الخميس 2024/4/25 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 33.95 مئويـة
جواد الاسدي.... افق جديد الكاتب كافي لازم/عضو فرقة المسرح الفني الحديث
جواد الاسدي.... افق جديد الكاتب كافي لازم/عضو فرقة المسرح الفني الحديث
مسرح
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

لا احد يختلف على ان فترة ثلاثة عقود في التاريخ العراقي، الخمسينات والستينات والسبعينات هي فترة النضج السياسي وبلورة كثير من الافكار التي كانت سائدة انذاك وبالتوازي تصاعدت الحركة الفكرية والثقافية تزامنا مع مايحدث في العالم بعد الحرب العالمية الثانية من حركة تحرر وطني اجتاحت الشعوب للتخلص من الاستعمار واذنابه . والعراق ليس بعيداً عن هذه الحال بل كان منغمسا في تفاعلاتها وتفاصيلها . وعند توفر هامش من الحرية دعى الى دخول الاصدارات الثقافية الجديدة من مصر وبيروت ودمشق التي اصبحت متنفساً كبيراً للشباب العراقي المتطلع الى الخلاص من الظلم والاستبداد . كما ان الحالة الاقتصادية المتردية لجميع العراقيين زاد من اصرار الشباب المثقف الى خوض غمار التحدي رغم الفاقة والعوز ،عاش هذا الفتى اليافع (جواد الاسدي) مخاض الولادة من جديد في اجواء الصراعات التي سادت تلك الايام . ترك ساحات لعبة كرة القدم والجلوس في المقاهي واتجه الى المكتبة المتواضعة في مدينته وانكب على قراءة كل ما يقع بين يديه من اصدارات ثقافية الى ان تبلور لديه الفكر الثوري من خلال اختياراته لنوعية الكتاب بالاضافة الى تأثير واقعه الاجتماعي وما تعيشه الطبقات الكادحة من تردي وغبن وقهر وظلم نتيجة الاستغلال الفض لجهودهم وتطلعاتهم .

 وجد هذا الشاب ان المسرح هو السبيل الانجع لممارسة فعله الثقافي والخوض في معترك الحياة المفعمة بالتوهج والانطلاق نحو افق جديد.

      اتسعت الاحلام وتطورت الطموحات وهنا القرار ، حزم الحقائب والاوراق واتجه صوب اكاديمية الفنون الجميلة رغم معارضة الاسرة الشديدة لهذا القرار حيث كان والده يحلم بأن يكون ولده البكر بأختصاص اخر ليمسك وظيفة مثلى لكي يعيل عائلته الكبيرة بعد ان ادركه التعب وبلغ من العمر عتيا .

خضع جواد الاسدي الى لجنة القبول في اكاديمية الفنون الجميلة المتكونة من مؤسسي المسرح العراقي ونجح بأقتدار عالي وهنا تحققت اولى خطوات حلمه الكبيرة ووضع قدماه في هذه المؤسسة الراعية للفن وهو ثابت الخطى مسلحاً فكرياً وفنياً بالتميز عن اقرانه ومع ان بناية الاكاديمية اصبحت غير قادرة على استقطاب الطلبة نتيجة قلة القاعات الخاصة بالمسرح مما اضطر جواد الاسدي ان يتدرب فوق اسطح البنايات . فلا يهدئ له بال الى ان ينجز عمله الممتلئ بجمال المسرح والتوهج بالفكر النير وقدم مسرحية (الليلة نلعب) لوليد اخلاصي احدثت صدى واسعاً بين الاساتذة والطلبة وكتب عنها الكثير من النقاد واحب ان اذكر ان عروض الاكاديمية وجمهورها ليس حصراً على طلبة الكلية كذلك طلبة كلية الاداب والجامعة المستنصرية والادارة والاقتصاد كان جمهوراً نوعياً يتحين الفرص لمشاهدة هكذا اعمال ولو كانت لدينا ما متوفر الان من اجهزة تصوير يدوية لوثقت اعمال كثير .

