الجمعة 2024/3/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 20.95 مئويـة
زويريجات بين ظلم الامس ومعاناة اليوم
زويريجات بين ظلم الامس ومعاناة اليوم
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب احمد كامل عودة
النـص :

زويريجات او ماتسمى حاليا ( حي الجهاد ) تلك المنطقة الشعبية الواقعة في الجانب الغربي لمدينة الكوت ، الغافية بين احضان الشطوط ، فيتعانقا من حولها نهر الغراف وشط الدجيلي ، انشئت المنازل فيها بأوائل السبعينات ، كانت قبل ذلك عبارة عن اراضي زراعية بسبب خصبة تربتها وقربها من الانهار حيث الوفرة المائية طيلة ايام السنة ، يغلب على طابعها السكاني البساطة والتواضع ، وغالبيتهم من العوائل الكادحة اذا ما قلنا جميعهم .تعددت الاراء حول سبب تسمية زويريجات بهذا الاسم ، فكانت اجوبة العديد من كبار السن ان سبب التسمية جاء من كثرة وجود نبات (الزور )نبات طبيعي  وزراعة (الجت ) العلف الحيواني في ارضها حتى سميت الزوروالجت ثم تحولت الى كلمة ( زويريجات) ، وهناك ايضا راي اخر عبر عنه بعض المثقفين في المنطقة وهي ان تسمية زويريجات جاءت من جملة (Its war gate  ) وتعني بوابة الحرب والتي اطلقها الانكليز خلال حربهم مع العثمانيين ، وقد ادرجت رسميا اراضي زويريجات ضمن قاطع بلدية الكوت تحت اسم ( نهر جسام والسفحة ) مقاطعة رقم 44 بتاريخ 8/7/1940 وكانت مساحتها 21969 دونم ، وفي عام 1961 اتبعت الى ناحية الفلاحية .يقطنها الكثير من الاسر العمالية بسبب رخص اسعار اراضيها وقربها على مركز الكوت ، وكان اول محافظ ادخل بعض الخدمات لمنطقة زويريجات هو الدكتور جبار عجرش الذي تولى ادارة المحافظة في بداية 1977  ، وفي السبعينات اطلق عليها تسمية ( حي الجماهير ) بسبب الكثافة السكانية السريعة التي اخذت بالانتشار في تلك المنطقة .عانى سكان زويريجات الاهمال والظلم والجور آبان الحكم البعثي الفاشي كما عانت منه العديد من المناطق الشعبية الفقيرة ، فكان ابنائها حطبا لوقود حرب الثمان سنوات بسبب عوزهم المادي وعدم توفر العلاقات لديهم مع قادة الدولة آنذاك مما جعلهم صيدا سهلا للزج بهم في خطوط المقدمة لجبهات القتال مخلفين ورائهم عشرات الارامل واليتامى .واستمرت معاناة اهالي زويريجات وازدادت خلال الحرب 1991 واصبحوا في مرمى نيران الطائرات الامريكية بسبب قربهم من القاعدة الجوية ، فتلقت زويريجات ثلاث ضربات ادت الى هدم العديد من المنازل السكنية وسقوط العشرات من الضحايا الابرياء ، وكانت عوائل زويريجات من اوائل العوائل المتضررة والمظلومة آبان سنوات الحصار الاقتصادي الاسود ، والذي زاد من اوضاع العوائل الفقيرة سوءا وحرمانا وجورا حتى جاء يوم سقوط الصنم في 2003 وزوال حقبة النظام البعثي ، وكان ذلك اليوم مشهودا لاهالي المنطقة والذي كان يترقبونه منذ سنوات بكل شغف على امل من تغيير واقعهم المرير والخلاص من الكبت والجور الجاثم على صدورهم لعشرات السنين ، وجاءت مرحلة الديمقراطية واختيار ممثلي من بين صفوف الشعب .مثل زويريجات في قبة البرلمان وفي مجلس محافظة واسط اكثر من عشرة اشخاص ، لكن معاناة زويريجات استمرت واستمر معها الاهمال والحرمان .اطلق على زويريجات بعد 2003 رسميا اسم ( حي الجهاد ) لكثرة ماقدمت من ضحايا وجابهت الظلم والفقر والحرمان .انجبت زويريجات المئات من اصحاب الشهادات الاكاديمية و العليا وفي مختلف التخصصات ، وكانوا من الناجحين والمتميزين في حياتهم المهنية ، ومن الذين يعول عليهم كثيرا في مختلف دوائر المحافظة ، الكثير منهم رفض مغادرة زويريجات على الرغم من التحسن المادي بسبب ارتباطه الوثيق بأهالي المنطقة وتعوده على الحياة الشعبية البسيطة . يحاول العديد من ابناء المنطقة العمل والاجتهاد ، سواءا كان ذلك على صعيد منظمات المجتمع المدني او على مستوى التجمعات الشبابية لتحسين واقع المنطقة من خلال حملات التنظيف الطوعي ، او التثقيف لامور عدة ، او لجمع التبرعات للعوائل الفقيرة حيث شهدت تلك الحملات بناء العديد من المنازل للفقراء عبر تلك المجاميع الشبابية الواعية ، وايضا شملت مساهمتهم في حملات التعفير والتعقيم خلال انتشار فيروس كورونا .على الرغم من وصول تعداد سكان زويريجات عتبة ال 100 مائة الف ، فلا زالوا يفتقدون لاهم مقومات الحياة وهو وجود مستشفى يلبي احتياجات اهالي المنطقة صحيا ، حيث يضم مراكز صحية عدد اثنان فقط وهذا لايلبي حاجة المواطنين بصورة صحيحة ، بالاضافة الى ذلك فتعاني زويريجات من قلة المدارس والتي لا تتناسب مع الزيادة الحاصلة في سكان المنطقة ، فصارت المدارس ذات دوامين او ثلاثة وصار كل صف يضم اكثر من 40 او 50 طالبا ، وتحوي زويريجات على (34 ) مدرسة منها (22 ) ابتدائية و ( 9) مدارس متوسطة واعدادية ومدرسة واحدة للتعليم المسرع  و مدرستين لرياض الاطفال وهذا العدد يكاد يلبي نصف ما يحتاجه اهالي زويريجات ، ولازالت العديد من احياء المنطقة تفتقر للوسائل الخدمية من الشوارع المبلطة والمجاري ، حيث لم تشهد زويريجات حملة حقيقية لتبليط احيائها منذ فترة طويلة سوى العمليات الاخيرة لشارع مركز الشباب وشارع الكراج وصولا لجسر الدجيلي ولازالت اقدم احياء زويريجات  وهي (التأميم ) لم تطئها الخدمات منذ 2003 ولغاية يومنا الحاضر .تعتبر زويريجات منطقة دسمة للحملات الانتخابية للكثافة السكانية فيها وبساطة اهلها ، فتجد عشرات الوعود تطلق قبيل الانتخابات في سبيل كسب اكبر عدد من الاصوات لكن سرعان ماتتبخر تلك الوعود فور اعلان النتائج ، وتستمر معها معاناة اهالي منطقة زويريجات من زيادة اعداد العاطلين عن العمل الى باقي المعاناة التي لاتنتهي .ِ

 

 

 

المشـاهدات 812   تاريخ الإضافـة 29/07/2020   رقم المحتوى 8333
أضف تقييـم