مع اعلان حسان ذياب الاربعاء حدادا وطنيا على ضحايا انفجار مرفأ بيروت ، والذي حسب المرصد الزلزالي في الاردن من ان قوة الانفجار ساوت 4.5 درجة زلزالية على مقياس رختر ، نتسائل ويتسائل معنا اللبنانيون ان لبنان ماضية الى اين وكما نحن في العراق فالمجهول هو الاخر يخيم على مستقبل البلد وربما لا يجافينا التوقع ان قلنا ان العراق تنتظره اياما صعبة وحوادث امر مما حدث ويحدث في شقيتنا لبنان فانما آس النظام اللبناني مشابه الى حد كبير نظام الحكم في العراق والقائم على حكم الطوائف والمحاصصة وايضا التدخل الايراني بنفوذه الكبير  يكاد يكون ذاته في كلا البلدين ولذا فالمشاكل تتشابه والتحديات ذاتها والفساد هو هو والتدخلات والصراعات على الارض تكاد تمضي بذات الصورة الواقعية في كليهما . وعودة الى هوريشيما بيروت ،فان  النيران لا تزال مشتعلة في مكان الانفجار حيث الدمار امتد لمساحة 5 كم ، وسحب النيران وصلت العاصمة دمشق وربما احصاء الاضرار يحتاج الى ايام وهي بطبيعة الحال ستفاقم من الازمة التي يمر بها لبنان .الرئيس اللبناني ميشال عون دعا قبل قليل الى اجتماع طاريء للمجلس الاعلى للدفاع بقصر بعبدا . لتوضيح الاسباب ومقدار الضرر  بينما لم يصدر حزب الله حتى الساعة اي بيان حول الحادثة مع ان هناك اصواتٌ لبنانية تذهب باتجاه وجود عدوان وقع من قبل دولة اسرائيل ، الامر الذي سارعت اسرائيل بنفيه وان لا صلة لها بالانفجار ، بينما وزير العمل اللبناني  السابق سجعان قزي لم يستبعد ان يكون سبب الانفجار داخلي او بسبب تخطيط خارجي عادا تخزين هكذا مواد متفجرة في مخازن لفترات طويلة عار على الحكومة اللبنانية .رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب قال في خطاب مقتضب  :  انما هي محنة عصيبة ونكبة وما حصل لن يمر دون حساب وسيدفع المتسببون اثمان باهضة ووعد الشعب اللبناني بالمحاسبة مناشدا الشعب التوحد فيما بينهم ونبذ الخلافات ، موجها نداءه الى الدول العربية لمساعدة لبنان .مدير عام الجمارك من جهته قال : ان الانفجار وقع في شحنة لمادة نيترات الأمونيوم كانت تمر عبر لبنان واحتجزت في المرفأ بسبب خلافات بين أطراف الصفقة وهم غير لبنانيين . وهذا السيناريو ان صح  انما ينقلنا الى صراع الافاعي فيما بينها كما يحدث لدينا من صراعات لحيتان الفساد والتي اخرها كان ابادة الاف الاطنان من الاسماك العراقية  في هور الدلمج في الناصرية بسبب تنافس تاجرين ينتمي كلا منهما الى حزب سلطوي . السياسي اللبناني انطوان حداد ، قال ان جميع مناطق بيروت تضررت وان ما انفجر هو مواد نترات الامونيوم وهي مواد مصادرة من سنين وهو اهمال يقع على المسؤولين والطبقة السياسية ولا هناك من عدوان خارجي وكما يحاول البعض الترويج له . الخبير العسكري محمد عباس وبتصريح له للميادين: يتسائل بذهول حول كيفية تخزين مثل هذه المواد المصادرة القابلة للاشتعال . وهذا ايضا ما يؤكد ان الانفجار انما وقع نتيجة لاختلاف الضامنين لتلك الصفقة والتي لم ينوه عن موادها بشكل رسمي حتى الساعة سوى ما خرج للاعلام كون تلك المواد هي مواد شديدة الانفجار في حين ان طبيعة الانفجار تؤكد بوجود مواد كيمياوية مشعة جرى تخزينها في مخازن المرفأ . لبنان قبل هذا الانفجار ليست كما بعده فما نتوقعه ان يطاح بحكومة حسان دياب وتشكيل حكومة اخرى اضافة الى تغيير في خارطة الاستحواذ السلطوي للاحزاب الفاعلة واهمها حزب الله خصوصا وفيما ظهر ان المخازن التي انفجرت تعود اليه فالحزب يعاني من العزلة الدولية واشد منها عزلته الداخلية بعد تهاوي الاقتصاد اللبناني لذا فالحزب سيحاول مستثمرا فداحة الانفجار وما  طالت لبنان من خسائر مادية وخسائر في الارواح وايضا من بين مخرجات ازمته هو الذهاب لينفذ عملية داخل الاراضي  الاسرائيلية فهو يرغب بجر لبنان لمواجهة واسعة مع الاسرائيليين للتغطية على اخفاقاته وكونه السبب الرئيس فيما تعانيه لبنان اليوم من ازمات سياسية واقتصادية وامنية وكذلك فالحزب انما يرغب البحث في احداث حدث ملفت ومؤثر وان خسر فيها احدى قياداته او انه يطال احد رموزه . فهل ما اوردته وكالات الانباء من خبر مقتل أمين عام حزب الكتائب التابع لحزب الله  نزار نجاريان جراء انفجار مرفأ بيروت ، يندرج ضمن نظرية المؤامرة أم ان نجاريان هو فعلا اضحية النكبة بدل التضحية بكبش عيد الاضحى ؟ ، نعم فالحزب يجاهد لابعاد نفسه عن ما حصل من كارثة وايضا التقليل من رد الفعل اللبناني لما كان متوقع اعلانه بعد 48 ساعة  من نتائج لمحكمة العدل الدولية  حول حادثة اغتيال الحريري التي تمت في 14 فبراير 2005،  مع 21 شخصًا، عندما انفجر ما يعادل 1000 كيلوغرام من مادة التي إن تي أثناء مرور موكبه بالقرب من فندق سان جورج في بيروت. ستتسابق الدول العربية والمجتمع الدولي لمساعدة لبنان ولا ندري ربما يكون هذا الانفجار هو جرعة امل تنعش الاقتصاد اللبناني بما سيحصل عليه لبنان من تعاطف دولي وتقديمه للمساعادات له .اذن هوريشيما بيروت هي مأساة كبيرة اصابت لبنان وهي جائحة انما جاءت مرافقة لجائحة كورونا مع معاناة الشعب جراء التردي الاقتصادي ، على ان آثارها ستبقى لسنين طوال وهي نكبة كبيرة لن تغادر العقول اللبنانية ولا المجتمع الدولي بسهولة  .