كما مثل مع زميله الراحل اسماعيل خليل كذلك اشترك في مسرحية (ڤيت روك) للمخرج الراحل جعفر علي. انتمى الى فرقة المسرح الفني الحديث وهي تشكل نقطة مهمة في حياته الفنية لأغناء تجربته المعرفية والجمالية لذا اشترك في مسرحية (بغداد الازل بين الجد والهزل) بدور (العيّار) وكان دورا رئيسيا كذلك في مسرحية (جيفارا عاد) بدور روبير صديق جيفارا تاليف جليل القيسي وعمل في مسرحية (الجومة) تاليف يوسف العاني في دور مهم لكن هذه المسرحية لم تر النور رغم الاستحضارات الكامله للعرض الا ان السلطات منعت هذه المسرحية... اخذ فرصته المهمة ضمن خطة دعم الفرقة للشباب فاخرج مسرحية (العالم على راحة اليد) اعداد المخرج الراحل قاسم محمد، احدث هذا العمل اعلان ولادة مخرج سيكون له شأن كبير في الحركة المسرحية في العراق والوطن العربي كما سنأتي لاحقآ. عند تخرجه من الاكاديمية قدم اوراقه للقبول في معهد التدريب الإذاعي والتلفزيوني وطموحه الكبير لاكتساب المعرفة الفنية والخبرة لخدمه بلده وشعبه وتم قبوله ابتداءً وانغمس في العمل بكل جدية والتزام الا انه بعد ايام تم الغاء قبوله لكونه عليه مؤشرات يسارية وغير منتمي لحزب السلطة... لم يهدأ بال لهذا المتصدي الاقتحامي رغم الخيبات المتلاحقة للحصول على وظيفة او اي مكان يليق بتحصيله المعرفي والاكاديمي وفي هذا الظرف الكالح والانسدادات المتراكمة كان القرار المهم وهو الرحيل عن الوطن وتحصيله على قبول لتكملة الدراسة في دولة بلغاريا في المعهد العالي (فيتس) في صوفيا العاصمة للحصول على شهادة الدكتوراه.. انها فرصة كبيرة لا شك كل شيء جاهز الان الا المال... من اين؟ الا ان عائلته تحاملت على نفسها رغم شحة ما لديها من مال وبيع اثاث البيت لتوفير تذكرة السفر لهذا الرجل الطموح نحو عالم الحرية والابداع والمسرح. ابتدء الدراسة هناك لكنه مهووسا بالمشاهد التجريبية وتجارب المسرحيين العالميين في اي مكان لأقتناص الفرص لرؤية هذا العالم الساحر(المسرح( صديقه الاصيل أ. د. عقيل مهدي يوسف الذي زامله في نفس المعهد يقول (في كتابه شفرات المسرح المركبة) : تجد دائما في مسرحيات الاسدي بعدا واضحا او مضمرا وبالاخص علاقة السلطة بالشعب وبالفرد المقموع ويمكن ان تظهر المشكلة الاجتماعية ببعد عالمي في نصوص جواد وعروضها التي استطالت الى عواصم عالمية (في السويد، فرنسا، اوكرانيا، اسبانيا وبولونيا) مثل عروض (الخادمات) ما بين بيروت، فرنسا والمغرب و(المجنزرة ماك بث) و(رأس المملوك جابر) و(نساء في الحرب) و(في الموت نصا) يبوح الاسدي عن البعد الايدلوجي حيث يدون في مقالته(حافة المسرح) في مقاربة لديوان شعر لا لزوم للنادل لان الحانة طلبت اللجوء الى بيت(جان دمو) لا لزوم للحرية لان السلطة تربعت على عرش الكلام ثم يختتم مقولته بجملة (لا لزوم للحياة بدون العراق(.

واخيرا وليس آخرا حصل على شهادة الدكتوراه من بلغاريا صوفيا عام ١٩٨٣ عن اطروحته الموسومة (المسرح العراقي المعاصر واشكالية العرض المسرحي( لكنه ليس لديه القدرة للرجوع للوطن نتيجة موقفه السياسي من السلطة انذاك مما اضطره ان يعمل مع منظمة التحرير الفلسطينية مسؤلا عن المسرح الفلسطيني كذلك عمل في المسرح السوري واسس مسرح بابل في بيروت  وعروضه المتميزة في كثير من بلدان اوروبا والوطن العربي .. وعند الانتهاء من هذه المقالة تراودني بعض التساؤلات.. الا يستحق هذا المخرج الكبير كل التكريم والتقدير من الحكومة العراقية؟ ثم الا يستحق تعويضه عن حالات القهر والظلم وتحمل الصعاب في سبيل اعلاء شان وطنه وشعبه في الاوساط العربية والعالمية؟ الا يمكن استثماره كخبير في وزارة الثقافة او اي مرفق يُعنى بالثقافة في الدولة العراقية للاستفادة من خبرته المتراكمة التي اكتسبها في معترك حياته الصعبة؟ هل يعقل ان هذا المخرج الكبير الذي عاد لوطنه بعد غربة طويلة لا يجد عملا في هذه الدولة الكبيرة وهو يعيش الان بدون اي مورد مالي يخفف عن وطئة الحياة لاسيما هو الان ساكن في بيت للايجار. يتوسم بالسيد رئيس الوزراء والسيد وزير الثقافة ان ينظرا وضمن صلاحيتهما استثناءا بحصول هذا المخرج على استحقاقه الوطني المشروع؟؟

