نقار الخشب وزراء التحليل السياسي |
كتاب الدستور |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب حسن عبدالحميد |
النـص : " تتمنّى العائلات حين يُولد لها طفل ، أن يكون ذكياً ، أما أنا و قد حطمّتُ نفسي بالذكاء فأتمنى أن يكون أبني جاهلاً و بليداً ، و بذلك يحيا حياة سعيدة مثل وزير في وزارة " طالما ومضت عبارة الكاتب و العقل المسرحي التنظيري " برتولت بريخت " في ذهني و التمعت ، كلما لمحتُ و تابعتُ أحد الوزراء من مِلاكات الحكومات السابقة و هم يقيّمون أو ينتقدون و يبرّرون لفترات عملهم و سنوات أستوزارهم مُلقين تبعات أخطالهم " خطل " و فشلهم على شِمّعات آليات عمل حكوماتهم من جهة ، و من جهة ثانية و أكيدة على من سبقهم بالترّبع على كرسي الوزارة من باب و محراب " كلّما جاءت أمةٌ ، لعنت أختها " ، أمر عادي ألفناه أن ينتقد بقوة و بأس شديد هذا الوزير أو ذلك بحَفر نتائج و بنش مخلفات ما تركه الوزير السابق ، و من سَبق السابق منهم ، حتى سبع ظهر من سُلم و سلالة من أستلم أو تسلق جدران مجد هذا المنصب الذي تدفع بعض الجهات الحالمة بحجز كراسيها لصالحها مبالغ طائلة تفوق التوّقع و تتخطى الخيال ، و حقيقة النتيجة واقع ما هو حصل و يحصل حتى الآن في مختلف توّجهات عمل وزارات ما أصطلح عليه ب" العراق الجديد " أو " عراق التغيير " ، لعل أكثر ما بدى و بات يثيرني - بفضول يتراوح ما بين حيرة و سمات تعجّب و أمارات إستغراب - مَن تَّطفّلِ و حشر أنوف عددٍ من الوزراء السابقين ممن تحوّل منهم - ما بين لحظة و ساعة نحس - إلى محلليين سياسيين أخذت تزخر بحضورهم قنواتنا الفضائية الراسخة بحجز أسماء معينة و مكرورة تقوم بهذه المهمة التي تحوّلت - بفضل تحوّل ظروف عراق ما بعد نيسان /2003- إلى مهنة ليس بالضرورة منها جني المكافأت المالية ، بل التشبّث " بداء " الشهرة و التنعّم بأنوارها المشرقة و الساطعة تحت أي ظرف أو مُسمّى كان ، و مهما آل إليه حال الوطن المُثخّن و المُتورّم بجراح و كدمات ما تركت جميع الحكومات التي توالت عليه ، مخلّفةً كل دواعي هذا التراجع المخيف ، و تزايد مناسيب الخراب في جميع مفاصل الحياة ، و على هذا النحو المفضوح . |
المشـاهدات 842 تاريخ الإضافـة 06/08/2020 رقم المحتوى 8405 |