النـص :
البدايات مغلقة و النهايات مفتوحة ، على هذا منوال يمكننا إقتفاء أثر مسيرة الإعلامي الحيوي " علي الخالدي " بعد أن أستقر به المطاف مُعداً و مُقدماً لبرنامجه الناجح و المُشاهد " كلام الناس من على شاشة قناة " الشرقيّة الفضائية " بجدل تأثرها و خواص مهنيتها العالية و الرصينة كونها القناة العراقية الأولى - بلا منازع - الدائبة على تبني و إلتزام معايير و تقاليد الصحفية البارعة و المتسارعة في متابعة الأحداث و إستقصاء الأخبار و تحليل مضامينها على نحوٍ عميق ، جذابٍ و مختلف ، من هنا - ربما - وجد " الخالدي علي " هذا الشاب البصري الجميل و " الحبّاب " نفسه تتوق لأثر فعل المغامرة المحسوبة و المدروسة التي تتطلبها إستراتيجيات ما يُعرف ب " الصحافة الاستقصائية " بعد جولات و صولات له في برامج ذات مناحٍ و مساعٍ لم تتعدى حدود إعداد المقالب و نصب الفخاج لضيوفه بغية خلق إثارة و صُنع حالات من عناصر الشدّ الترّقب للجمهور الذي يتابع مثل هذه البرامج الرائجة ضمن قوائم ما جرت تحوي أمثالها في أشهر رمضان العديد من القنوات ، تماماً أستطيع رصد هذه القنوات التي عمل بها " علاوي " و كان لي بعض إنتقادات لها تحت أضواء مسارات عمودي هذا " نقار الخشب " قبل و بعد أن خاض مهنة التمثيل في أعمال مسرحية ، لم تخرج عن أطار ما كانت تؤطره أغلب برامجه التي صنعت منه نجما ، و لم تجعل منه مُنجمّا إعلاميّا بارعاً و بطلا حقيقياً بعد متابعة و كشف و خوض مصاعب جمة ، و تحمل عبء مجازفات تجاوزها على قدرٍ عالٍ من الشجاعة و مناسيب الثقة و الإحساس الكبير بالمسؤولية التي تتشرّف بحملها أكتاف الإعلاميين الميدانيين في شتى مجالات الحياة ، كما هو اليوم " علي " أبن " الشرقية " البار الذي برع في إستثمار فرصة ما منحته القناة له من فضاءاتُ حُرةً ، و كان الجدير بحُسن ظن إدراتها وكرم و شرف تبنيها لقضايا وطنية و أحداث جسام ، تمثلت على نحو جلي لم يزل قريباً ، مهيباً من ذاكرة الأمس عبر أسفار ملاحم و مآثر ما قام به شباب ثورة تشرين أول/ 2019، كما في مصدات مواجهة جائحة " الكورونا " مع الجيش الأبيض التي كان لهذه القناة و برنامج " كلام الناس " القدح المعلى في تأثيث مصدات الوقاية من شراسة هذا الوباء الرهيب ، بجد أستحث بجهود نقابتنا العتيدة نقابة الصحفيين كذلك الشرقية ، أن تمنح " علي الخالدي" أرفع ما يستحق من أوسمة التقدير و التكريم ، وأن تعدّه فارساً للصحافة الإستقصائية في العراق بوجهها الدفاعي و التنقيبي بعد أن خاض - إيضا - و يخوض حتى هذه اللحظات بجدارة سوانح الكشف عن مستنقعات الفساد و في أكثر من مجال في حياة و مفاصل عراق اليوم .
|