الجمعة 2024/4/19 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 31.95 مئويـة
في الهواء الطلق المشكلة ليست برئيس الوزراء
في الهواء الطلق المشكلة ليست برئيس الوزراء
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي عزيز السيد جاسم
النـص :

لماذا نكتب ؟ ولمن ؟ وما هي الكتابة ؟ غالبا ما تطرح هذه الاسئلة على الكاتب او يطرحها هو على نفسه ، اما لماذا فهي جانب من الواجب الانسانية ونقل وتبادل وايصال المنفعة العامة والمعلومة ، وبنفس الوقت هي مسؤولية خلاقة يتمتع بها الكاتب ويلتزم بها ازاء شعبه وناسه بشكل خاص وعموم الناس بشكل عام ، وتعد الكتابة الابداعية بمختلف انواعها لدى الكاتب حاجة ضرورية ملحة تفرضها التركيبة الشخصية عليه وتتعايش معه وتنمو معه على مدى سنين بحيث لا يستطيع ان ينفك منها او يتركها ، فهو يكتب لمحبيه وقرائه وجمهوره ممن لديهم معرفة واتصال شخصي به او ممن لا يعرفونه شخصيا ، ويكتب للفقير وللغني والمسؤول والمواطن البسيط ، فالكتابة وسيلة الكاتب للتواصل الحي مع مجتمعه وفيه ، وهي وسيلة تبقيه حيا ! ومن دونها يشعر بفقدان حبيب او صديق.

و من اسباب وجود الكتاب ، والكتابة وجانب من اهم جوانب بقاء الحاجة اليها هي معالجة المشكلات بايجاد الحلول الناجعة لها ، وبما ان بلدنا من اكبر البلدان التي تتفاقم فيها المشكلات وتفرخ الواحدة منها العديد من المشاكل يوميا ، نجد ان السلطات تواجه الكثير من التعقيدات والعقد مما يجعلها شبه عاجزة عن توفير الحلول اللازمة ولاسيما انها تتعكز او تستند على مجموعة خبراء ومستشارين وكأن بعضهم لم يخلق له الله شبيها ، فنجدهم منذ 17 عاما يتبادلون ويتداورون المناصب مما ابقى على منظومة الحكم الفاشلة تتداور هي الاخرى وبعد انتهاء مدة الحكومة يتم القاء اللوم وتبعات الفشل على شخص رئيس الوزراء ، بينما الحقيقة ليست كذلك واذا جاء اكبر عبقري وفاهم وشجاع فلن يستطيع تحقيق نجاحات حقيقية كبرى وانما ربما يسمح له بتحقيق بعض الرتوش على العمل الحكومي ، فالمشكلة ليست بشخص الرئيس وانما بمنظومة الحكم وما اسست عليها.

هذا الحال المزري والواقع المرير الذي يعانيه الشعب باتت اسبابه ومسبباته واضحة وصعبة من حيث اجراء التغييرات الجذرية عليها لشدة توغل وتفرع عملاء الدول الشقيقة والجارة والعالمية فالعراق منتجع للعملاء والخونة وهم يتنافسون على كيفية السيطرة والاستحواذ على اكبر قدر من المنابع والموارد الاقتصادية والسياسية.

هذا الحال واسبابه بات من البديهيات المعروفة لدى الشعب ولاسيما طبقتيه الفقيرة والمتوسطة ، وكلما غادرنا حال جاء ما هو ليس بأفضل منه من حيث تعقيدات المشهد الاقتصادي والسياسي والامني والاجتماعي ، وبما ان الحكومة ترفض ان تصغي وتستمع للكتاب ، وتنتهج سياسة التفاضل بين الصحافة الوطنية والكتاب الوطنيون وتقرأ من جانب واحد وتغض النظر عن الحلول والمعالجات للمشكلات الوطنية ، فاعتقد ان الحال ماض بطريق ترضيخ الدولة والحكومة ووضعها امام امر واقع مدمر ومهشم اقتصاديا وسياسيا وبالتالي اجتماعيا وثقافيا ومعرفيا.

وتقتضي المسؤولية الوطنية والاخلاقية تنبيه السيد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وبقية الزعامات السياسية الى ضرورة اعتماد سياسة فتح الابواب والاستعانة بالخبرات الوطنية التي لا يشك بولائها للعراق ولاسيما التي حققت لنفسها بنفسها انتصارات ومحافل دولية لا غبار عليها واعطاء اجازة اجبارية لكل من تسنم مناصب حكومية خلال السنوات الماضية لفسح المجال للاخرين كي لا تكون حكرا بينكم فأجعلوها دولا كي لا تكون النهاية مؤسفة بل مخزية.

 

المشـاهدات 561   تاريخ الإضافـة 13/07/2020   رقم المحتوى 8119
أضف تقييـم