النـص : لامس " البوست " الذي نشره القاص و الروائي الكبير " أمجد توفيق " على صفحته في " الفيس - بوك " يوم الأحد 26 تموز ، شغاف فضول الكثير مِن الأدباء و مَن هم بمنزلة الأقتراب من ضفاف هذه المهنة التي كان يقول عنها العرب مِن أن ؛ " فلان قد أدركته مهنة الأدب " أي أصبح فقيراً ، محتاجاً ،و ربما مُعدماً و يستحق الصَدقة ، حين أماط اللثام عن حقيقية علاقة قديمة جديدة تناورات ما بين السياسة و الأدب ، و لّمح لعدد من أدباء لامعين في عالم الكتابة ممّن زاول منهم أفانين السياسة ، عبر إنتمائهم لأحزاب و تجمعات و عقائد ، كما و شاء أن يجرد بعض أسماء نالت من التُّهم و التقريع ما نالت ، للحدّ الذي بلغ منهم مبلغ التخويّن و العَمالة لحساب جهات مخابراتية و أخرى جاسوسيّة ، لم ينس الكاتب و هو يمرّ - خطفاً - على واقع حال الأدباء العرب مشيراً لنسبٍ كبيرة لمن عمل منهم في السياسة ، و تلقى الأدباء مديح السياسيين أو إثارة غضبهم ، كما و تمتعوا بولاء إهتمام أجهزة الإعلام الرسمية لمنجزاتهم أو عانوا من تجاهلها ، و تشويهها متى ما يضطر الحال و تتشابك المواقف ويحدث إن يختلف الأديب مع السياسيين الذين يديرون هذه الوسائل أو يوجهون تعليماتهم إليها ، و لكي أنهي خلاصة نزف ذلك السيل الذي تتبع خطواته " أبا تميم " بكل دقة و نوابه إحتراس و براعة تسديد ، و هو يحكم القبض على قيمة الأثر الجمالي النهائي الذي يُبقى للأديب أو المبدع الحقيقي تجربته الإبداعية في نهاية المطاف ، و ليقفل " بوسته " الذي أثار ردود أفعال و تعليقات متباينة جانبت - أغلبها نبل مقاصده و ثراء تجربته - بهذه العبارة " " ما أضيق الباب، وأحرج الطريق الذي يؤدي إلى الحياة ، و قليلون الذين يجدونه ، من ثمارهم تعرفونهم " ، لكني آثرت في غمرة و نشوة تلك الدفاعات التي رافقت طروحات " أستاذ أمجد " أن أجد مخرجاً ، لما كان و لم يزل يزيد من ثقل الغبار المتراكم على عاتق العلاقة المتناحرة ما بين الأدب و الإعلام ، و كتبتُ معلقاً بما فحواه ؛ " لقد لامستَ الجرح أبا تميم بأزمنته البعيدة و القريبة من لوائح ما يستنهض الكثير من" ثقاة " النقد و الثقافة هممهم بالنيل ممن يعمل بالصحافة ك " كار" أو مهنة مهما أبدع فيها و تفوق هذا الأديب أو ذاك، وعلى الطرف الاخر تتبارى صرخات مصيبة يلهاث بها الاكاديميون في مجال الاعلام ، من أن الادباء أفسدوا عملهم و لوثوا عوالهم بالاستعارات الأدبية و" التعيقل " بالمفردات ، وغيرها من تقريعات وهكذا خسرنا من أعمارنا الابداعية في تيه تلاطم هذه الافعال و النوايا ، لذا لم ننتج نجما أدبيأ أو إعلاميا ، كما لدى البعض من أشقاء الناطقين بالضاد ، كان إبراهيم ناجي " شاعر أطلال أم كلثوم و السنباطي" يقاس بمثل مصري خفيف الدم حين كان يقول ، عندما يتهمه البعض بانه ليس بشاعر جيد " أنا طبيب" فيما بين الاطباء ساعة يقيموه بانه ليس طبيباً جيداً يجيب ؛" أنا شاعر" من هنا قالوا عنه ؛" طبيب بين الشعراء و شاعر بين الأطباء " أما و قضية موضوع السياسة بتماسسها و تلامسها للأدب ، فإنها قد تحاذي أو تفوق شروط الوقاية من جائحة " الكورونا " التي " ثبرت العالم ... ثِبرية الذي كفروا "
|