عرف الجميع تولستوي على امتداد قرنين وقرأوا له في اماكن مختلفة من العالم وبدا هذا الاسم كما لو انه تلك الكلمة السحرية الموحدة والواضحة على السواء في كل ارجاء الكرة الارضية .

ولاتكمن اسباب هذا الانتشار العالمي للكاتب في موهبته الفذة, بل لان تولستوي وضع في مؤلفاته المنشورة أهم القضايا التي اثارت الانسانية في ذلك العصر الهائج  والتي مازالت تثير العالم لحد الان :

- مالذي ينبغي ان يكون عليه التنظيم العادل للمجتمع الانساني وكيف يتحقق ذلك.

- ماهو الموقف تجاه الذات ... التمايز الاجتماعي , سلطة الدولة.

- ماالموقف تجاه الدين والاخلاق, تجاه الحب والزواج, تجاه الحرب وسياسة الاستعمار , تجاه الفن والادب.

- مامعنى فكرة الحياة الانسانية وكيف يمكن جعلها متكاملة.

لقد استطاع تولستوي ان يعالج في اعماله ذلك القدر من المسائل العظيمة, واستطاع الارتقاء بتلك القوى الفنية , بحيث احتلت نتاجاته احد الاماكن المتقدمة في التاريخ الفني العالمي.

كوّن تولستوي اعظم اتجاه ملحمي . وكوّن شكلاً جديدا للرواية هي الملحمة, موجها باعظم استاذية في مختلف الانواع الادبية واشار الى استاذية عظميمة في التحليل النفسي الحياتي للطبيعة وللغة.

أرث تولستوي الفني عظيم ... انعكست في روياته كل الحياة الروسية في القرن التاسع عشر مع كل قضاياها وتناقضاتها وبجانبيها المضيء والمعتم والحرب الوطنية عام 1812 وتكوين اول مجتمع ثوري والحركة الشعبية قبيل الاصلاح وخصوصا قبيل اصلاح القرية في سني ماقبل الثورة.

كان تولستوي عالما نفسانيا , فقد استحوذت ثلاثية تولستوي ( الطفولة),(المراهقة),

(الشباب) على القارىء بقدرة الكاتب النفسية المتعمقة غلى صنع ,,ديالكتيك الروح’’ ,,منطقية الروح’’ الانسان اي ابراز تغيرات مشاعره وافكاره وتناقضاته وتعقد الحياة الروحية.

يقول تولستوي ’’ يحمل كل انسان في داخله مبادىء كل الخصائص البشرية واحيانا يبدو وحيدا.. واحيانا اخرى يختلف تماما عن نفسه .. تاركا بنفس الوقت نفسه بنفسه.

لقد بلغت نتاجات تولستوي حدا من البساطة حيث انها تميزت بابداعها العبقري , فقد وضع الكاتب في كل واحدة من نتاجاته المشاكل السياسية الفلسفية الاخلاقية المغقدة.

’’ الشعب  - حاكم الفن’’  مواضيع الفن عظيمة – هي عظيمة لانها متفائلة واصبحت الى الابد غذاءاً روحيا متكاملا لدى الشعب.

لعبت المؤلفات المنشورة وخطب الكاتب دورا كبيرا في الاحداث العالمية, ففي سني حياته الاخيرة وقف الكاتب ضد سياسة الاستعمار وضد القوى الامبريالية.

ان هذا الجانب من ابداعه قد اثر تاثيرا كبيرا على الحركة التحرريةالقومية في بعض البلدان وخصوصا الهند.

نتاجاته الفنية هي : رواية ( الحرب والسلام ) , ( آنا كارينينا) , (البعث),

وفي الختام لقد اصاب مكسيم كوركي حين قال : ’’ من لا يعرف تولستوي من المستحيل اعتبار نفسه انساناً مثقفا’’.