، وبما أن الاقتصاد الأمريكي لم يعد يتحمل تبعات مالية إضافية فان الإدارة الأمريكية (سواء الجمهورية او الديمقراطية ) فانها ستفضل التفاوض مع إيران لحل المشاكل العالقة بين الطرفين بديلا عن الدخول في صراعات غير محسومة العواقب. ولكن من جهة أخرى فان هناك عدة تصورات عن احتمالية تحالف أمريكي إيراني.. اثنان منها مرتبطان بالدول العربية وإلكيان الصهيوني والثالث يتعلق بالداخل الإيراني نفسه وطريقة تفكير النظام السياسي الحاكم فيه، ولنأتي أولا على الجانب الإيراني الداخلي.. فمنذ استيلاء رجال الدين على السلطة في إيران عملوا على  ترسيخ دعائم حكمهم بالاعتماد على تكتيكات سياسية وهم بارعون فيها ونجحوا في استغلالها لكسب تأييد الشارع الإيراني واحياء طموح وأمجاد الإمبراطورية الفارسية العتيدة، فمبدأ ولاية الفقيه الذي تبناه الخميني دفع بالنظام إلايراني يتبنى ستراتيجية قيادة التشيع في العالم وتتعدى حدود إيران مثل الشعار الذي رفعه النظام منذ 1979 كالوقوف بوجه (الاستكبار العالمي) المتمثل بالغرب و(بالشيطان الأكبر) الأمريكي وما تمخض عنه من مواقف دعائية معادية للكيان الصهيوني المحتل لأراضي ومقدسات المسلمين. هذه القضايا كما يراها العقل السياسي الغربي الامريكي وأمريكا بأنها مجرد قضايا سياسية يمكن المساومة عليها شأنها شأن أي قضية أخرى وهذا ما يحاول النظام في إيران الان مجال حيوي للمساومات السياسية، وان هامش المناورات الايرانية سيكون اوسع  حول هذه النقاط دون ان تطيح بثوابت تعتبر من ديموميات النظام الحاكم في إيران. ان أي تحالف محتمل بين إيران وأمريكا في ظل البيئة السياسية المتحركة ونظرة كل طرف لمصالحة الستراتيجية في المنطقة لن يفقد نظام ولاية الفقيه في إيران موجبات وجوده في الداخل الإيراني وخارجه  سيما وان الطرفين قادران على استخدام ماكنة وسائل الدعايةلاقناع المؤيدين ان النظام الايراني لن يفرط بموضوع الجهاد الذي تتبناه الحكومة الإيرانية حتى لو من منطلق دعائي، ورغم إدراك إيران لحساسية مواقفها من أمريكا وإلكيان الصهيوني إلا أنها مضطرة للمضي فيها حفاظا على مسببات وجودها وكينونتها، وان حصل هناك خلافات ما بين الطرفين فسيكون مؤقتا ويستغل  بشكل معلن دعائيا ومحدد بظروف آنية وسرعان ما يختفي.  أما مايتعلق بالكيان الصهوني(فأن وجود نظام يطلق على نفسه الجمهورية الاسلامية مبرر للصهاينة لاعلان دولتهم اليهودية فالذي يحق للنظام الايراني لابد وان يحق اضعافا للكيان الصهيوني؟) ومعروف للجميع ان الجانب الأمريكي ملزم بحماية هذا الكيان من أي تهديد محتمل له في المنطقة، ووجود النظام في إيران الذي يتبنى الإسلام يضاف له حزب الله الذي هو امتدادها اللبناني على الحدود الشمالية لفلسطين لن يعودا تهديدا حقيقيا لها، أما عن  تحول إيران إلى دولة نووية فانه لايعتبر قضية مصيرية لهذا الكيان الا من ناحية ان الصهاينه يخشون من احتمالية  حدوث تغير في النظام في ايران ومجئ بديل ربما تكون مواقفه مختلفة من وجود الكيان (علما اننا نعتقد جازمين ان الغرب الامريكي الداعم للكيان الصهيوني لن يسمح بحدوث أي تغيير في ايران او غيرها يمكن ان يشكل تهديد حقيقي  على اسرائيل والجميع يعلم ان احتلال العراق في احد اهم اهدافه كان التخلص من النظام الوحيد المناوئ لاسرائيل بشكل حقيقي) وغير مسموح وجود وضع ممكن ان يجعل الطرف الإسرائيلي هو الطرف الضعيف في المنطقة او انه سينفي المصلحة الأمريكية من وجودها كحليف قوي لها في المنطقة. أما بالنسبة للدول العربية فهي لم تعد قادرة على استعمال النفط (بعد غياب دور العراق) كورقة ضغط على الولايات المتحدة الأمريكية لان تأثير هذه الورقة هو مؤقت سيزول فيما إذا تدهورت الأوضاع الداخلية في تلك الدول، ولهذا السبب فإن هناك تسابق لإثارة واستغلال صراع مفتعل شيعي سني في المنطقة بغية الهاء شعوبها بها وقيام الجانب الأمريكي التدخل (طالما كانت الظروف في هذه الدول غير طبيعية) سواء في العراق أو لبنان او سوريا او اليمن وربما في غيرها في المرحلة القريبة القادمة ؟؟!!، علما أن التوترات التي تشهدها الساحة في هذه الدول لا تخرج عن هذا المخطط. بدون شك فان أمريكا قد سبق لها التنسيق مع إيران في أكثر من ملف سواء في العراق أو أفغانستان ولا أدل على ذلك من الاتفاق غير المباشر بين الدولتين على اختيار الحكومات المتعاقبة في العراق المحتل لتكون حصان طروادة للطرفين في حكومات بغداد ومنها حكومة الكاظمي ، فالطرفان أدركا طبيعة الدور المسموح لهما بلعبه في العراق دون التعدي على مصالح الطرف الثاني ووجدا بان خير من يوازن هذه المعادلة وجود اشخاص(مثل المالكي والعبادي وعبدالمهدي وحاليا الكاظمي) الذين يضمنون لأمريكا مصالحها في الساحة العراقية مقابل فتح الباب على مصراعيه لإيران للتحرك في العراق بحرية كاملة دون الاعتراض عليها، وبكل احوال المنطقة الملتهبه وفي حالة تدهور الأوضاع الداخلية لبعض الدول العربية المصدرة للنفط فان النظام الإيراني وبمساندة مباشرة من حكومات العراق مزدوجة الولاء سوف يكون البديل المناسب لأمريكا، سواء بتشكيل تحالف مباشر بين الأطراف الثلاثة أو بشكل غير مباشر وبوساطة حكومية عراقية كحلقة وصل بين الطرفين.

المشـاهدات 879   تاريخ الإضافـة 06/07/2020   رقم المحتوى 7898
أضف تقييـم