يوميّات أبو جبار عجيب المقهى وغريبه ! |
المتفرج |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
النـص : مثل ما قلت ُ لكم إخوتي وأخواتي متابعي يومياتي , أنني شهدت ُ كل عجائب وغرائب المقهى الذي كنت ُ اشتغل فيه , وقد اكتشفت ُ بأن المقهى صورة مصغرة عن البلاد وعن المجتمع , وكانت النماذج التي تزور المقهى أكثرها من الأدباء والمثقفين , وبيني وبينكم بعض المقامرين وبعض الشخصيات الغريبة التي تتكرر يوميا في المقهى , ومن الشخصيات الطريفة والمرحة والعجيبة أيضا الشخص المدعو " علي رستم " وهو في حينها كان شابا لطيفا عيناه خضراوان وهو محاط دائما بالصعاليك , فيما يحمل معه دائما أما حقيبة كبيرة أو كيس نايلون مليئا بالأشياء الملوّنة , وهي كما عرفت ُ بعد حين نماذج لصفقات كان علي رستم يسعى اليها , وعلي رستم هذا كانوا يقولون عنه أنه شاعر جيد , رغم أنه مهمل لهذا الجانب , وكان يرتدي قبوطا طويلا , قالوا أنه يستخدمه لأغراض غير تجنب البرد أو الأناقة , وحقيقة الأمر أنا لا يمكن لي أن أعرف هذه الأغراض , سوى أنني أتوقع أنه يخفي فيه أغراضا معينة !. علي رستم في بعض المرّات يأتي الى المقهى ويخلع قبوطه وهو متذمر ويتمتم بكلمات أخمن أنه يسب فيها شخصا ما , يرمي قبوطه على الاريكة , ويخلع رباط عنقه , ويصيح عليّ ليطلب مني الشاي بشكل فوري , وأنا حين أشاهده بهذه الحالة آخذ قدح ماء = على غير عادتي = وأضعه أمامه مع استكان الشاي فيضحك بوجهي ويهز يديه ساخرا من حالة ما ويقول لي بألم : تصور يا أبا جبار الناس كلما تفعل لها خيرا , تجابهك بالسوء , وأجيبه : الله كريم أستاذ علي كلشي يهون , لا تشغل بالك بشيء , الدنيا لا تستأهل زعلك .. ينظر الي بعينيه المتألمتين ويقول لي ضاحكا , اطمئن " هيه تنلاص " ويبقى أكثر من ساعة , يخرج فيها من جيبه دفترا صغيرا وقلما أحمر ويبدأ بالكتابة والانهماك والحساب , حتى يأتيه الصعلوك الأول , فيلف كلّ شيء ويخفي أوراقه في جيبه , ثم يطلب الطاولي ليلعب مع هذا الصعلوك لتقضية الوقت وتسريب الانفعال , وهكذا حتى ينزل الليل , يدفع علي رستم ما عليه من استكانات الشاي التي شربها وشربها معه ضيوفه الدائميون ثم يرتدي معطفه ويضع ربطة عنقه في جيبه الكبير ثم يخرج إلى عوالم مدينة بغداد المضاءة حينذاك . وفي اليوم التالي , جاء إلى المقهى أحد الأشخاص الذين أراهم للمرة الأولى , والغريب في الأمر أن هذا الشخص يرتدي معطف علي رستم , وسرعان ما توجّه نحوي وقال لي بارتبك : هل جاء علي رستم الى المقهى هذا اليوم ؟ نظرت ُ اليه وشعرت بالقلق , ثم قفز الى لساني سؤال تلقائي لم استطع السيطرة عليه فقلت ُ له : أليس هذا الذي ترتديه معطفه ؟ قال لي : نعم والله وأنا جئت ُ لأعيده إليه , لقد استعرتُه منه في الليلة الماضية لحاجة ما , وتواعدنا هنا في المقهى . قلت ُ له : انتظره فهو حتما في الطريق الى المقهى , وفعلا دخل علي رستم ونادى على صديقه وهو بقميصه الوردي ذي المربعات , جلسا معا , وجلبت ُ لهما الشاي , وسرعان ما خلع هذ1 الشخص معطف علي رستم , الذي ارتداه بسرعة ايضا وهو يتلفت , عجبت ُ من الأمر , وبدأت أسائل نفسي : ترى أية أهمية خاصة يمثله هذا المعطف الغريب ؟ |
المشـاهدات 884 تاريخ الإضافـة 16/07/2020 رقم المحتوى 8172 |
الأمن الوطني يُطيح بالإرهابي أبو ياسر في شمالِ بغداد قائد القوات البرية يؤكد على الحيطة والحذر والاستعداد القتالي |
أمسية رمضانية إنشادية روحانية لمدرسة الإنشاد الديني في مصر في أبو ظبي |
الأفواه المكممة والأبواق المكرمة!! |
كمال أبو رية يكشف سر نجاح ((نعمة الأفوكاتو)) |
بحث التجربة الميدانية في تطبيق الحوكمة على نقل البضائع بواسطة نظام العبور وزير النقل يستعرض في أبوظبي آفاق طريق التنمية.. والإماراتيون يبدون دعمهم الكبير للمشروع |