الجمعة 2024/4/26 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 24.95 مئويـة
فوق المعلق مشاجب القتلة وأقفال  الدولة
فوق المعلق مشاجب القتلة وأقفال  الدولة
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. صباح ناهي
النـص :

يلعب النأس أدواراً في الحياة كل حسب قدراته وموهبته واستعداده ولا أقول حظه ، فالحظ وان كان حاضرا في تفسير الأشخاص للحوادث التي يتعرضون لها ، فهو يبتسم حينا ًمن وجهة نظرهم بل يضحك غالباً لبعض الناس دون غيرهم ، لكنه وفي الغالب يبكيهم كونه متعثرا ً معهم ،إلا ان الكثيرين لايومنون بان النجاح لعبة حظ ، او طالع تعاسة ، كما يظن البعض ممن يتخيلون بأنه من محصلات النجاح او الفشل ، ثمة حضور او غياب لأشخاص ياتون كلمح البصر الذي يرتد سريعاً على أصحابه يصعّدهم و يسعدهم يبرزون في الحياة لكن سرعان ما يختفون ،أضع هذه الصور امامي وأنا أستذكر عشرات الأفلين عن الدنيا بلمح البصر ، من المغدورين والمقتولين والمغيبين بلحظة وجع، لم نكن نعتقد إنها ستحدث بعد حين ، حين نطالع حضور أناس من معارفنا و نرى نتلمس الإقبال على الحياة والابتسامة لاتفارق وجوهم ، ونتأمل كم التفاؤل الذي يغلف صورهم ، لكن الأقدار على مايبدو تضحك وتتهكم علينا وتسخر من أفئدتنا، قبيل لحظات من وقع الحدث الذي يجبرنا ان ننعيه او ينعينا .

حين يذهب كل شئ ويسدل الستار على حياة أفراد بيننا كانت حافلة لكنها أفلة ، حيت تسري وتستحيل إلى فجيعة ، التي ما كنا نتوقع يوماً أن تحل علينا و نحن نودع صديقا ً او نفك  علاقتنا بحاضر ومستقبل توقف قسراً بعد سماع رصاصة محترفة استقرت في قلب أو رأس مبدع كنا ننتظر منه إكمال رحلة العمل وترشيد الأمل وحل العلل ، ونُجبر  أن نطالع رحلة عشرات السنين من حياة حافلة بالذكريات والمواقف لتتحول الى لحظات أفلة بوداع صديق ألزمته رصاصة غادرة لتوقف حياته إلى الأبد ، بأمر من نافذ يقبع في دياجير الأقبية السرية تلك التي ولد فيها الشيطان ، ليبقى يحكم عالم الجريمة ، بل يسكب سمه الزعاف برأس قتيل حر لانه كان يحلم ان يدخل بيته بعد لحظات ليقص لأولاده حكاية أخرى عن وطن أحبه ، او هو ينتظر (صينية ) عشاء يجتمع حولها أسرته الذين يفخرون بأبيهم الذي ينذر نفسه كل يوم لقضيته، في وطن يأمل ان يكون أجمل وأمن وأوسع وارقى من كل ما رآه من أماكن الدنيا، لانه يدرك قيمة أن يكون له وطن معافى وقلب ينبض بحبه ويلهج باسمه ، لكنه دون ان يفكر بأنه اختار طريقا ً لايعرفه الآخرون أولئك الذين يحشون بنادقهم، وكواتمهم ليصوبوا على رأسه فهم تمرسوا القتل وهو تمرس المحبة والفخر ان يدافع عن رأيه ، لكنهم لم يقلبوا يوم فرح أسرته وانتظار أولاده الى لحظات فجيعة لن تكن بالحسبان ، وتأفل كل مظاهر الاحتفاء وطقوس الفرح اليومية بخاتمة القتل والترويع ، التي تعرض اليها هشام الهاشمي الذي حث الخطى سريعا ً في ذاك اليوم المفجع ليصل أسرته مكمن الأمان المرتجى كما أعتاد كل يوم ، لكنه وجد من يحول دون ذلك ، هل يكفي ان ينعاه أصحابه ويؤبنه معارفه ويبكيه رفاق رحلته ، ويعدد مناقبه مئات من تعامل معه كمفكر ومحلل وانسان ومثقف وخبير وعارف بملف الحركات السرية التي تجهز نفسها لعمل مرتقب ما ماكان هشام يظن انها ستصل لحد اغتياله وإسكات صوته ، وتظل ثقته بالله وبنفسه تجعله يسير لبيته بلا وجل بلا ادنى شك بانه سيقبل أولاده الثلاثة ، وسيحدثهم عما يدور في باله لمستقبلهم ، كل شئ هادى في زيونه موقع سكن هشام الا من لافتة يتيمه تنعاه ، وبقايا رصاصات غادرة استقرت بحسده ، وحسرة فقده التي ملأت قلوب الشرفاء والمتطلعين لحياة بدولة مدنية يختفي فيها سلاح الغدر ، وتودع الأسلحة في مشاجب  الحكومة ، التي لا تخرج إلا باوامر القسم الثاني من تقاليد وحدات  القوات المسلحة ، لكن إلهة الهلاك والفجيعة أورثت هؤلاء القتلة كل ما يجعلنا متيقنين من قول ذكرى إطلاقات دوت بصدر برئ وبراس مفكر ، وأخرى يدخرها القتلة لأخر على الطريق .

المشـاهدات 647   تاريخ الإضافـة 07/07/2020   رقم المحتوى 7937
أضف تقييـم