الأربعاء 2024/4/24 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 30.95 مئويـة
كهرباء العراق .. نطرتك بالصيف .. نطرتك بالشتا
كهرباء العراق .. نطرتك بالصيف .. نطرتك بالشتا
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب فراس الغضبان الحمداني
النـص :

إن أعظم ما حققته منظومات الفساد في العراق أنها دفعت الرأي العام العراقي بكل مستوياته ومعه وسائل الإعلام إلى درجة الإحباط واليأس ودفعهم إلى عدم الاكتراث ومعنى ذلك الاستسلام لقوى الفساد وتركها تفعل ما تشاء حيث أصبحت تهدر المليارات والانجازات تهبط إلى الصفر بدون آمر أو رادع ضمير .إن المتأمل بحجم الإنفاقات في مجال تأهيل محطات الكهرباء بلغ من الهدر ما لا يتصوره عقل ولا يعقله أي خبير اقتصادي أو مواطن عادي ، فالحديث عن شركات ألمانية وكورية وفرنسية وصينية كان يقابله دفع مليارات ويعتقد إن الدولة العراقية أنفقت منذ عام 2003 ولحد الآن عشرات المليارات وهذه مبالغ خيالية تعادل ميزانية العديد من دول الشرق الأوسط وبالإمكان من خلاله إقامة أكثر من 6 محطات نووية حديثة لتوليد الطاقة الكهربائية وبالإمكان إن يصدر منها إلى بعض دول الجوار كما ستفعل ذلك الأردن الفقيرة والإمارات الجديرة بالاحترام لدفع استثماراتها باتجاهات تخدم المواطنين وتسعى أن تجعلهم يعيشون برفاهية واستقرار أكثر من بحبوحة عيشهم اليوم  .ولعل الوعد الذي قطعه رئيس الوزراء السابق  للشعب حيث قال إن عام 2012  سيشهد استكمال منظومات الطاقة الكهربائية التي ستلبي الحاجة الوطنية ومعنى ذلك إن عام 2011  الذي يسبق عام الانجاز الكبير يفترض انه يمثل بداية لتحسن حقيقي في مستوى إنتاج الطاقة الوطنية ، لكن الوقائع اليوم في عام 2020 تقول إن مستوى الإنتاج وتوزيع المتوفر منه قد انهار لدرجة غير مسبوقة ولم يعد للكهرباء الوطنية من وجود وان الأمر مجرد الاعتماد على محطات مؤقتة والاعتماد على أصحاب المولدات الأهلية بل إن الأمر ينطوي على مخادعة وفضيحة تؤكد بان الطاقة الكهربائية لن تعود إلى البلاد ما دام هنالك فاسدون  ومفسدون .وهذه الفضيحة الجديدة تتمثل بتغذية بعض المناطق بساعات معدود ومتقطعة لا تساوي شيئا في اليوم الواحد ،  باستثناء سكان المنطقة الخضراء وحبال مضيف الحكومة والأحزاب والبرلمان إما بقية أبناء الشعب فأنهم قد عانوا بداية هذا الصيف الذي ارتفعت درجات حرارته بشكل جنوني واياما قاسية لم تمر عليهم من قبل حيث تحالف وباء كورونا مع الكهرباء ، والعجيب إن آذان الحكومة والبرلمان من طين وعجين فهم لا يكترثون لهذه المأساة والمعاناة لأنهم يعلمون إن الإبقاء على انهيار المحطات الكبرى معناه الاستمرار على استيراد 6 ملايين لتر يوميا من وقود الطاقة من إيران وتركيا وإمارة الكويت وعلينا إن نخصص حجم العمولة التي تتقاضاها الديناصورات والدلافين الكبيرة من هذه الاستيرادات وعلى حساب معاناة الشعب الذي ما زال يرزح تحت خط الفقر والعوز والحياة البائسة رغم انه أغنى بلدان العالم وهذا الظلم ورثه النظام الديمقراطي من النظام الدكتاتوري .إن انهيار الخدمة الكهربائية له أبعاد خطيرة ومأساوية منها تعاظم الفساد الذي اشرنا إليه وثانيها عرقلة وشل مرافق الحياة كافة خاصة الحياة المدنية التي تليق بالإنسان لا بالحيوان وثالثها الأمور المعيشية المتعلقة في مجال الإنتاج فهنالك العشرات من المصانع والمعامل الأهلية متوقفة عن العمل مما تم خلق بطالة كبيرة في صفوف الشباب ، ناهيك عن درجات الحرارة العالية التي تؤدي إلى خسائر اقتصادية تكلف الدولة مئات المليارات وذلك لعدم وجود أجهزة خزن مبردة مما أدى إلى تلف الكثير من المواد الغذائية والأدوية بسبب نقل البضائع أو التنقل أو الاحتفاظ بها في غياب الكهرباء .إن شحة الكهرباء جعل العلماء والمفكرين والفنانين يصابون بالعقم الإبداعي بسبب تعكير مزاجهم وهم يتعذبون من حر الصيف اللهاب ووباء كورونا الغدار ، بل إن العقم أصاب ملايين العراقيين وليس هنالك من يستطيع إن يأوي فراشه فكيف يشتهي الازواج ( مبادلة الحنان ) خاصة في ظل حر لم تتحمله اشد الحيوانات صبرا ، واصبح حالنا يقول كما غنت المطربة فيروز (  نطرتك بالصيف .. نطرتك بالشتا ) . أيها الناس .. أيها البرلمان .. أيها الحكومة .. إن غياب الكهرباء معناه الفشل المطلق بمشروعكم الحضاري والديمقراطي والدليل الوحيد لنجاحكم هو إن تتدفق الكهرباء ليلا ونهارا في كل مدن وقرى العراق وبدون ذلك يفسر على انه عجز في الإدارة واستمرار في منظومات النهب والفساد ومن يدعي غير ذلك فهو منافق ودجال ولا يستطيع إن يتفق ما جاء في هذا المقال .

المشـاهدات 655   تاريخ الإضافـة 06/08/2020   رقم المحتوى 8384
أضف تقييـم