السيرة الذاتية للمخرج والكاتب الدكتور جواد الاسدي:

التحصيل الدراسي:

خريج اكاديمية الفنون الجميلة بغداد – 1972.

حاصل على شهادة الدكتوراة من بلغاريا – صوفيا – 1983 – عن اطروحته (المسرح العراقي المعاصير واشكالية العرض المسرحي(

 الجوائز:

جائزة مؤسسة الأمير كلاوس الهولندية عن مجمل نصوصه المسرحية والتي تعتبر من اهم الجوائز الاوربية – 2004.

جائزة السلطان قابوس – عمان مسقط – 2006 عن نصوصه المسرحية.

جائزة مؤسسة الفكر العربي عن مسرحية حمام بغدادي – 2009.

الجائز الكبرى في مهرجان قرطاج الدولي – 1985 عن مسرحية خيوط من فضة تأليفا اخراجا.

 جائزة الإخراج والتمثيل في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي 1993عن مسرحية تقاسيم على العنبر.

جائزتين ذهبيتين في مهرجان قرطاج الدولي عن مسرحية العائلة توت 1983.

جائزتان ذهبيتان في مهرجان قرطاج الدولي عن مسرحية المقهى انتاج مسرح الشارقة الوطني 1997.

الورش والعروض المسرحية:

اقام ورشات عمل مسرحية في كل من فرنسا- بلجيكا – السويد – إيطاليا المغرب - الامارات – بيروت – القاهرة.

قدم مسرحية الانسة جوليا في مدينة يوتوبري في السويد على مسرح انكريت تياتر – 1998، مع ممثلين عرب وسويديين.

قدم مسرحية رأس المملوك جابر مع ممثلين من اسبانيا في مدينة فالنسيا.

قدم مسرحية نساء في الحرب مع ممثلات جزائريات في مدينة روما - 1999.

قدم مسرحية نساء غارسيا لوركا في مدينة (كان) الفرنسية – 1998. قدم مسرحية الخادمتان على مسرح بيت ثقافات العالم في برلين وباريس 1996- 1999.

قدم مسرحية نساء في الحرب 2004 في بغداد.

قدم مسرحية تقاسيم على الحياة في بغداد 2017.

المؤلفات والنصوص المسرحية:

 

1-         المسرح جنتي

2-         جماليات البروفة.

3-         مسرح النور المر.

4-           الموت نصا.

5-         - العاشورائيون، ترجمت الى اللغات (الفرنسية – الألمانية).

6-         نساء في الحرب.

7-         حب حار.

8-           مدينة اين.

9-         - انسو هاملت.

10-       - امرأة لرجلين.

11-       خشبة النص.

12-       حمام بغدادي.

13-       سنوات مرت من دونك

14-       المصطبة

15-       خيوط من فضة

. ملاحظة:

 -تم اصدار هذه النصوص عن دار الفارابي في بيروت، وترجمة بعض هذ النصوص الى لغات عدة.

تدرس بعض نصوصه في مناهج وزارة التربية العراقية المرحلة الثانوية مسرحية حمام بغدادي (نموذجا(.

- عمل بصفة مخرج زائر في وزارة الثقافة الفرنسية.

- عمل مستشار ثقافي في وزارة الثقافة الإماراتية.

- مؤسس ومدير مسرح بابل في بيروت.

- عمل بصفة مخرج بدعوه من وزارة الثقافة المغربية – مسرح محمد الخامس لتقديم عروض مسرحية في المدن المغربية وفي باريس.

المشـاهدات 1085   تاريخ الإضافـة 13/07/2020   رقم المحتوى 8126
أضف تقييـم