الجمعة 2024/4/19 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم جزئيا
بغداد 36.95 مئويـة
البوبجي .. لعبة اسرائيلية !!.
البوبجي .. لعبة اسرائيلية !!.
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب عمار البغدادي
النـص :

السلاح آلة يشتهيها الكثير من اليافعين والشباب للتسلية لكنهم يناغمون في الواقع سيلا من الظواهر العسكرية التي يشاهدونها في حياتهم .. وامام افلام الرعب ورعب عمليات القتل والخطف والاغتيال تزداد الرغبة عند تيار عريض من الشباب بضرورة اكمال "اللعبة"الى النهاية .. ومنهم من يصل على متن طائرة "اسرائيلية" الى مكان العملية الاخيرة كما تظهر ذلك صور البوبجي وكيف يهبط "الرجال" على الارض لتبدأ المرحلة الاخيرة من عملية القضاء على الاعداء !.الاعداد المفترضون كما يهبط الرجال من الطائرة الاسرائيلية هم العرب بالتاكيد وهذا هو جوهر الهدف الستراتيجي الذي تم اختراع لعبة البوبجي من اجله وهو ان يشارك الشاب العربي بقتل العربي في الارض العربية عبر طائرة اسرائيلية !!.في معلوماتي البسيطة تعد لعبة البوبجي تسلية اسرائيلية باهداف ستراتيجية.. لقد استطاعت اجهزة المخابرات الاسرائيلية اختراع هذه اللعبة من اجل الهاء ملايين الشباب العربي بلعبة طويلة ومعقدة لكن النهاية هي انتصار اسرائيل على عدوها العربي دون ان يرى العربي الذي يحارب الى جانب الجنود الاسرائيليين القتيل العربي وهو المأخوذ من لعبة الى لعبة فيها كل الاسلحة البشعة ومناطق العمليات ومنحدراتها واغوارها !!.مايهم الشاب العربي ان يلعب دور البطل وان كان المشهد اسرائيليا ودور القائد وان كان القتلى من ابناء جلدته وكأن اسرائيل التي اشرفت على صياغة سيناريو البوبجي ارادت ان تقول عبر هذه اللعبة ان البوبجي صناعة عربية قبل ان يكون ابتكارا اسرائيليا .. لان العربي سواءا كان حاكما او سياسيا او زعيما ديكتاتوريا هو قاتل بالضرورة وسفاك دم ونهاز فرص من اجل الانتقام والكراهية وابادة ابناء جنسه وقد حدث ذلك على امتداد تاريخ المنطقة العربية بل منذ عصور سحيقة ولازالت المنطقة العربية تضج بهذه الكوميديا السوداء.. من القتل وعمليات الترويع !.المشهد الذي لم تستطع الاجهزة الاسرائيلية اضافته لتقنيته لعبة البوبجي قيام المقاتل الذي حمل اسلحة متعددة لاستهداف خصومه بالسلاح الكيماوي او غاز السيانيد لان تلك التقنية وعلى بشاعة الروح الثأرية الصهيونية لم تصل الى ربع دناءة الحاكم العربي في لعبة الحقيقة مع ابناء شعبه !!.قد يتصور القارئ انني انتقد لعبة البوبجي التي لااخفي حنقي وغضبي على صانعها بالتاكيد لكنني في الوقت نفسه الوم صانع الافكار من مراكز دراسات نفسية واجتماعية ومعرفية وامكانيات الدولة العربية واحزاب ونخب سياسية عربية لم تستطع ان توقف هذه اللعبة في ذاكرة الشباب العربي ولم تسكت اصوات اللعبة وهي تعزف مختلف الايقاعات في اذهان الشباب الى ساعات متأخرة من الليل !.من هنا اقول .. ان الانتصار على اسرائيل وايقاف عجلة التطبيع معها لايتم عبر المواقف السياسية وبيانات الاستنكار والادانة لممارساتها ضد الشعب الفلسطيني والاستمرار ببناء المستوطنات في الضفة العربية وقطاع غزة بل بالذهاب الى الحرب التقنية معها والاهم تدمير لعبة البوبجي باذهان الملايين من الشباب العربي!.اذا استطعنا تدمير هذه اللعبة في مزاج الشاب العراقي او العربي فقد تمكنا في الحقيقة ايقاف سياسة التطبيع مع اسرائيل حيث بدأت بعض الدول العربية من خلال لعبة البوبجي تسويقها في اجوائنا العربية !.التطبيع اسرائيليا وعربيا ليس قرارا يوقع او معاهدة مشتركة يمكن الاتفاق عليها قدر ما هي اساليب واجراءات وتقنيات اسرائيلية تدخل العقل العربي لمسخه وتدميره وفي مقدمة تلك الادوات والاساليب لعبة البوبجي !!. قد يقول قائل .. وماهو البديل عن هذه اللعية التي تقتل في الحقيقة عشرات ساعات الفراغ الذي اقضيه في البيت في ظل اوضاع اقتصادية واجتماعية ومالية صعبة مع استمرار الاجتماعات والتظاهرات التي تدعو الى انتشال الشباب من وهدة السقوط في مستنقع الفراغ واستمرار التسلل والتعطيل في الحياة السياسية العامة .. ماهو البديل عن البوبجي؟.هل هو المنبر والفكر والاسلام الذي يفرض امامنا بصورته النمطية حيث يقف مع الحكومة ويبرر لها سلوكها ويسكت على الموبقات التي تحدث في الشارع مع انعدام ابسط شروطها الحياة الانسانية اسوة ببقية البلدان التي تمارس البوبجي بساعات اقل ووقت مفتوح للعمل والجامعة والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي ؟.بدوري اوجه هذا السؤال الى النخبة الفكرية والمعرفية الاسلامية والنخب الوطنية والمرجعيات الدينية والاحزاب الوطنية التي تتحدث عن برامج البناء المجتمعي وتمكين الشباب الوطني التي تتحدث عن برامج البناء المجتمعي وتمكين الشباب عن رسالتها وبديلها الذي ينقذ هؤلاء الشباب من البوبجي الاسرائيلي وخطورته الاجتماعية واثاره النفسية على سلوك الافراد والجماعات في العراق والعالم العربي .هل المرجعيات الدينية تعرف مكامن الخطورة في هذه اللعبة .. هل تدرك ان التطبيع مع اسرائيل قطع شوطا طويلا بفضل شيوع هذه اللعبة ومايحققه من انتشار واسع في العراق.. في صفوف الشباب والشابات العراقيين حيث يقضي الشاب العراقي ساعات طويلة مع البوبجي "التطبيع الناعم مع اسرائيل" في وقت لايقرأ او يسمع نشرة اخبار او يرى ما يجري في بلده من شؤون وقضايا وملفات واوضاع؟.ان التطبيع مع اسرائيل تم فعليا عبر هذه اللعبة وان الماء الصهيوني بدأ يجري تحت اقدامنا ونحن لانفعل شيئا سوى اللعب بالبوبجي والانكى من ذلك اننا لانستطيع ان نمنع اولادنا من الاستمرار في هذه اللعبة في البيوت والسبب ان اولادنا سيردون علينا وماهو البديل عن البوبجي في ظل انعدام فرص العمل والفقر والبطالة !!.الدولة هي المسؤولة والاسرة هي المسؤول الاكبر والمطلوب ثورة اجتماعية لانتشال شبابنا من بوبجي التطبيع مع اسرائيل !.

 

المشـاهدات 801   تاريخ الإضافـة 06/08/2020   رقم المحتوى 8401
أضف تقييـم