على قدم واحدة وقفت الولايات المتحدة , لان شرطيا وضع ركبته على رقبة مواطن امريكي وخنقه , وتنادى الامريكيون مع بعضهم البعض أن ما جرى مع فلويد الضحية , امر مستهجن وصادم بالنسبة للانسانية , بيد انهم يوصفون عندنا بالترف الفكري او المجتمعي حين يرون ما يجري في بلدانا , بل انهم لم يقرأوا رواية شرق المتوسط لعبد الرحمن منيف التي كتبها في العراق , واستبطن فيها ما يجري في اقبية الامن , ايام الأنظمة الشمولية التي فرخت لنا الأنظمة الاسلامية , لتضع المواطن في مقارنة السيء بالاسوأ.

انهم مترفون حقا حين يجعلون من طريقة موت فلويد .. أكبر همومهم , في حين أن المواطن العراقي يقتل بقذيفة مسيل الدموع , في صورة لم ترها الانسانية من قبل , وعلى مدى أشهر عدة , وحين تم تغيير رئيس الوزراء السابق بالجديد بقي المتظاهر العراقي يقتل بقذيفة مسيل الدموع , حيث تخترق القذيفة مناطق الجمجمة او الصدر او الرقبة ما يؤدي الى مقتل العراقين امام مرئى ومسمع ومشاهدة ... وعدم تفاعل العالم مع العراقيين وهم يقتلون وينقرضون بسبب وجود "تاج رأس" يرتدي عمامة او لحية شعثاء , يأمر من أقبية تحت أرض العراق أو من وراء الحدود.

يا أيها المتمدنون .. بامكانكم ان تجعلوا من حكاية فلويد رواية اطفال مدتها دقائق اغفاءة طفل فقط , حين تتابعون ما يجري في بلادنا من تنمر من قبل قوات الحكومة التي تغير واجبها من حماية الشعب الى قتله والتنكيل به .

بامكانكم ان تتحدثوا عن فلويد كحكاية بسيطة اذا ما تابعتم كيف يتم تعرية حدث عراقي ويتم التنكيل بشرف أمه فقط لأنه تواجد في كان يتواجد فيه متظاهرون كفل حقهم الدستور.

واذا كانت الحكومة الامريكية المحلية او الإتحادية , قد اعترفت بأن فلويد قتل بشكل ينافي القانون , فان حكومتنا ومؤسساتها الداعمة , بدأت تدلس الامر وتحاول ان تجعل من فتى عراقي شيطانا , هو من يتحمل كل التفجيرات التي ادت الى مقتل الاف العراقيين , بل انه المسؤول عن كل قضايا الفساد , ولولا وجوده في العراق لما كان هناك فساد , ولكان العراق بلدا من الدول المتقدمة فعلا.

نحن في العراق نبحث عن منافسين في اللؤم , والتعدي الصارخ , جربنا ان نتنافس مع بعض الحالات في بعض الدول الافريقية , واعلن فوزنا في اللؤم والتنمر والتعدي على العقل والمجتمع , لاننا ببساطة لدينا تاريخ واسع في حكم الاخرين , وكنا نمتلك زمام العالم , ولدينا سياسيون يتفاخرون بأن العراق يمتلك افضل التشريعات في الشرق الاوسط , وان تاريخ العراق يمتد الى اكثر من 7 الاف سنة حيث اول شريعة قضائية على الكرة الارضية. 

لدينا ما لم يره الاخرون , تصوروا أيها الامريكيون , حين مات فلويد في بلادكم , لطم عليه قادة اسلاميون في احزاب تقود بلادنا , وحين تم الاعتداء على حدث عراقي وتم النيل من والدته , لم ينبس اي منهم ببنت شفة.

هكذا نحن , ليس كمثلنا شعب , وليس كمثلنا بلد .

ولدينا قادة ينطبق عليهم ما قاله مظفر النواب :

ويدافع عن كل قضايا الكون

ويهرب من وجه قضيته

سابول عليه واسكر ...

ثم تبولين عليه ... فنسكر.